عروبة الإخباري – في حادثٍ هو الأسوأ بالنسبة إلى مقاتلي المعارضة السورية لجهة الخسائر غير القتالية، لقي أكثر من 40 عنصراً من الثوار حتفهم بانفجار سيارة مفخخة حضروها في محاولة لفك الحصار عن مدينة حمص، في وقتٍ استمرت حملتهم في قلب العاصمة دمشق بإطلاق قذائف هاون سقطت على دار الأوبرا ومنطقة العباسيين، بينما وقعت اشتباكات بين مسلحين سوريين وجنود لبنانيين على الحدود.
وأفادت مصادر ميدانية في مدينة حمص أمس أن انفجاراً وقع في المدينة المحاصرة منذ قرابة العامين أودى بحياة العشرات من الثوار وقيادات في الجيش الحر والكتائب الإسلامية.
وأكد ناشطون أن الانفجار « حدث أثناء محاولة مجموعة مؤلفة من 50 عنصراً القيام بعملية لفك الحصار عن المنطقة المتواجدين فيها بتفخيخ سيارة وتفجيرها، إلا أن السيارة انفجرت بالمجموعة وأدت إلى انهيار ثلاثة أبنية ومقتل من كان في المكان».
ونفى ناشطون معارضون من حمص أن يكون التفجير ناجماً عن كمين لقوات النظام، فيما عرف من القتلى قائد المجلس العسكري في المدينة خالد عبد القادر جمعة وقائد «كتيبة المرابطون» اياد غازي زغيب.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني: «استشهد ما لا يقل عن 13 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة، بينهم اثنان من قادة الكتائب، اثر انفجار عربة في احياء حمص المحاصرة في سوق الدجاج الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة».
وأوضح أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات المفقودين واشلاء لشهداء في منطقة الانفجار».
كذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية ان «سيارة انفجرت أثناء تفخيخها من قبل إرهابيين في سوق الدجاج في مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل أعداد منهم وإصابة آخرين».
وتقع السوق على أطراف الاحياء القديمة وسط حمص التي يسيطر عليها المقاتلون. وتفرض القوات النظامية منذ نحو عامين، حصاراً خانقاً على هذه الأحياء التي تعاني من نقص فادح في المواد الطبية والغذائية.
وخلال فبراير الماضي، أشرفت الأمم المتحدة على إدخال مساعدات غذائية وخروج نحو 1400 مدني من هذه الأحياء، إلا أن نحو 1500 شخص ما زالوا موجودين فيها.
«هاون» الأوبرا
إلى ذلك، قتل شخصان في سقوط قذيفة هاون على دار الأوبرا القريبة من ساحة الأمويين وسط دمشق، التي يتواصل استهداف أحياء أخرى منها بقذائف.
وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية السورية أن اثنين قتلا وأصيب ثمانية آخرون جراء هجوم بقذائف هاون أطلقها مقاتلو المعارضة على دار الأوبرا ومنطقة العباسيين في دمشق.
كما أشارت الوكالة إلى أن قذيفتين أخريين استهدفتا «منطقة الغساني في العباسيين (شرق)، ما أسفر عن إصابة ثلاثة والحاق اضرار مادية بتسع سيارات واحد المنازل في المنطقة».
وتقع دار الأوبرا أو «دار الأسد للثقافة والفنون»، على مقربة من ساحة الأمويين التي تضم مراكز أساسية منها مقر هيئة أركان القوات المسلحة، ومبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
ومنذ أربعة أيام، عادت مجموعات المعارضة المسلحة إلى قصف احياء العاصمة بـ«الهاون». وسقطت أول من أمس قذائف على مناطق عدة منها الفحامة (جنوب) حيث العديد من المراكز الأمنية، بينما سقطت قذيفة على مقربة من السفارة الروسية في حي المزرعة.
قصف معقل النظام السوري
هدد مقاتلو المعارضة السورية بقصف احياء في اللاذقية معقل النظام السوري بصاروخ غراد «مقابل كل برميل متفجر» يسقط على ريف المدينة، في وقت استمر سقوط قتلى بقصف احياء حلب شمالاً.
وجددت السعودية أمس دعوتها المجتمع الدولي إلى العمل وممارسة الضغط على النظام السوري لتدمير اسلحته الكيماوية. وقال الأمين العام للهيئة الوطنية السعودية لتنفيذ اتفاقات حظر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الوزير المفوض فهد الرويلي، في افتتاح ورشة عمل حول الأسلحة الكيماوية لمسؤولين من دول آسيوية امس، ان السعودية «تسعى لمنع الجماعات الخطرة ومنها تنظيم القاعدة، من امتلاك أسلحة الدمار الشامل». ورداً على سؤال لـ «الحياة» حول موقف المملكة من مماطلة النظام السوري في تدمير أسلحته الكيماوية، قال: «الحقيقة أن المجلس التنفيذي لحظر الأسلحة الكيماوية الذي تمتلك السعودية عضوية فيه عقدت جلسات عدة منها جلسات استثنائية لبحث الملف السوري، والمجلس يسعى دائماً إلى الضغط على النظام السوري للالتزام بما وافق عليه دولياً لتدمير أسلحته الكيماوية في أقرب وقت، وأن العمل في هذا الجانب جارٍ، ونأمل بأن ينهي النظام تدمير أسلحته الكيماوية قريباً».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» افاد أمس بأن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة دوار حي الشعار ومناطق في حي مساكن هنانو في حلب. وأوضح «مركز حلب الإعلامي» ان 15 شخصاً قتلوا بإلقاء برميلين على حي الشعار