بتر الاصابع من طقوس الحداد

عروبة الإخباري – تختلف عادات الشعوب وتقاليديها المتبعة للتعبير عن المشاعر التي تنتابها في هذا الحدث أو ذاك، بل حتى ان طريقة التعبير عن هذه المشاعر تتجاوز حد الاختلاف وتصل إلى التناقض. فعلى سبيل المثال يرمز اللون الأبيض لدى معظم شعوب العالم إلى الفرح والاحتفال، علما أنه في الهند والصين واليابان يعكس حالة الحزن، سيما في حالات الوفاة. أما بالنسبة لشعب “داني” الذي يقطن إندونيسيا لا تتوقف معاناة أبناء هذا الشعب عند وفاة فرد من أفراد العائلة، إذ تقتضي التقاليد أن يقطع كل من أقرباء المتوفي عقلة من اصبعه، تعبيرا عن الحزن لوفاته، وذلك بواسطة حجارة حادة أو سواطير أو سكاكين، الأمر الذي يتسبب بالمزيد من الآلام. يعود هذا التقليد لدى “داني” إلى سنوات طويلة ترسخت خلالها فكرة تقول إن روح الانسان تظل في المكان الذي توفي صاحبها فيه، وإنه يجب إرضاء هذه الروح عبر القيام بأعمال “صادمة”. كما ترمز أصابع اليد بأشكالها المختلفة إلى أعضاء الأسرة والارتباط الوثيق فيما بينهم، لذلك لابد من قطع عقلة اصبع بعد وفاة فرد من أفراد العائلة، كدلالة جسدية تعكس الألم والفراغ الناجمين عن مغادرته هذا العالم. أما عن كيفية تنفيذ هذه العادة فتتم بأن تربط أصابع الأيدي من الجهة العليا لمدة نصف ساعة بخيوط رفيعة، ثم يتم بترها من قِبل رب الأسرة أو أي من أقرب المقربين، كالوالدة أو أحد الإخوة أو الأخوات، ثم يتم تجفيف عقلة الاصبع المبتور في الشمس، ومن ثم تحرق ويدفن رمادها في مكان خاص. ومن العادات التي تبدو غريبة بالنسبة للغالبية عادة قضم الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن أصابع أطفالهن الرضع، اعتقادا منهن أن ذلك يطيل في أعمارهم ويجعلهم متميزين عمن حولهم. ومن الطقوس غير المألوفة في التعبير عن الحزن في حالات الوفاة لدى قبيلة “داني” هو أن يلطخ أبناء القبيلة أنفسهم بالطين لمدة زمنية محددة حزنا على الفقيد، إذ يرمز الطين إلى عودة الروح إلى ما كانت عليه في الأصل.

Related posts

لم تعجبه قصة شعرها… امريكي قتل حبيبته طعناً حتى الموت

فيلم “رعب” يُثير مخاوف هوليوود

خطر الكوليرا يلوح في الأفق… والاحتياطات الفرديّة قد تحدّ من انتشار المرض