عروبة الإخباري – أصدرت جمعية الثقافة العربية الاسلامية اليوم بيانا يحمل رسالة واضحة عنوانها التصدي للفكر التكفيري المتطرف، وتوضيح نهج الجمعية المتمسك بمنهج الوسطية والاعتدال وتجذيره بين أبناء المجتمع الواحد، ونبذ الغلو والتطرف والتصدي له.
وحذر البيان من كثرة المفترين في هذا الزمن على دين الله وأصحاب الشعارات البراقة التي تخفي وراءها مآرب ومطامع وأهواء بعيدة عن مصلحة الدين والمجتمع الإسلامي، كما حذر من تغلغل الفكر المتطرف الهدام الذي يرمي كل من يعارضه بسهام التكفير والتضليل، ويبنون على ذلك استحلال دمه وعرضه وماله، وأن هذا ما أوصلنا اليوم إلى ما نعيش من ويلات الفتن والحروب والاقتتال.
وأوضح البيان نهج الجمعية الذي يتبع المذهب الشافعي في الفقه والأشعري من حيث العقيدة نسبة للامام ابي حسن الاشعري الذي ينتسب له جل أأمة أهل السنة والجماعة، وأن الجمعية تعتز بنهجها السني الأصيل، وأن القرآن العظيم هو المرجع، والسنة المطهرة هي الطريقة، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو القدوة.
وأشار البيان إلى تعرض الجمعية في الفترة الماضية لسلسلة افتراءات واتهامات لتشويه صورتها والنيل من منهج التوسط والاعتدال الذي تتبناه، مبينا أن هذه الهجمة نتيجة لتصدي الجمعية لهذا الفكر المنحرف بالحجة والدليل والبرهان.
وتاليا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جمعية الثقافة العربية اﻹسلامية
الحمد لله الملك الجبار،والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي المختار، وعلى ءال بيته الطيبين الأطهار، وعلى صحابته النجباء الأخيار، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الأئمة الأبرار وبعد:
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات/ءاية رقم 6 )
إن العمل بجد وصدق وإخلاص على نشر الثقافة الإسلامية النقية الصافية بفهم يتوافق وعلماء الأمة الاعلام، وتجذير منهج التوسط والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف بين أبناء المجتمع الأردني الواحد، لهو الهدف الرئيس الذي تسعى جمعية الثقافة العربية الإسلامية لتحقيقه وترسيخه، وذلك في زمن كثر فيه المفترون على دين الله وأصحاب الشعارات البراقة التي تخفي وراءها مآرب ومطامع وأهواء بعيدة كل البعد عن مصلحة الدين و المجتمع الإسلامي، زمن أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء،حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئِلُوا فأفتوا بغير علم فضَّلوا وأَضلوا) (رواه البخاري ومسلم)
إن الناظر في الحال الذي تعانيه الأمة من ويلات الفتن والحروب والاقتتالات ليعلم أن مبدأ هذه الفتن ومنبتها ما هو إلا تغلغل الفكر المتطرف الهدام الذي يرمي كل من يعارضه بسهام التبديع والتضليل والتكفير، فلا يرى إلا من تبعه ناج وغيره هالك، فحمله ذلك على استحلال دمه وعرضه وماله، وكل هذا تحت عباءة الدين والدين منه براء.
فكان واجبنا في جمعية الثقافة العربية الإسلامية التصدي لهذا الفكر المنحرف بالحجة والدليل والبرهان، فلم نخف في الحق لومة لائم، ولا اتهام كاذب، ولا طعن حاقد، لا يروقه كساد بضاعته الفاسدة المشبعة بالتكفير والتفسيق والتبديع، ولا يعجبه رواج فكر التوسط والاعتدال بين الشباب المسلم.
لأجل هذا كله قامت بعض الجماعات المشبوهة التي لم تكشف عن هويتها إمعانا منها في التضليل والخداع بتوزيع منشورات ترمي جمعية الثقافة العربية الإسلامية بما لا يستسيغه العقلاء، ولا يقره المنصفون، ولا يقبله مسلم موحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وما ذاك منها إلا لإثارة الفتنة بين صفوف المسلمين وخوفا على نفسها من أن ينكشف حالها أمام أعين الناس .
فهل لذي لب وعقل سليم أن يقول بأن القرءان ليس بكلام الله !!! وأن الله خلق الكون وأرسل الرسل لا لحكمة !!! وأنه يجوز سب أصحاب النبي وأزواجه أمهات المؤمنين !!! ويُحلُّ أكل الربا !!! ويُحلُّ النظر إلى عورات النساء !!! بل إن هذا والله انحلال ومروق من الدين والعياذ بالله تعالى .
وإن أردنا أن نستعرض جملة الأكاذيب فإن أكاذيبهم تطول، وكفى بالرد عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) رواه مسلم ، فأهل البدع هؤلاء تمكنت بدعتهم في نفوسهم فحملهم ذلك على تبديع وتكفير المسلمين فكانوا كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإنه سيخرج من أمتي أقوام تَجَارَى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلْبُ بصاحبه لا يَبْقَى منه عِرقٌ ولا مِفصلٌ) رواه أحمد وأبو داود، فمن بِدَعِهِم أنهم يشبهون الله بخلقه فينسبون إليه الجلوس والاستقرار والجهة والحد والعياذ بالله تعالى، ويكفرون الذي يتوسل بالنبي ويتبرك بآثاره الشريفة، ويحرمون الاحتفال بمولد رسول الله، ويرون الجهر بالصلاة على رسوله بعد الأذان ضلالة تورد صاحبها إلى النار، ويحرمون السفر لزيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويحرمون قراءة القرءان على أموات المسلمين، ويكفرون الأشاعرة والصوفية وكل من خالفهم، فهذا منهج المبتدع الذي يريد الدين برأيه.
ولما كنا أشعرية شافعية صوفية فقد بات من الواضح أن حملات المبتدعة اليوم ليس المقصود منها جمعية الثقافة العربية الإسلامية فحسب بل المقصود منها أهل السنة والجماعة أئمة الفقه كالأئمة الأربعة الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة، وأئمة الحديث كالبخاري ومسلم،وعلماء الأشاعرة كالإمام النووي والبيهقي وابن حجر العسقلاني والذين منهم فرسان العلم والجهاد كصلاح الدين الأيوبي والذين منهم أئمة التصوف كالجنيد البغدادي وأحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني .
إن جمعية الثقافة العربية الإسلامية تعتز بنهجها السني الأصيل، فالقرآن العظيم هو المرجع، والسنة المطهرة هي الطريقة، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو القدوة، وءال البيت المطهرون والصحابة الكرام هم القادة، وأئمة المذاهب السنية الأربعة هم الفضلاء المرشدون من اقتدى بأيهم اهتدى.
هذا خطنا الواضح وصوتنا الصادح ، فنحن على ما عليه مئات الملايين من المسلمين لم نتبع منهجا جديدا ولا فكرة مستحدثة، ولا ننسى لذي الفضل فضله، لمن علمنا ودلنا على هذا الطريق، للعالم العلامة المحدث الشيخ عبد الله الهرري الحبشي رحمات الله عليه .
إن جمعية الثقافة العربية الإسلامية تفتح أبوابها دوما لطلاب الحق وتتشرف باستقبال كل من يرغب بالاطلاع على حقيقة الأمر نصيحة منها للمسلمين وذلك في مراكز الجمعية المنتشرة في محافظات أردننا العزيز .
قال الله تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) (سورة الرعد:17)
والحمد لله ربِّ العالمين