السيسي يخلع الزي العسكري ويترشح للرئاسة

عروبة الإخباري – قدم وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي استقالته من منصبه وأعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية، فيما أصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور قراراً بترقية رئيس أركان القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي لرتبة الفريق الأول، في مقدمة لتعيينه وزيراً للدفاع خلفاً للسيسي.

وقال السيسي، في خطاب أُذيع عبر التليفزيون المصري الرسمي، إنه قرَّر تقديم استقالته من منصبه كقائد عام للقوات المسلحة المصرية وكوزير للدفاع والإنتاج الحربي، والترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف: «أترك الزي العسكري من أجل الدفاع عن الوطن.. استجابة لمطالب الشعب المصري وتلبية لندائه»، مشيراً إلى أن مصر تواجه مهمة صعبة جداً وإنه لا بد من إعادة بناء جهاز الدولة وإعادة ملامح الدولة وهيبتها.

وكشف السيسي عن ملامح برنامجه الانتخابي الذي ارتكز على استعادة الأمن وتعافي الاقتصاد والتنمية ومكافحة الإرهاب وإعادة الأمل للمصريين واستعادة هيبة الدولة ومكانتها. وأكد السيسي رفضه التدخل في شؤون الآخرين ورفض تدخل الآخرين في شؤون مصر، داعياً «شركاء الوطن أن يدركوا أننا جميعاً في قارب واحد»، مشيراً إلى أن حملته الانتخابية لن تكون تقليدية وأنها ستكون تقشفية.

وستفسح استقالة السيسي المجال أمامه، للترشح لرئاسة البلاد في انتخابات من المتوقع أن يفوز بها بسهولة، وستجرى الانتخابات خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ونقلت صحيفة الأهرام عن مصدر عسكري قوله، إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عرض على منصور اسماء المرشحة لمنصبي وزير الدفاع، ورئيس الأركان، وترجح تقارير إعلامية تولي رئيس الأركان الحالي الفريق صدقي صبحي وزارة الدفاع خلفاً للسيسي.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن منصور أصدر قراراً بترقية صبحي إلى رتبة فريق أول.

وألمح السيسي (59 عاماً) بقوة في وقت سابق هذا الشهر إلى عزمه الترشح للرئاسة، قائلاً إنه لا يستطيع أن «يدير ظهره» لرغبة عدد كبير من المصريين.

ويتعين عليه الاستقالة من الحكومة، والتخلي عن صفته العسكرية، كي يدرج اسمه في قاعدة بيانات الناخبين، وهو شرط لازم للترشح. ولا يسمح للعسكريين بالانتخاب، أو الترشح أثناء خدمتهم في الجيش، وكذلك الحال لقوات الشرطة. وشارك منصور في الاجتماع، فور وصوله للبلاد، بعد مشاركته في أعمال القمة العربية في الكويت.

ترقية صبحي

في غضون ذلك، أصدر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور قراراً جمهورياً بترقية رئيس أركان القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي لرتبة الفريق الأول، فيما أكد مصدر عسكري أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اختار صبحي وزيراً للدفاع، خلفاً للمشير عبد الفتاح السيسي. وذكر التليفزيون المصري أن قرار ترقية صبحي اتخذ خلال اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وتعتبر ترقية صبحي، تمهيداً لتوليه منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي، خلفاً للمشير عبد الفتاح السيسي، الذي يرجح أنه سيترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.ونقلت صحيفة «الأهرام» المصرية عن المصدر قوله: «أجمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المنعقد حالياً بمقر وزارة الدفاع، على اختيار رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي وزيراً للدفاع».

وشهدت المرحلة الماضية دوراً بارزاً للفريق صدقي صبحي (مواليد 1955) داخل صفوف القوات المسلحة، بعد أن أشرف على العملية الأمنية في سيناء، وكان هو من يتحرك على الأرض بحكم منصبه، ليتابع أهم القضايا، كان من أبرزها الملفات التي تتوها الهيئة الهندسية مثل إغلاق الأنفاق، كما ظهر في ملف التسليح حيث تولى الإشراف على تنويع مصادر السلاح، وشهد مفاوضات مع الدول المصنعة للأسلحة.

قلادة النيل

أفادت مصادر خاصة أن عدلي منصور بصدد منح المشير «قلادة النيل» عقب استقالته. وأشارت المصادر إلى أن هذا القرار يأتي تقديراً لمجهود المشير السيسي في خدمة الوطن، ورفع القوة القتالية للقوات المسلحة، ووقوفه بجانب ثورة 30 يونيو.

ويُعد وسام «قلادة النيل» أرفع درجة تكريم مصرية، وأعلى الأوسمة في البلاد، وتمنح للأشخاص الذين قدموا إسهاماً مميزاً يؤثر في حياة المصريين، وتمنح لرؤساء الدول، والمصريين فائقي التميز.

البيان تنشر “نص كلمة المشير السيسى للمصريين”

اليوم ، أَقِفُ أمامَكم للمرةِ الأخيرة بزيّي العسكريْ ، بعد أن قررتُ إنهاء خدمتى كوزير للدفاع … قضيتُ عمُرى كله جندى في خدمة الوطن ، وفى خِدْمةِ تطلعاته وآمالِهِ ، وسأستمرْ إن شاء الله .

” اللحظة دي لحظة مهمة جداً بالنسبة لى ، أول مرة لبست فيها الزى العسكرى كانت سنة 1970 ، طالب فى الثانوية الجوية عمره 15 سنة … يعنى حوالى 45 سنة وأنا أتشرف بزى الدفاع عن الوطن … النهارده ، أترك هذا الزى أيضاً من أجل الدفاع عن الوطن ” .

السنوات الأخيرة من عمر الوطن بتأكد أنّه لا أحدٌ يستطيع أنْ يُصبحَ رئيساً لهذهِ البلادِ دونَ إرادةِ الشعبِ وتأييدهِ … لا يمكنُ على الإطلاقِ ، أنْ يجبرَ أحدٌ المصريينِ على انتخابِ رئيسٍ لا يُريدونَهُ … لذلكَ ، أنا وبكلِّ تواضعٍ أتقدمُ لكمْ مُعلِناً إعتزامى الترشح لرئاسةِ جمهوريةِ مصرِ العربيةَ … تأييدكم ، هو الذى سيمنحني هذا الشرفَ العظيمْ .

أظهرَ أمامَكمْ مُباشرةً لكى أتحدثُ معكم حديثاً من القلب – كما تعودنا – لكى أقولُ لكم إنني أمتثلُ لنداءِ جماهيرَ واسعةٍ من الشعبِ المصريِ ، طلبت منى التقدمُ لنيلِ هذا الشرفِ … أعتبرُ نفسى – كما كنتُ دائماً – جندياً مكلفاً بخدمةِ الوطنِ ، فى أى موقع تأمر به جماهير الشعب .

مِن اللحظةِ الأولى التي أقفُ فيها أمامَكم ، أريد أن أكونَ أميناً معكم كما كنت دائماً ، وأميناَ مع وطني ، وأميناً معَ نفسى .

لدينا نحن المصريين ، مهمةَ شديدةُ الصعوبةِ ، ثقيلةُ التكاليفِ ، والحقائقَ الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنية في مصر ، سواء ما كانَ قبلَ ثورةِ 25 يناير ، أو ما تفاقمَ بعدَها حتى ثورةِ 30 يونيو – وصلَ إلى الحد الذى يفرضُ المواجهةَ الأمينةَ والشجاعةَ لهذه التحديات .

يجبُ أنْ نكونِ صادقينِ مع أنفسِنا ، بلدُنا تواجهُ تحدياتٍ كبيرةٍ وضخمةْ ، واقتصادُنا ضعيف .

فى ملايين من شبابنا بيعانوا من البطالةِ في مصر ، هذا أمرٌ غيرُ مقبولْ .

ملايينُ المصريين بيعانوا من المرضِ، ولا يجدوا العلاجِ ، هذا أمرٌ آخر غيرُ مقبولْ.

مصر البلدُ الغنيةُ بمواردها وشعبها – تعتمدُ على الإعاناتِ والمساعدات ، هذا أيضاً أمرٌ غيرُ مقبول .

فالمصريون يستحقونَ أنْ يعيشوا بكرامةٍ وأمنٍ وحريةٍ ، وأنْ يكونَ لديهِمُ الحقُ في الحصولِ على عملٍ وغذاءٍ وتعليمٍ وعلاجٍ ومسكنٍ في متناولِ اليدْ .

أمامَنا كلنا كمصريين ، مهامٌ عسيرةٌ :

– إعادةُ بناءِ جهازِ الدولةِ الذى يعانى حالةِ ترهلٍ تمنعه من النهوضِ بواجباتِهِ ، وهذه قضيةٌ لابد من مواجهتِها بحزمٍ لكى يستعيدَ قُدرتَهُ ، ويستردَ تماسكَهُ ، ويصبحَ وحدةً واحدةً ، تتحدثُ بلغةٍ واحدةْ .

– اعادةُ عجلةِ الإنتاجِ إلى الدورانِ فى كل القطاعات لإنقاذِ الوطنِ من مخاطرَ حقيقية بيمر بها .

– إعادةُ ملامح الدولة وهيبتها ، التي أصابَها الكثيرُ خلالَ الفترةِ الماضيةِ .

… مهمتُنا استعادةُ مِصرْ وبناءها .

ما شاهدته مصر خلال السنوات الأخيرة ، سواءً على الساحةِ السياسيةِ أو الإعلاميةِ ، داخلياً أو خارجياً ، جعلت من هذا الوطنَ فى بعضِ الأحيانِ أرضاً مستباحة للبعضِ ، وقد آنَ الأوانُ ليتوقفَ هذا الاستهتارُ وهذا العبثُ ، فهذا بلدٌ له احترامُهُ وله هيبتُهْ ، ويجبْ أن يعلم الجميعُ أن هذهِ لحظةٌ فارقةٌ ، وأنّ الاستهتارَ في حقِ مصرَ مغامرةٌ لها عواقِبُها ، ولها حسابُها ، مصرُ ليست ملعباً لطرفٍ داخليٍ أو إقليمىٍ أو دُوَلىٍ … ولن تكون .

إنني أعتقدُ أن إنجازَ برنامجِ خريطةِ المستقبلِ ، التي وضعتها القوى الوطنيةُ الأصيلةً ، في لحظةٍ حاسمةٍ من عمرِ الوطنِ ، كان المهمةُ العاجلةُ أمامَنا ، وعلى طريقِ تنفيذِ هذه المهمةِ فقد نجحنا بحمد اللهِ في وضعِ الدستورِ ، وها نحن نتخذ خطوتنا الثانية بإجراء الإنتخابات الرئاسية التى يعقبها الإنتخابات البرلمانية بإذن الله .

إن إعتزامى الترشح ، لا يصحُّ أن يحجبَ حقَّ الغير وواجبهِ إذا رأى لديه أهليةَ التقدمِ للمسئوليةِ ، وسوف يُسعِدُنيِ أن ينجحَ أياً من يختارَ الشعبُ ، ويحوزَ ثقةَ الناخبين .

أدعو شركاءَ الوطنِ ، أن يدركوا أننا جميعاً – أبناءَ مصر – نمضى في قاربٍ واحدٍ ، نرجو له أن يرسو على شاطئٍ النجاةٍ ، ولن يكون لنا حساباتٌ شخصيةٍ نصفيّها ، أو صراعات مرحليةٍ نمضى وراءها ، فنحنُ نريدُ الوطنَ لكل أبنائِهِ ، دونَ إقصاءٍ أو استثناءٍ أو تفرقةٍ ، نَمُدُّ أيديِنا للجميعِ في الداخلِ وفى الخارجِ ، معلنين أنّ أي مصريٍ أو مصريةِ لم تتمُ إدانته بالقانونِ الذى نخضعُ لهُ جميعاً ، هو شريكٌ فاعلٌ في المستقبلِ بغيرِ حدودٍ أو قيود .

رغمَ كلِ الصعابِ التي يمرُّ بها الوطنُ ، أقفُ أمامَكُم وليس بي ذرةُ يأسٍ أو شك ، بلْ كلّى أملٌ ، في اللهِ ، وفى إرادتِكُم القويةُ لتغييرِ مصرَ إلى الأفضلِ ، والدفعِ بِها إلى مكانِها الذى تستحقُه بين الأممٍ المتقدمةِ .

لقد حققتُم بإرادتِكم الكثيرَ .. لم يكنْ الساسةُ أو الجيشُ هما اللذان أزاحا النظامينَ السابقينِ ، ولكن أنتم الشعب .

الإرادةُ المصريةُ عظيمةٌ ، نحنُ نعرِفُها وشهدناها ، ولكن يجبْ علينا أن ندركَ أنهُ سوف يكون محتمٌ علينا ، أن نبذلَ جميعاً أقصى الجهدِ لتجاوزِ الصعوباتٍ التى تواجَهُنا في المستقبلِ .

صناعةُ المستقبلِ هي عملٌ مشتركٌ ، هي عقدٌ بين الحاكم وبين شعبه ، الحاكم مسؤولٌ عن دوره وملتزم به أمامَ اللهَ وأمامَ شعبه ، والشعب أيضاً عليه التزاماتٍ من العمل والجهد والصبر ، لن ينجح الحاكم بمفرده ، بل سينجح بشعبه وبالعمل المشترك معه .

الشعبُ المصريُ كله يعلم أنه من الممكنِ تحقيقُ انتصاراتٍ كبيرةٍ ، لأنهُ حققَها من قبلِ ، ولكنّ إرادَتَنا ورغبتَنا فى الانتصارِ لابدّ أن تقترنَ بالعملِ الجادِ .

القدراتُ والموهبةُ التي يتمتعُ بها الشعبُ المصريُ منذ 7 آلاف سنة يجب أن تتحالفَ مع العملِ الجاد .

العملُ الجادُ والمخلص من أجل الوطن هو السمةُ المميزةُ للدولِ الناجحةِ ، وسوف يكونُ العملُ الشاقُ مطلوباً من كلِّ مصرىٍ أو مصرية قادر على العملٍ ، وسأكونُ أولَ من يقدمَ الجُهدَ والعرقَ دون حدودٍ من أجلِ مستقبلٍ تستحقهُ مصرُ … هذا هو وقتُ الاصطفافِ من أجلِ بلدنا .

الحقيقة أنا عايز أصارحكم – والظروفُ كما ترونَ وتُقدّرونَ – أنه لن يكون لدي حملةٍ إنتخابيةِ بالصورةٍ التقليديةِ … لكن بالتأكيد فإنه من حقّكُم أن تعرِفوا شكلَ المستقبلِ كما أتصورُهُ ، وده حيكون من خلال برنامج إنتخابي ورؤيةٌ واضحةٌ تسعى لقيامِ دولةِ مصريةِ ديمقراطيةِ حديثةِ ، سيتم طرحهما بمجرد سماح اللجنة العليا للإنتخابات بذلك … لكن إسمحوا لى بأداءِ ذلكَ دونَ إسرافٍ في الكلامِ أو الأنفاق أو الممارسات المعهودة ، فذلك خارجِ ما أراهُ ملائماً للظروفِ الآن .

نحنُ مهددونَ من الإرهابيين . من قِبَلِ أطراف تسعى لتدميرِ حياتِنا وسلامِنا وأمنِنا ، صحيحٌ أنَ اليومَ هو آخرَ يومٍ لي بالزيِ العسكريِ ، لكنني سأظلُ أحاربُ كلَ يومٍ ، من أجلِ مصرَ خاليةٌ من الخوفِ والإرهابٍ … ليس مصر فقط ، بل المنطقة بأكملها بإذن الله … أنا قلت قبل كده وبكررها ” نموت أحسن ، ولا يروع المصريين “

وأخيراً أتحدثَ عن الأملْ

الأملُ هو نتاجُ العملِ الجادِ . الأملُ هو الأمانُ والاستقرارُ … الأملُ هو الحلمُ بأن نقودَ مصرَ لتكونَ في مقدمةِ الدولِ ، وتعودَ لعهدِها قويةً وقادرةً ومؤثرةً ، تُعَلّمَ العالمَ كما عَلّمَتهُ من قبلْ .

أنا لا أُقَدّمُ المعجزاتِ ، بل أقدّمُ العملَ الشاقَ والجهدَ وإنكار الذات بلا حدود .

وأعلموا ، أنه إذا ما أتيح لي شرفُ القيادةِ ، فإننى أعدُكُم بأننا نستطيعُ معاً ، شعباً وقيادةً ، أن نحققَ لمصرَ الاستقرارَ والأمانَ و الأملْ , بإذن الله .

 

Related posts

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق