عمر قاسم /الأخوان ومستقبل النقابة

انتهت عملية الانتخابات لنقابة المعلمين بفوز كاسح لمرشحي الاخوان وبعض من ارتضوا خوض الانتخابات تحت رايتهم ، والنتائج كانت متوقعة على الرغم من سعي الكثيرين للتغيير ، وقد سبق العملية الانتخابية حرب اعلامية شهدتها معظم محافظات المملكة ،( كيل الاتهامات ، نشر اشاعات ، تسريب معلومات ووثائق ، شبعات فساد مالي وإداري ، اموال صرفت بلا مبرر ) ، وكثير من الأمور الأخرى ، كما رافق ذلك الكثير من الدعاية والدعاية المضادة وكل يبحث عن منافذ لاختراق صفوف المعلمين وحثهم على الاصطفاف كل إلى جانبه .
فاز الأخوان ومن دار في فلكهم وارتضى أن يكون منفذا لبرنامجهم القادم وربما سيكون عبارة عن رقم لتكملة العدد .
فوز الأخوان رافقه حالة من الفرح العارم لدى أتباعهم ومناصريهم وأثبتوا للمرة الألف أنهم الأقد والأجدر ــ ليس للفوز ـــ بل من حيث امكاناتهم وأدواتهم واليات العمل والموارد المالية ، هذه الاسباب خلقت لهم مناخا مناسبا للعمل بين صفوف المعلمين بشكل سلس ودون صعوبات تذكر ، ولعل السبب الأقوى هو العزف على وتر العاطفة الدينية واستدرار المشاعر لدى شريحة كبيرة من المعلمات والمعلمين ،
قال البعض أن التصويت للأخوان هو بمثابة صك غفران وأن التصويت لغيرهم ستتبعه السيئات ،
نجح الاخوان ــ كعادتهم ــ ومن خلال ادواتهم وروافعهم بإعادة إحتلال قلعة المعلمين ، وإن كان لا بد من مراجعة ذاتية للجميع فعلينا أن نعترف بالهزيمة ونعترف بأن المعلم قد تقاعس عن دوره من أجل نقابته ، الكل يعلم أن نسبة كبيرة من المعلمين غادروا مدارسهم إلى بيوتهم ولم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب لمراكز الاقتراع والمشاركة ، وكأن الأمر لا يعنيهم أبدا ، وليس لهم علاقة بنقابتهم وهم بذلك ارتكبوا جريمة بحق أنفسهم وبحق زملائهم وبحق نقابتهم ، كثير من المعلمين أبدوا سلبية واضحة مع المسألة الانتخابية كتفاعل ومشاركة وانتخاب ، أخطاء كثيرة أرتكبت من قبل المعلم بحق نقابته ادت إلى الرضوخ للأمر الواقع
ومن هنا سنقبل بالأمر الواقع ونحترم قرار الأغلبية ولكن على المجلس الأن إثبات ما كان ينفيه سابقا مما تداوله المعلمون من وثائق ومعلومات تدور حولها الشبهات .
مهمات قادمة ستكون صعبة على المجلس وأهمها إعادة الثقة وجسر الهوة بينهم وبين الجسم التعليمي ،
على المجلس عقد شراكة حقيقية مع المعلم وتفعيل أليات التواصل الايجابي البناء لتحقيق المصلحة العامة ، ولزاما على الجميع الالتفاف حول النقابة ومساندة المجلس في كل خطواته لخدمة المعلم والتمسك بمهنية النقابة وتصويب المسيرة السابقة ،
الدورة الثانية ستكون شاقة على الجميع في مواجهة أعداء النقابة وتغولهم على حقوق المعلم وكرامته وإنسانيته ،
بدأت منذ الأن معركة المعلم لانتزاع الحقوق التي كانت في طور التراجع .
وليثبت الأخوان أنهم الأقدر والأجدر لقيادة النقابة وعندها سنكون جميعا في ذات الخندق .

Related posts

القمة العربية الإسلامية… الفرصة الأخيرة…لمغادرة الضعف والتبعية ؟* د فوزي علي السمهوري

جلالة الملك المسلم المؤثر* د. نسرين الصبيحي

كيف نخفف من خسائر الحرب؟* ماهر أبو طير