عروبة الإخباري – اختارت جلالة الملكة رانيا العبدالله نساء اردنيات لتفاخر بهن العالم في مقال كتبته جلالتها في موقع هفنغتون بوست الامريكي الالكتروني واسع الانتشار والرائد.
وجاء نشر مقال جلالتها اليوم الاربعاء ضمن حملة اطلقتها مؤسسة الامم المتحدة لتبادل قصص امهات من العالم اثرن في مجتمعاتهم ولحشد الدعم المالي لمبادرات عالمية تعمل من اجل توفير ظروف صحية للامهات والاطفال.
وفيما يلي ترجمة لنص مقال جلالة الملكة رانيا العبدالله: “انا حالمة”… لوحة لطالبة تدعى مريم عمرها 14 عاماً، كانت من ضمن مجموعة رسمات وقصائد اعطتني اياها “منال” مديرة مدرسة للبنات في عمان، عندما احتفلنا بيوم المرأة العالمي قبل اسابيع قليلة.
لماذا بقيت صورة تلك الرسمة في خيالي؟ لأن الفتيات اللواتي يحملن احلاماً يصبحن أمهات يحملن رؤية.
نساء واثقات يشاركن في مجتمعاتهن وبلدانهن. نساء قويات يساهمن في نماء وازدهار دولهن. نساء حنونات سواء كن امهات او قائدات ينشئن ويرشدن الجيل القادم – اولاداً وبناتاً – نحو المساواة والعدالة والازدهار الأكبر.
كجزء من ذلك الاحتفال، كانت لي فرصة الجلوس مع مجموعة من هؤلاء النساء.
ما يجمع هؤلاء النساء ليست الأمومة – فمنهن لسن أمهات. ولن تقرأ عنهن في فوربس أو الفايننشال تايمز. وهن لسن مديرات تنفيذيات ولا محاميات ولا سيدات أعمال ولا طبيبات – وهي وظائف قد يراها الكثير على أنها محطات تقليدية للنجاح.
ما يوحدهن هو قوتهن، مرونتهن والابتكار. جميعهن قدوات. نساء رائدات. انا فخورة جداً بهن. لذلك ما أشاركه معكم اليوم هو قصصهن .. أمثلتهن.
أن تكون مديرة ليست مجرد وظيفة بالنسبة لـ”مها”، بل رسالتها في الحياة. وهي تتحدث عن غرس حب التعلم في فتيات مدرستها وتعزيز ثقتهن بأنهن يستطعن أن يصبحن ما يردن اذا عملن بجهد، فعلت ذلك بشغف وتصميم لا يقلان عن الشغف والتصميم اللذين أكلم بهما ابنتاي ايمان وسلمى.
ولكن “مها” ليست أماً بالمعني التقليدي.
أخبرتنا: “مضى 26 عاماً على زواجي. لم نرزق أنا وزوجي بأولاد. ولكنني أسمع كلمة “ماما” كل يوم أكثر ممن أنجبن. كل واحدة من تلك الفتيات هي ابنتي”.
طالباتها محظوظات، ولكن امهاتهن ايضا محظوظات. ما هي فرصة ان تُعلم ابنتك امرأة كل غرائزها وطموحاتها اتجاه ابنتك تعكس غرائزك وطموحاتك؟ “شفاء” امرأة استثنائية أخرى. “شفاء” وزوجها عملا بجد ولكن مع اربع اطفال كان كفاحاً. بشهادة التعليم الثانوي، كانا مصممين على منح ابنائهم حياة افضل.
كيف؟ باعت “شفاء” دبلتها، عملت أعمالا مختلفة وأخذت قرضاً لفتح دكانة صغيرة – أمر غير اعتيادي للنساء في قريتها – ليتمكن زوجها من الذهاب الى الجامعة. اليوم، “شفاء” ايضاً على مقاعد الجامعة – بدوام جزئي لتتمكن من رعاية أبنائها.
اختيارات “شفاء” كانت غير تقليدية وجدلية في الوقت ذاته. كانت تعلم أن البعض في مجتمعها سيستهجن. لكن، كل يوم، بدعم زوجها .. كانت “شفاء” لابنائها وبناتها، وعائلتها وجيرانها وصديقاتها … مثالا لتغيير مجتمعها. بدأوا يدركون أن باستطاعة المرأة أن تكون متعلمة، لديها وظيفة، تدعم زوجها وأن تكون أماً رائعة.
كان هناك الكثير من قصص النساء الشجاعات اللواتي بالرغم من مواجهتهن الرفض، ثابرن لاعطاء الفتيات في أنحاء الأردن الأمل والفرص. مثل “فايزة” التي تسعى لمساعدة الفتيات من ذوي الاعاقة لايجاد وظائف. لم يكن الأمر سهلاً، في بعض الأحيان كان محبطاً. ولكن مع كل قصة نجاح، كانت المواقف والسلوكيات تتغير. وهو بفضل نساء مثلهن. نساء لديهن رؤية. ورجال يملكون رؤية. لأن كل امرأة تحدثت عن قصتها أشادت بزوجها لدعمه لها.
من المستحيل التفكير بأم واحدة غيرت عالمي. ولكن يمكنني التفكير بعدد لا يحصى من النساء اللواتي يغيرن الاردن الى بلد اكثر ازدهاراً ومساواة وتماسكاً. لأنه سواء أنجبتي 4 أبناء أو علمتي 400 أو ألهمتي 4000، بالنسبة لي الأمومة تحمل معان كثيرة.
فهي تدور حول قوتك في تنشئة جيل جديد. وتحقيق تغيير ايجابي وتوفير فرص تمكين. انها تدور حول التعلم من الاخطاء وأن تكون شجاعاً بما فيه الكفاية لكسر القوالب. وبناء اساسات تقوم على أحلام الفتيات الصغيرات مثل مريم.. ليمهدن الطريق ويقدمن الفرص لحالمات الغد.
بالطبع، قصص الفتيات والنساء اللواتي يكافحن من أجل فرص متساوية ليست فريدة بالنسبة لمنطقتي. انها قصص عالمية. لذلك في العام 2000، خصصت الامم المتحدة احد الاهداف الانمائية للالفية للمساواة وتمكين المرأة.
ومع اقترابنا من موعد العام 2015 (الموعد المحدد لتنفيذ الاهداف الانمائية للالفية)، هنالك الكثير من التقدم الذي نستطيع الافتخار به: فتيات اكثر في الصفوف المدرسية؛ امهات اكثر يبقين على قيد الحياة بعد الولادة. ولكن ما زال للفقر وجه امرأة. ما زال العنف عبئاً تتحمله الكثير من النساء. ما زال التحيز يؤخر الكثير من النساء.
ولذلك، في العام الماضي، تشرفت باختياري ضمن لجنة شاركت في وضع الاهداف العالمية القادمة – أجندة التنمية العالمية لما بعد العام 2015 – بحيث نستطيع هذه المرة بحق أن نحسن حقوق النساء والفتيات. وذلك يعني، البحث عن الأفقر ودعمهن، وضع أهداف ذات معنى، ويمكن قياسها وضع الحكومات امام مسؤولياتها لتحقيق تقدم حقيقي.
هذا هو حلمي. واعتقد اننا نتشاركه جميعاً في هذه الحملة. لذا، لندع “مها” و”شفاء” و”فايزة” يلهمننا جميعاً لعمل الأفضل. دعونا نبحث عن الفتيات الصغيرات اللواتي يحملن أحلاماً كبيرة ونساعدهن على تعزيز ثقتهن بأنهن يستطعن أن يصبحن ما يردن. إنه يبدأ بنموذج وقدوة رائعة… أنت.
وجاءت مشاركة جلالتها في هذه الحملة الى جانب العديد الشخصيات العالمية العاملة والمهتمة في قضايا المرأة.
وتهدف الحملة التي انطلقت بمناسبة اليوم العالمي للمراة الى حشد الدعم المالي لثلاث مبادرات عالمية هي تحالف موبايل الأمهات من اجل توفير رسائل صحية وحيوية للامهات الحوامل، ومبادرة الحياة لحماية الأطفال في جميع أنحاء العالم من خلال توفير اللقاحات المنقذة للحياة ولبرنامج دعم الفتيات الذي يهدف الى زيادة الوعي وحشد الدعم لبرامج الامم المتحدة التي تساعد الفتيات اللواتي بامس الحاجة للذهاب الى المدارس ومراجعة الاطباء توفير الاماكن الامنة لهن حيث سقتوم شركة جونسون آند جونسون بالتبرع بدولار واحد لكل اعجاب او مشاركة على ما يكتب في الموقع خلال فترة الحملة.