عروبة الإخباري – لا تزال مناشدات استخدام المشاة للجسور والانفاق المخصصة لهم والتي تكلف انشاؤها ملايين الدنانير ومنتشرة بكثرة في ارجاء المملكة للحد من حوادث الدهس على الطرقات تراوح مكانها.
ويأتي عدم التزام المشاة باستخدام الجسور والانفاق والشواخص المرورية واستخدام خطوط المشاة المحددة بالشوارع التي تفتقر لخدمة جسور المشاة والتي جاءت للحفاظ على حياة المواطنين من اخطار الدهس وكأنها اكسسوارات او بنيت للزينة وفق ما عبر عن اشخاص ملتزمون باستخدام هذه المرافق وغالبيتهم من طلبة الجامعات.
ورغم ان احصائيات مديرية الامن العام تؤكد انخفاض في نسب الحوادث حوادث المركبات بشكل عام غير انها اعتبرت ان حوادث الدهس لا تزال مقلقة وخاصة ما ينتج عنها من حالات وفيات للمشاة والمارة.
وكشفت احصائية الامن العام ان عدد الوفيات لعام 2013 بسبب حوادث الدهس بلغت ( 113) وفاة بنسبة 14% من مجمل وفيات حوادث السير.
وقال رئيس قسم الأرصفة المهندس أنور مناصرة أن عدد جسور المشاة في مختلف مناطق مدينة عمان يبلغ 110 جسور بين خرساني ومعدني، إضافة الى خمسة أنفاق للمشاة وتعتزم الأمانة تنفيذ 7 جسور للمشاة خلال العام الجاري بعد اقرارها وإجراء الدراسات اللازمة من قبل لجنة جسورالمشاة في الأمانة وتهدف الأمانة من انشاء جسور وأنفاق المشاة الى تسهيل انتقال المشاة وعبور الشارع بأمان وسهولة ويسر.
وبالرغم من ذلك تعرضت سيدة السبت الماضي لحادث دهس أسفل جسر للمشاة مقابل المركز الثقافي الملكي بسبب عبورها الشارع بدلا من استخدمها للجسر، الامر الذي يدعو للتساؤل لماذأ يصر البعض على مخالفة القوانين بالرغم من معرفتنا لمدى خطورتها؟
في السياق برر اخصائي علم النفس في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي الى الاسباب التي تقود المواطنين بعد الالتزام في الشواخص المرورية والحرص على المخالفة وهي قصور دور المؤسسات الاجتماعية في التنشئة الاجتماعية والتربوية والمتمثلة بالاسرة والمدارس والجامعة ودور العبادة وانعدام التوعية داخل اروقتها، مشيرا الى اهمية هذا الموضوع وتوجيه النشء الى ضرورة الابتعاد عن هذه السلوكيات الخاطئة والتي تودي بحياتهم نتيجة الاهمال وسوء التقدير.
وقال الخزاعي تعتبر المؤسسات الاجتماعية موضوع التوعية باولوليات السير من الكماليات ومتروك على عاتق الابناء في فهم طريقة التعامل مع الشارع ولغته.
واضاف الخزاغي ان للرفقة دورا كبير في سلوك هذه المسلكيات الخاطئة والتي يعتبرها البعض وسيلة للتفاخر والتباهي بالقدرة على اجتياز المخاطر، في حين يجد اخرين ان المخالفة تعد اختصارا للوقت والجهد.
واشار الخزاعي الى القانون الحالي القاصر عن محاسبة المشاة في حال اخطأ او خالف الشاخصات المرورية، داعيا الى ضرورة تكاتف الجهود الوطنية من كوادر تعليمية ومؤسسات عامة في اطلاق مبادرات تحد من نسب الحوادث المرورية وتعمل على توعية النشء.
وقال المقدم حسام المصري من المعهد المروري، إن الأنفاق وجسور المشاة بدأت تشيد في شوارع المملكة بشكل كبير، «حسب دراسات تمت حول حوادث السير، تشير إلى أن استخدام جسور وأنفاق المشاة تقلل من نسب الحوادث إلى 85%».
واضاف «أن أكثر الحوادث تتم من تحت الجسور، والتي تظهر مدى إهمال بعض المواطنين، في عدم التزامهم، اذ تشكل حوادث دهس المشاة 7% من مجمل الحوادث المرورية التي تقع في الأردن، وتبلغ نسبة الوفيات جراء حوادث المشاة 40% من مجمل أعداد المتوفين و30% من المصابين.
واكد المصري ان هذه الحوادث، تحصد أرواح المواطنين وخاصة من الأطفال وبحسب الأمن العام فإن الفئة الأكثر تضررا هي التي تبلغ ما بين سنة إلى عشرين سنة، والأكثر تعرضا لحوادث المشاة وتبلغ نسبة هذه الحوادث 56%، هي الفئة التي تشكل من 50 إلى 51% من مجمل عدد سكان المملكة، ما يعنيه من خطر كبير ويجب إلقاء الضوء على هذا الأمر وبعض ما يتعلق به من إشكاليات وأمور قانونية.