في البوتاس .. قرار شجاع !! التعاقد مع شركة اميركية . .والقرار يقدم الضرورة اولاً ..

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب / قرأت الخبر على الطائرة وقرأت تعليقات عليه بعد ذلك ، وقد لفتني القرار الشجاع لرئيس مجلس ادارة شركة البوتاس العربية في البحث عن الطاقة من مصادر اخرى لتغطية حاجات الشركة التي لا تملك خيارات عديدة اخرى اذا ما ارادت لاوضاعها المالية والاجتماعية الاستقرار والحفاظ على المستوى الذي وصلته والتطلع الى المزيد من التطور .

فالضجة التي حاولت بعض المواقع والصحف الاختباء ورائها والصيد في رسائلها لن تجدي وستكشف عن مواقف اما غير واعية او مغرضة او معطلة ..

الوزير السابق ورئيس مجلس الادارة الحالي للشركة جمال الصرايرة اتخذ بعد العودة الى مجلس ادارته قراراً اكتسب صفة الشجاعة بعد الهجوم عليه رغم انه كان قراراً هاماً لان من واجب المسؤول ان يبحث عن حلول ومخارج ، خاصة وان التوقيع في عقد صفقة استيراد الغاز لصالح شركة البوتاس جاء مع شركة اميركية ( نوبل انرجي) وليس اسرائيلية ..

كما روجت بعض الجهات وجاء بدوافع ضرورية ووطنية وليس لاي دوافع اخرى . وجاء الغاز من البحر المتوسط ومن منطقة خارج المياه الاقليمية قبالة اسرائيل حيث الاستثمارات لشركات في حقول منها الحقل المسمى تامار والحقل المسمى ليفاياثان . والشركة التي تعاقدت معها البوتاس تملك من الغاز ما نسبته 36% من غاز هذا الحقل .

البوتاس اشترت غازاً من البحر المتوسط ومن شركة اميريكة شريكة والثمن تأخذه هذه الشركة وليس الطرف الاسرائيلي .

الصرايرة وهو يتحدث كان واثقاً مما قامت به شركته ومن المسؤولية المترتبة . بل انه سجل موقفاً مبادراً ولم يركن لاي جهة رسمية او غير رسمية لتحل له مشاكل الوقود والطاقة لشركته وهو رئيس مجلس ادارتها وهذه ميزة لادارة ناجحة ومبادرة وقادرة على تقديم الحلول

الصفقة واضحة لا لبس فيها ولا اخفاء في بنودها او ملاحقها وهي تشير بصورة ايجابية وتعكس جدوى مميزة اذ انها توفر مقارنة مع صفقات لاستيراد الغاز من مصادر اخرى بعيدة ومكلفة ما يصل الى (250) مليون دينار على مدى فترة العقد وتحفظ لاكثر من (2300) مستخدم وموظف في الشركة استمرار فرص عملهم وهو ما ينعكس على كلفة انتاج الطن الواحد من البوتاس حيث يصل الى (11) دينار زيادة على كلفة انتاج الطن في حال عدم حدوث هذه الصفقة ..

ان قبول رئيس مجلس الادارة للتحدي يبقي البوتاس العربية في اطار التنافس في الانتاج وهو التنافس الذي تهدد به اكثر من جهة منتجة في المنطقة وخارجها . كما ان هذه التنافسية المستمرة بصفقة الغاز مع نوبل انرجي تنقذ ايضاً بنفس القدر شركات تؤام او موازية للبوتاس مما تعتمد التنجيم في البحر الميت ..

لم يغادر قرار مجلس الادارة الخيارات الاخرى بل درسها بشكل هادىء وعميق سواء خيارات استيراد الغاز من مصر او العراق او قطر او حتى السلطة الفلسطينية وجاء اختيار نوبل انرجي الاميركية ضروريا الى ان يمكن اخذ خيارات اخرى كغاز غزه حين البدء التجاري بانتاجه ..

البوتاس التي حرصت على سد حاجاتها ستبادر الى مساعدة المجتمعات المحلية المجاورة بتوفر الطاقة لها ايضاً ضمن المسؤولية الاجتماعية من ناحية والارتقاء بالمجتمع المحلي من ناحية اخرى وهو ما تؤمن به الشركة في نهجها الان ..

القرار يستحق الثناء عليه لانه يحل مشكلة ويقدم حلاً حين تصبح الخيارات المكلفة الاخرى عصية ..

ولذا على الذين ينتقدون القرار او يهاجمونه اعادة قراءة الواقع بعقل موضوعي وملاحظة ان البوتاس اجابت على سؤال الغاز الذي ظل يشكل قضية تبحث عن حل على المستوى الوطني حتى الان ..

Related posts

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية

البكار: الإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة لا تشمل إعفاءات الرسوم

صندوق التنمية والتشغيل قدم أكثر من 3 ملايين دينار قروضا في إربد حتى نهاية تشرين الأول