في موضوع امتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية لهذا العام، لم اتواصل مطلقا مع الدكتور محمد ذنيبات وزير التربية والتعليم، ولا مع عيسى معايعة مدير الامتحانات، الا مساء الجمعة، حين تكاثرت الاشاعات حول ظهور بعض نتائج الامتحان، حيث تكاثرت على صفحاتي في فيس بوك وعلى هاتفي بعض التساولات عن ظهور النتائج بشكل غير رسمي، وتم تبادل تبريكات وتهان عبر فيس بوك، وينسبون خبرهم عن النتائج «المتسللة»، الى فضائيات ومواقع الكترونية وليس الى الوزارة المسؤولة؛ ما دفعني للاتصال بوزير التربية في ساعة متأخرة من الليل، لسؤاله عن النتائج، وعن مدى صدقية أخبار يتناقلها الناس حولها، أو إمكانية أن تتسرب النتائج قبل موعد الإعلان عنها بشكل رسمي.
نفى الوزير قطعيا أن تتسرب نتيجة طالب واحد، وقال: زمن اول حول، والنتائج مازالت قيد التدقيق، والمسؤول عنها شخص واحد في الوزارة، وهو يقوم بواجبه خير قيام، وسوف يكون المسؤول لو تسربت نتيجة واحدة، ولن نعلن عن نتائج الامتحان قبل تدقيقه، وأستطيع أن أؤكد لك «يقول الوزير» إنّ التدقيق النهائي لن ينتهي هذه الليلة على الأقل «ليلة الجمعة – السبت»، وارجو أن تعلم أن فرقا من المختصين في الوزارة تعمل عليها ليلَ نهار، وصرح الذنيبات : «سوف أذهب اليهم الآن» .. وأنهى حديثه عن احتمال تسرب نتائج قبل الإعلان الرسمي بالقول: «كن متأكدا من أن هذا لم ولن يحدث».
سألت الوزير عن تلك الأحداث في معان واربد ومدن أخرى، والتي جرت يوم الخميس الماضي، على خلفية «نسب نجاح مزعومة» في بعض المباحث، فأجاب بأن «جهات» تقف خلف تلك الأخبار المزعومة، والأكاذيب، ولا يوجد نتائج نهائية حتى الآن ولا نسب.
كتبت عن امتحان الثانوية لهذه الدورة في بدايته، وتوقفت عن الكتابة واكتفيت بالمراقبة، وكمتابع لا يمكنني الحكم على هذه التجربة برمتها الا بعد ظهور النتائج النهائية، وعلى الرغم من صدور بعض القرارات والتعليمات الجديدة حول الدورة القادمة من الامتحان، والتي تحتاج منا الى تعليق ورأي، إلا أنني لم اكتب شيئا، حيث يصعب الحكم على تجربة اعتبرها نوعية، وخففت «نسبيا» من «أخبار التجاوزات والغش»، ولا يمكن أن يكون حكمنا عليها دقيقا الا بعد أن تظهر النتائج، ونرى ونلمس انطباع الطلبة والناس حولها، لأننا لا نريد ارباك المسؤولين في الوزارة، ونطالب كل الزملاء المهنيين أن يلتزموا بالحياد، وألا ينقلوا تصريحات ومعلومات غير دقيقة؛ لأننا -أيضا- حريصون على نجاح الوزارة والوطن في هذا الاختبار الهام، الذي فقد جزءا كبيرا من «موثوقيته» وأهميته، بسبب تقاعس مسؤولين سابقين..
هل نجحت وزارة التربية؟.. تكمن الإجابة في نتائج الامتحان «الرقمية» والشعبية.