عروبة الإخباري- وصف العين علاء البطاينة واقع قطاع النقل العام في المملكة عموما بالمؤلم والصعب للغاية في ظل شبكة مواصلات متناثرة ومتداخلة تديرها الملكيات الفردية بعيدا عن التنظيم.
وقال العين البطاينة خلال اللقاء الشهري الذي تنظمه “حماية المستهلك” والذي تناول واقع قطاع النقل العام في المملكة ان قطاع النقل كان ولا يزال مهملا ومبعثرا وذلك نتيجة حتمية للصلاحيات التي كانت موزعة بين عدة جهات حكومية في وقت سابق، لافتا الى ان 86% من القطاع هي عبارة عن ملكيات فردية غير منظمة وهي ارث ونتاج سياسات خاطئة كانت تمارس في الماضي.
واكد العين البطاينة خلال اللقاء انه لمعالجة هذا الواقع المؤلم لا بد من ايجاد حل جذري لشبكة النقل عموما وعلى مستوى المملكة بحيث يتم شراء الملكيات الفردية واعادة بناء الشبكة من خلال شركات قادرة على تقديم الخدمة بجودة عالية وتتحمل مسؤولياتها امام الحكومة،لافتا الى ان التعديلات التي تجري بين حين وآخر على خطوط النقل هنا وهناك ليست حلولا ناجعة.
واوضح العين البطاينة ان الدولة ما تزال مقصرة في دعم قطاع النقل عموما بشقيه الركاب والبضائع، لافتا الى ان الموازنات التي ترصد سنويا لغايات تطوير القطاع هي موازنات هزيلة مقارنة بما تنفقه دول العالم عموما على تطوير شبكة النقل.
وبين ان تدني الخدمات في شبكة النقل ساهم في زيادة اعداد السيارات الخاصة، مشيرا الى ان 50% من الاسر الاردنية تمتلك سيارة خاصة ، كما ان السوق المحلية تستقبل أسبوعيا نحو 1500 سيارة الامر الذي تسبب في ازدحام شوارع المملكة بالمركبات الخاصة والقادم اكبر في حال بقيت الثقة متزعزعة بالنقل العام.
ودعا العين البطاينة الحكومة الى ضرورة وضع خطط وسياسات واضحة ومحددة قصيرة وطويلة الامد للنهوض بالقطاع الذي يعتبر عصب الحياة بعد الطاقة،مقترحا تخصيص عاما من الاعوام ليكون عام النهوض بقطاع النقل على سبيل المثال واعتماد موازنات من شأنها النهوض بالقطاع والخروج به من الحالية الصعبة التي يعيشها.
واكد على الدور الكبير المنوط بالمستهلكين ومتلقي الخدمة للنهوض بالقطاع، داعيا الى ضرورة التعاون والمراقبة للتشريعات التي تخص القطاع ومنها قانون النقل العام الذي يناقش حاليا في مجلس الامة.
ولفت إلى انه يوجد في المملكة نحو 32 الف واسطة نقل عام، في حين ان الدراسات تشير الى ان 80% من المركبات الخصوصية يوجد فيها راكب واحد فقط، وهذا مؤشر كبير على فقدان المواطن ثقته بالنقل العام.
وتناول العين البطاينة عددا من المشاريع التي تم اعدادها لغايات تطوير وتنظيم القطاع ولو جزئيا ومنها مشروع البطاقة الذكية ومشروع اجور طلبة الجامعات وخط عمان الزرقاء الذي يتوقع ان يطرح عطاءه قريبا وغيرها من الحلول الجزئية
وفي نهاية اللقاء جرى نقاش موسع اجاب خلاله العين البطاينة على اسئلة واستفسارات الحضور، كما قدم رئيس “حماية المستهلك” العين الدكتور محمد عبيدات درع “حماية المستهلك” للعين البطاينة، شاكرا له على الندوة التي كان من شأنها تسليط الضوء على واقع قطاع النقل والعقبات والصعوبات التي تواجهه، وامكانية ايجاد الحلول من خلال اثراء النقاش مع ممثلي المستهلكين ومتلقي الخدمة.
حضر اللقاء وزير الزراعة عاكف الزعبي وعدد من السادة النواب وجمع من المواطنين واعضاء الهيئة العامة لحماية المستهلك