عروبة الإخباري – خاص – هل يزور الرئيس محمود عباس طهران ..هل يبحث الرئيس عن مفتاح وصول المساعدات الى مخيم اليرموك المحاصر من أكثر من جهة متحاربة سورية سواء من النظام أو ممن يقاومونه من عناصر تسربت داخل المخيم حسب الرواية الرسمية السورية التي تبرر الحصار.. أم أن للزيارة إن تمت أهداف أخرى بعد ابتعاد إيران عن حماس أو ابتعاد الأخيرة عن الأولى في أعقاب تطورات القضية السورية.
الرئيس عباس رجل تصالحي لا يؤمن بسياسة الكيد أو الابتزاز ولذا فإن زيارته الى طهران إن تمت لا تستهدف أي طرف عربي أو اقليمي وإنما لأنه يدرك أن بعض الترياق لأعراض الحالة الفلسطينية موجود في طهران وإن كان الوصول اليه مكلفا ..
الزيارة إن تمت حساسة وهي تحتاج قبل وقوعها الى حملة واسعة من الاتصالات المكثفة والعملية لأكثر من عاصمة عربية وحتى ربما اوروبية لشرح الاهداف وحتى لا تتتحسس أطراف عربية عدة قد تفهم هذه الزيارة بشكل مختلف او قد يقومون يدس لتفسير هذه الزيارة على غير مقاصدها أو أهدافها.ولذا لا بد من بسط الأمر على المملكة العربية السعودية في الدرجة الاولى حتى لا يجري فهم هذه الزيارة على مستوى آخر فالرئيس عباس كما يرى مقربون منه لا يؤمن بابتزاز أي طرف ولا حتى الأطراف العربية التي تأخرت في دعم واسناد السلطة الفلسطينية او الوفاء بالتزاماتها لها، كما انه والقول لهؤلاء المراقبين ليس من هذه المدرسة التي تؤمن بذلك ايّ بالابتزاز.
زيارة عباس في اعتقادي لا بد ان يسبقها وان بسرعة تحضير كاف يقوم به الرجل القوي جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي وصل مسقط التي سيشكل اتصالها بالمسؤولين الايرانيين مدخلا وسيطا للزيارة اذ تتمتع مسقط بعلاقات خاصة مع إيران ساعدت في حل كثير من المشاكل الاقليمية والمهمات ذات الطبيعة الخاصة والحساسة، وفي هذا السياق يندرج التقارب الاميركي -الايراني الذي لعبت زيارة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان دورا في ترتيبه وجس النبض في امكانية البدء بهذا التقارب الذي لمست ثماره مع قدوم حكم جديد في طهران ومع ترتيبات اميريكية –ايرانية لاحقة .
إذن مسقط كان المحطة التي زارها مبعوث الرئيس عباس جبريل الرجوب لهذه الغاية حيث يتوجه الرجوب الى طهران للبدء في الاعداد لزيارة الرئيس عباس في حال نجح الإعداد وإلا فإن الرجوب سيضع المسؤولين الايرانيين في ضرورة ان يقوموا بعمل يساعد على انقاذ ما تبقى من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق والذي يبعد عن مرقد السيدة زينب والمقامات التي يقدسها الشيعة ويزوروها الايرانيون اقل من (2) كيلو متر..
من المتوقع ان تكون دولة الامارات العربية المتحدة التي لها موقف من أي علاقات عربية مع ايران قد وضعت في صورة الزيارة من خلال زيارة جبريل الرجوب السابقة قبل أسبوع إلى أبو ظبي حيث قام بمراجعة الاطباء هناك لمواصلة العلاج..
إذن تحرك السلطة الفلسطينية لانقاذ ما يصل الى (22) الف لاجئ فلسطيني في المخيم يضربهم الجوع والأمراض والقتل وهم من تبقى من(500) الف من سكان المخيم الذين غادروه الى جواره والى مناطق مختلفة وصل بعضهم إلى الأردن حوالي (7 )الاف ليوضعوا في مخيم خاص بهم في منطقة الشمال حيث يعانون ظروفا صعبة للغاية .. ويمنعون من الخروج من المخيم او التنقل او الحصول على تصاريح مغادرة اسوة بالسوريين في الزعتري..
من المحطات التي اعلمت بالزيارة المتوقعة للرئيس عباس القاهرة التي وصلها عضو اللجنة المركزية الآخر عزام الأحمد الذي يحمل ملف المصالحة مع حماس ليضع المصريين في ضوء تطورات الحالة الفلسطينية ومآلات التفاوض مع حماس من أجل المصالحة وأيضا أهداف وبرنامج زيارة الرئيس محمود عباس الى ايران..
فالقاهرة تتحسس من اي تحرك لحماس وترى في دورها مخاطر على أمنها الوطني ولذا فإنها تقدم الرئيس المصري المخلوع مرسي للمحاكمة على أحد بنود لائحة الادعاء وهي التخابر مع حماس وما يعنيه ذلك في ملف تتهم فيه حماس بأنها ساعدت في هروب الرئيس مرسي وغيره من قيادة الاخوان المسلمين من السجون عشية استمرار ثورة 25/يناير المصرية،اذ قرأت زيارة عباس قراءة موضوعية بعيدة عن التوظيف المغرض فإنها ربما تؤتي ثمارها وربما تفتح بابا جديدا لتدعيم المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية وتبقى المخاوف من ان تثير اسرائيل الشكوك والاشاعات حول هذه الزيارة وتؤجج بها مواقف مختلفة لحرصها على بقاء الحال الفلسطينية رهينة الاحتلال الذي تمارسه والحصار الذي يعيشه الفلسطينيون في سوريا نتاج تفاقم الحالة السورية..
خطوة الرئيس عباس هامة وهي تدرك عمق الدور الايراني وتغلغله في سوريا وقدرته على العمل وهذا قد يفتح الباب لرؤية عربية مختلفة للدور الايراني وحتى مخاطره سيما وان الولايات المتحدة ودولا غربية كبيرة ادركت ذلك في الحوار الاميركي –الايراني والاوربي – الايراني حول النووي الايراني حتى وإن لم تحضر ايران مؤتمر جنيف2 او منعت من حضوره.
ويبقى السؤال ما هي الرسائل التي ترسلها الزيارة وما هي الاشارات التي تحملها والى أي مدى يمكن ان تنجح او يبني عليها مواقف لاحقة .. ذلك سيبقى برسم ان تقوم الزيارة اولا ونتائجها على كل حال رهن بتطورات الاحداث في الحالة السورية خلال المرحلة المقبلة.