عروبة الإخباري – حذر سياسيون من مخاطر خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري المتعلقة بعملية السلام في المنطقة، وذلك خلال ندوة أقامها حزب الوحدة الشعبية أول من أمس في مقره، فيما وقعت عدة شخصيات وطنية على بيان صريح برفض الخطة وإبرام أي اتفاق بشأنها.
واعتبر الباحث نواف الزرو أن ورقة “كيري” المتعلقة بيهودية الدولة تتبنى المطالب الإسرائيلية، وأنها من “أخطر ما قدم” ولكن ليس بشكل رسمي للجانب الفلسطيني.
وقال الزرو إن كيري “يطرح فكرة تبادل السكان بين عرب فلسطين المحتلة 1948، والمستوطنين في الضفة الغربية، أي إخراج سكان عرب من تلك الأراضي واستبدالهم بنحو 100 ألف مستوطن من أصل 700 ألف يقيمون في الضفة، مع بقاء التكتلات الاستيطانية الرئيسية، والتي بدورها تسيطر مع القدس المحتلة والطرق الالتفافية ومعسكرات جيش الإحتلال على أكثر من نصف مساحة الضفة، وبالتالي ما يتبقى للفلسطينيين لا يتجاوز ما مساحته 40 % من الضفة”.
وأضاف أن من ضمن طروحات كيري أيضا، مسألة غور الأردن وبقاءه كـ”منطقة آمنة للإسرائيليين، وأن تكون القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية”، معتبرا أن “التسوية السياسية في القضايا الدائمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أمر مستحيل، لأن المؤسسة الصهيونية وبالإجماع ترفض التنازل، وأن إسرائيل تعتبر اللحظة تاريخية بالنسبة لها لحصد أكبر قدر من التنازلات من الفلسطينيين والعرب”.
وأوضح الزرو أن الذي “يحكم جولة كيري للمفاوضات والتسوية هو ما يسمى “القانون الحديدي” المتفق عليه إسرائيليا وأميركيا، ألا وهو الاستمرار بالمفاوضات إلى ما لا نهاية، وممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية أوروبيا وأميركيا وعربيا، من خلال التلويح بإيقاف الدعم المادي لها لتبقى وتستمر بالمفاوضات، وذلك ما هو حاصل حاليا”.
وفيما وصف الزرو إسرائيل بـ”الدولة التي لا تنام”، اشار الى استثمارها الاوضاع الجارية في سورية والعراق والمنطقة في المجمل.
أما أمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب، فبدأ مداخلته بسؤال: “هل خطة كيري محاولة لتشويه الصراع العربي – الصهيوني؟ أم هي في جوهرها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية؟”
وأضاف ذياب أن “من المفيد قراءة خطة كيري من خلال الرؤية الأميركية للكيان الصهيوني من كونه مشروعا استراتيجيا نشأ وترعرع في أحضان الإمبريالية، وهذا الكيان له دور ووظيفة، ومن أجل الحفاظ على هذا الدور والوظيفية واستمرارية هذا الكيان، فإن الإدارات الأميركية منذ 48، تقدم خططها لتقود الى مزيد من توفير الأمن له”.
ورأى أن عودة كيري للمنطقة تأتي “بسبب ما تعيشه من حالة فوضى، في محاولة لاستغلالها لرسم خريطة جديدة تتوافق بالكامل والمخططات الاستراتيجية الأميركية”.
كما رأى أنها تأتي في ظل انقسام فلسطيني داخلي، وهو ما اعتبره ذياب “مقدمات وفرصة لانتزاع تنازلات كبرى من الفلسطينيين”.
إلى ذلك، وقعت شخصيات وطنية وحزبية عقب الندوة على بيان مشترك يرفض أي تسويات متعلقة بخطة كيري.
وتضمن البيان خمسة بنود، من أبرزها تأكيد عدم التوقيع على أي اتفاق تحت أي مسمى، لا ينطلق من الالتزام الواضح والقاطع بالحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة المتمثلة بإنهاء الاحتلال، وحق تقرير المصير، وإقرار حق العودة وفق القرار الدولي 194.
كما تضمن رفض التوقيع على “اتفاق إطار” يتضمن الاعتراف بـ”إسرائيل كدولة يهوديّة” بأيّ صيغة كانت، و”ينتقص من السيادة الفلسطينيّة على القدس والأغوار، ويمس بحق اللاجئين في العودة، ولا يضمن إزالة المستوطنات”.