عروبة الإخباري – أدلى سعادة السفير السيد صابر اغا بايوف سفير جمهورية أذربيجان في عمان بتصريح صحفي حول الذكرى الرابعة والعشرون للعدوان السوفياتي السابق على جمهورية أذربيجان وبمناسبة إحياء سفارة أذربيجان لدى المملكة لذكرى شهداء مأساة العشرين من يناير عام 1990م.
حيث أفاد بأن هذه الذكرى الأليمة تعيش في وجدان الشعب الأذربيجاني ويستذكرها كل عام تخليدا لذكرى الشهداء والأبرياء الذين سقطوا جراء العدوان السوفياتي السابق على جمهورية أذربيجان الغير مبرر .
لقد تجلت بوادر هذا العدوان في عام 1988 عندما قام زعماء الحزب الشيوعي للنظام السوفياتي السابق بمحاولات جدية لفصل منطقة ناغورني قارباغ الجبلية التي هي جزء لا يتجزأ من التراب الوطني الأذربيجاني ومحاولة ضمها إلى جمهورية أرمينيا . ونتج عن ذلك احتلال منطقة ناغورني قارباغ وجزء أخر من المناطق التي تمثل 20% من مجموع مساحة أذربيجان وذلك بمساندة ودعم مطلق من قبل قيادة وقوات النظام السوفياتي السابق الذي أدى ذلك إلى تهجير وتشريد السكان الأصليين من أراضيهم التاريخية وتحويلهم إلى لاجئين )أكثر من مليون ) شخص في وطنهم يكابدون أشد الظروف المعيشية في مخيماتهم التي تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية.
لقد هب الشعب الأذربيجاني لمقاومة الاحتلال عن طريق تنظيم المظاهرات الحاشدة والتجمعات الجماهيرية السلمية التي تعبر عن رفض واستنكار سياسة النظام السوفياتي السابق ومساندته ودعمه المتواصل لجمهورية ارمينيا .وهنا يجدر القول بأن ردة الفعل السوفياتي كانت على هذه الاحتجاجات انها قامت باستخدام القوة المفرطة ضد الشعب الأذربيجاني الأعزل واجتياح القوات السوفياتية الخاصة لعاصمة أذربيجان .
باكو والعديد من المدن الأذربيجانية الأخرى ليلة التاسع عشر من يناير عام 1990 ، مستخدمة أحدث الأسلحة المتطورة في ذلك الوقت حيث وجه الجنود السوفييت نيران أسلحتهم الفتاكة نحو الشعب الأذربيجاني في كل اتجاه وقد سقط المئات المئات من المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح.
لقد شكل هذا العدوان انتهاكا فاضحا لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن حرية وسيادة الأوطان وتحقيق العدالة الدولية واحترام حقوق الانسان.
إنه من الضروري التذكير بأن أحد أهداف هذا العدوان هو إحداث تأثير معنوي وفكري وايدولوجي على الشعب الأذربيجاني وذلك من اجل إجهاض حركة التحرر الوطني وقتل الروح المعنوية لمقاومة الاحتلال وبث سياسة الخضوع والاستسلام للنظام السياسي السوفيتي السابق.
وإنني هنا أود التأكيد على أن الشعب الأذربيجاني بالرغم من حجم وفظاعة المعاناة فقد تعاضدت وتكاتفت كافة شرائح وفئات المجتمع على مقاومة ورفض الاحتلال السوفياتي ودفعت إلى الأمام عملية التحرر الوطني التي تكللت بنيل أذربيجان استقلالها عام 1991م.
خلال السنوات الماضية عملت أذربيجان على بناء الدولة الحديثة والمجتمع المدني القائم على المؤسسات والتعددية وبالرغم من أن التحديات كانت كبيرة في بناء المجتمع والدولة ورغم الأثار السلبية التي تركها العدوان السوفياتي على المجتمع الأذربيجاني ككل واستمرار احتلال منطقة ناغورني قارباغ من قبل أرمينيا الا أن الشعب الأذربيجاني بفضل قيادته الحكيمة تمكن الحديثة من بناء دولته ومجتمعه المدني بروح من الإصرار والتفاؤل والأمل في مستقبل مشرق.
وتجدر الاشارة أن قضية ناغورني قارباغ العادلة قد تصدرت منذ بداية الاحتلال الأرمني أولويات عمل المنظمات الدولية كمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي اللتان أصدرتا عددا من القرارات التي تدين العدوان الأرمني وتطالب بسحب القوات الأرمينية من منطقة ناغورني قارباغ الأذربيجانية . ومع مرور الوقت ونتيجة لجهود الدولة والشعب الأذربيجاني ومساندة الأشقاء في مختلف دول العالم العربي والإسلامي فقد بدأ المجتمع الدولي بتفهم ومساندة قضية أذربيجان العادلة ويسعى لضرورة ايجاد حل عادل للنزاع الأرمني الأذربيجاني بالطرق السلمية ومطالبة أرمينيا بحق أذربيجان التاريخي في منطقة ناغورني قارباغ.
أذربيجان اليوم دولة مستقلة حديثة استحقت أعتراف المجتمع الدولي ككل وهي عضو كامل وفعال في مختلف المنظمات والهيئات الدولية المرموقة كمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى . وحرصت أذربيجان منذ استقلالها على إقامة تمثيل دبلوماسي وافتتاح سفارات في مختلف دول العالم والبلدان العربية والاسلامية .كما وتحرص دوما على الاحتفاظ بعلاقات الصداقة والتعاون وحسن الجوار. لقد تمكنت أذربيجان خلال فترة وجيزة من استقلالها على تأسيس نظام ديمقراطي المبني على التعددية السياسية وحققت خطوات وانجازات جبارة نحو تطبيق سياسة اقتصاد السوق الحر على نظامها الاقتصادي الأمر الذي شجع وجلب الاستثمارات الأجنبية وأدى إلى نقلة نوعية في الاقتصاد الأذربيجاني.
وإنني من موقعي هذا كسفير لجمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية أود أن أشيد وأثمن بمواقف الأردن المبدئية تجاه دعم ومساندة كافة قضايا جمهورية أذربيجان والسعي الدائم إلى تطوير العلاقات الأخوية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ، وقد تتوج ذلك بوجود الرغبة المشتركة بين قادة البلديين والتي تربطهما صداقة مميزة وقد ساهم ذلك بتفعيل وتطوير علاقات التعاون الثنائية بين البلدين وتكللت هذه الجهود بالنجاح والسعي دوما لايجاد ألية جديدة لتفعيل مسيرة التعاون.
وتوسيعها على مختلف الأصعدة والمجالات ولا زالت الخطوات متسارعة نحو توسيع مستقبل هذه العلاقات لتحقيق قفزات نوعية كبيرة وجديدة على صعيد هذه العلاقات.
وإننا ننظر بعين الفخر والاعتزاز للقيادة الهاشمية التاريخية ودورها في النهضة التي يشهدها الأردن حاليا في مختلف الجوانب ، وللأردن دوربارز في دعم ومساندة كافة قضايا العالم العربي والاسلامي لا سيما وقد اصبحت عضوا في مجلس الأمن والذي يعتبر انجازا كبير حققته المملكة الأردنية الهاشمية على الصعيد الدولي .
وأخيرا وليس آخرا سوف تبقى ذكرى مأساة العشرين من يناير عام 1990 محفورة في الذاكرة الجماعية للشعب الأذربيجاني لتخليد ذكرى الشهداء الأبرار الذين سقطوا على أيدي القوات السوفياتية السابقة . وستبقى نبراسا يستضاء به في سعي الشعوب لنيل حريتها واستقلالها واسترداد حقوقها المغتصبة.
إننا نهيب بالمجتمع الدولي لمساندة قضايا جمهورية أذربيجان العادلة وسعيها الدائم لاسترجاع اراضيها المحتلة وعودة اللاجئين الأذربيجانيين إلى أراضيهم وديارهم المحتلة ، كما ونسعى لتحقيق ذلك بالطرق السلمية لاستعادة جمهورية أذربيجان لحقوقها الوطنية المشروعة والعادلة في منطقة ناغورني كارباخ الأذربيجانية المحتلة.