عروبة الإخباري – كشف مصدر مطلع في أمانة عمان الكبرى عن تلقي “الأمانة” لرسائل اهتمام دولية، من شركات تشغيل نقل عالمية، تستوضح الدخول في عطاء تشغيل وتزويد حافلات الباص السريع، وإنشاء محطات مبيت وصيانة، فضلا عن تدريب سائقين وتأهيلهم وإدارة للمشروع، متوقعا أن يصل الاستثمار في هذا “العطاء” إلى نحو 50 مليون دينار.
وبين المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ”الغد” أن “مشروع الباص السريع الذي قررت الحكومة مؤخرا السير فيه، يقوم على ثلاثة عناصر رئيسة، وهي المسارات التي تشتمل على مسافة تبلغ قرابة الـ25 كم من مسارب الحافلات وعلى طول مسار صويلح – المحطة والمدينة الرياضية – راس العين، بالإضافة لتحسينات مرورية على مسار المحطة – دوار الجمرك (شرق العاصمة).
كما لفت المصدر إلى اهتمام هذه الشركات بالعمل على البنية التحتية للمشروع، وتشتمل على إنشاء مسارب حافلات وتحسينات مرورية للتقاطعات وأرصفة ومجمعات، ومحطات تحميل وتنزيل.
كذلك الاهتمام بالحافلات وأنظمة التشغيل والصيانة والدفع الإلكتروني والمعلومات، والتي سيعهد بتشغيلها للقطاع الخاص عبر طرح عطاءات لهذه الغاية.
وعن خطة تنفيذ المشروع، أوضح المصدر أن الأمانة ستركز في المرحلة المقبلة على الانتهاء من الحلول المرورية على التقاطعات المختلفة، وإنشاء مجمعات ليتم بعد ذلك توسعة الطرق، بحسب التصاميم المعتمدة لديها.
ويتبع ذلك وفق المصدر، إنشاء مسارب للحافلات، مشيرا إلى أن هذه الخطة، ستخفف من أي آثار سلبية على حركة المركبات خلال مدة الإنشاءات، وتقدر بنحو 30 شهرا، ليبدأ بعدها التشغيل الفعلي للنظام.
وعن الحلول المرورية التي ستعتمد لنفق الصحافة، قال المصدر إنه “سيصار إلى رفع مستوى مسارب الحافلات على شارع الملكة رانيا فوق منسوب الشارع تدريجيا، والإبقاء على النفق الحالي للسيارات، وستنشأ محطة تحميل وتنزيل على مستوى الإشارة الضوئية الحالية، للالتقاء مع الخدمات المغذية لضاحيتي الروضة والرشيد.
أما بالنسبة لدوار المدينة الرياضية، فيشمل التصميم إيجاد حل جذري لأزمة السير على الدوار عبر إنشاء جسور علوية إضافية فوق مستوى الجسر الحالي، الذي يربط دواري المدينة والداخلية.
كما سينشأ وفق المصدر، محطة تحميل وتنزيل على مستوى الدوار، ما يتيح انتقالا مباشرا بين حافلات المسارين الأول والثاني، وإمكانية توفير خدمة سريعة من صويلح والجامعة الأردنية إلى راس العين أو المحطة وبالعكس.
وأشار إلى إقامة محطة رئيسة في مدينة الحسين للشباب لخدمة مرتاديها، وبخاصة في الفعاليات الرياضية التي تسبب إرباكات مرورية خانقة حاليا.
كما لفت إلى أن الأمانة والتي رصدت في موازنتها للعام الحالي 25 مليون دينار، هي الآن بصدد طرح ثلاثة عطاءات للبنية التحتية.
وتشتمل هذه العطاءات على تقاطع شارع الملكة رانيا مع شارع ياجوز (الدوريات الخارجية)، إذ سينشأ جسر بطول 400 متر تقريبا، ليصل السير المقبل من صويلح مع شارع ياجوز، ما سيحل مشكلة الأزمة المرورية الحالية.
وأوضح المصدر أن هناك أعمالا تكميلية للحزمة الأولى، والتي تشتمل على أعمال تعبيد لشارع الملكة رانيا، بمحاذاة مسارب الباص السريع التي استكملت سابقا، وإنشاء أرصفة وتأثيث طريق وإنارة.
أما شارع الأميرة بسمة (الواصل بين منطقة الدوار الخامس والمهاجرين) فسيكون هناك إعادة إنشاء بالكامل لمساره لرفع منسوبه، وتحسين تصريف مياه الأمطار، وتحسين التقاطعات الحالية ومسارب الحافلات ومحطات التحميل والتنزيل.
وبين أن الأمانة ستعهد لكادرها الداخلي وشركات استشارية متخصصة، مهمة تطوير التصاميم التفصيلية للتحسينات المرورية التي أضيفت على المشروع.
وتشمل هذه التحسينات تقاطعات على المسار الثاني، تستهدف معالجة الازدحامات المرورية المتفاقمة في هذه المواقع، والتي ظهرت خلال الأعوام الأخيرة الماضية، وتأتي استكمالا لاستراتيجية الأمانة، لتطوير شبكة النقل والمرور بالعاصمة.
كما كشف عن مفاوضات، تتم حاليا مع الحكومة، لبحث آلية تمويل هذه التحسينات، والتي تقدر بحوالي 50 مليون دينار.
وقال المصدر إنه “توجد لدينا حاليا سيناريوهات مفترضة لربط مباشر بين مشروعي الباص السريع في عمان والباص السريع بين عمان والزرقاء، ما سيوفر خدمة نقل عام مباشرة بين المدينتين، ويزيد من فرص نجاحهما”.
ولفت إلى أن “دراسات الأمانة تشير إلى حجم هائل من الرحلات اليومية بين عمان والزرقاء، تقدر بأكثر من 400 ألف رحلة يوميا”.
يذكر أن الأمانة حصلت على تمويل من الوكالة الفرنسية للإنماء بقيمة 117.5 مليون دينار تقريبا عبر قرض ميسر لفترة 20 عاما، ليغطي أعمال البنية التحتية للمشروع، بما في ذلك التقاطعات والمجمعات، إذ بلغ مجموع المبالغ المصروفة من القرض، نحو مليون و450 ألف دينار.
وتقول “الأمانة” إن “اختيار تقنية الباص السريع، تأتي نظرا لسهولة تنفيذه وتطبيقه وكلفته المتواضعة، مقارنة بالتقنيات الأخرى التي تعتمد السكك الحديدية والقطارات”. وبينت أن مشروع الباص السريع، يعد جزءا من خطة الأمانة الشاملة، لمعالجة مشاكل التنقل في العاصمة.