لا يحتاج الإنسان إلى دليل أو برهان على أن ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما يعرف إعلاميا “داعش” ليس أكثر من تنظيم مارق يمزق الأمة الأمة العربية والإسلامية ويشوه صورة الإسلام ويخرب الدنيا والدين، يجب محاربته وإخراجه من حياتنا ووضع حد له.
توحش هذا التنظيم المارق المجرم، ووظيفته تنفيذ القتل والاغتيال وأخيرا تنفيذ المجازر بعد العثور على مقبرة جماعية قرب أحد مقراته، وهو ليس أكثر من ذراع مخابراتي لنظام الأسد الإرهابي والمالكي وإيران وربما دول أخرى، وهو بلا هدف أو مرجعية أو فكر، فزعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري رفع عنهم الغطاء، واعتبر أن تنظيم البغدادي “داعش” كأنه غير موجود، وأزال عنه الشرعية، وبالتالي حتى لو تحدثنا بمنطق شرعية القاعدة فهذه العصابة بلا شرعية على الإطلاق، والأهم من ذلك عدم وجود شرعية محلية لهذا التنظيم، فالثوار في سوريا يرفضون وجوده على الإطلاق، بل إن جبهة النصرة “ذراع القاعدة في سوريا” قاتلت ضده والعشائر في العراق ترفضه، ولذلك فإن “داعش” تنظيم مكروه شعبيا وثوريا وعشائريا، ولا يوجد أي مبرر لوجوده.
هذا التنظيم المارق أشغل الثوار في سوريا بقتال هامشي أدى إلى 274 شخصا خلال 4 أيام من القتال مع الكتائب الإسلامية، وعمل على إعدام ما يقرب من 50 شخصا من المعتقلين والجرحى لديه ينتمون للثوار وإعلاميين من بينهم محمد قرنة الذي كان مؤيدا لداعش بالإضافة إلى 15 مقاتلا من الجبهة الإسلامية، بالإضافة إلى تجاوزات بحق الناس العاديين وفرض أحكامهم الاعتباطية وهو ما اعترف به زعيم تنظيم جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني الذي اتهم “داعش” عن اتباع سياسات خاطئة واعترف بأن “النصرة” تخوض قتال على مستوى عال ضدهم بسبب تجاوزاتهم، وذهب أبعد من ذلك حين اتهمهم بتأجيج الصراع مع الثوار واعتقال أحد قيادي الجبهة وقتله.
هذا الواقع يحتم على ضرورة تدخل الدكتور أيمن الظواهري لحل تنظيم “داعش” في العراق وسوريا بشكل حاسم ونهائي فهذا التنظيم المارق خرج من رحم القاعدة.. صحيح أن الظواهري لا يملك القوة ولا الإمكانيات ولا الآليات لتنفيذ قراره بحل تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” ولكن التبرؤ منها وإدانتها واعتبارها عدوا لا صلة لها بالإسلام ستكون خطوة معنوية كبيرة في دفع الشباب إلى مغادرة هذا التنظيم المارق، أو على الأقل إقناع الشباب بعدم الانضمام إليه، وعلى الظواهري أن يعلم أن كل قطرة دم تريقها “داعش” معلقة بعنقه وسيسأل عنها أمام الله تعالى، فمن ذهبوا إلى أفغانستان والعراق للجهاد في سبيل الله لم يذهبوا هناك من أجل قتل الناس وترويعهم، ولهذا وجب التخلص منهم تماما.
ليس هناك شك أن دولا متعددة تلعب بهذا التنظيم وتوظفه لمآربها، وهي جميعها تستخدمه كأداة من أجل تنفير الناس من الإسلام والإسلاميين والجهاد والجهاديين ومن أجل مقاتلة ثوار الشعب السوري الباحثين عن الحرية والعدالة والكرامة والحياة الآمنة، وهذا التنظيم المارق ينفذ هذا المخطط بدقة كبيرة، وللأسف الشديد فإن دولا تعتبر متنافسة أو متخاصمة أو حتى عدوة في العلن تجتمع على هدف واحد ألا وهو “هزيمة الثورة السورية” والقضاء على الظاهرة الإسلامية، عبر خلق نماذج تجعل من الجحيم فردوسا مقارنة بـ “جنة داعش” الموعودة.
هذا التنظيم الأيديولوجي الشمولي الذي يرفع شعارات “أصولية تطهرية” خطر فكري وعقائدي وديني، ولا بد أن يتخلص منه الإسلاميون قبل غيرهم، لأنه لا ينفث إلا السم الزعاف في أوصال الأمة، ولا بد للعلماء المسلمين والحركيين والإسلاميين والنشطاء أن يتبرأوا من داعش وأعمالها، وأن يعملوا على توعية الشباب بخطر الانضمام لهذه العصابة المارقة.
لقد نجحت خطة نظام الأسد والمالكي وإيران وآخرين من العرب بإشغال الثوار السوريين بقتال هذه العصابة المارقة “داعش” بدل من التركيز على قتال نظام الأسد الإجرامي وإسقاطه ولهذا لا يجب السكوت أبداً على هذا الفئة الضالة المضلة، ولا بد من إنهائها مرة واحدة وإلى الأبد، فالإسلام لم ينتشر بالسيف والناس لا يدخلون إلى الجنة رغم أنوفهم، ومهما كان الأمر فإننا نرفض “جنة داعش” لأن جهنم أرحم منها.