شراكة بين «لفيتان» والسلطة الفلسطينية… تتقاطَع مع قطر!

عروبة الإخباري – كشفت الصحف الإسرائيلية النقاب عن توقيع الشركاء أصحاب امتياز حقل «لفيتان» على أول اتفاق لتصدير الغاز. والمثير للانتباه أن هذا العقد، الذي أبرم بالأحرف الأولى، ووقع رسمياً ليلة أمس، هو مع شركة تعمل لدى السلطة الفلسطينية لتزويد محطة للطاقة ستنشأ في مدينة جنين بـ0,2 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً ولمدة عشرين عاماً. وتبلغ قيمة هذا العقد 1,2 مليار دولار، ولكن الأمر لا يقف عند هذه الحدود. فمحطة انتاج الطاقة في جنين التي ستتزود بالغاز ستقام بتمويل قطري. 

ويشكل اتفاق تصدير الغاز إلى السلطة الفلسطينية عملياً أول اتفاق تبرمه إسرائيل لتصدير الغاز إلى كيان أو دولة أخرى. وهو بهذا المعنى يشكل منعطفاً تاريخياً لأنه يعني انتقال الدولة العبرية من دولة مستوردة للطاقة إلى دولة مصدرة لها. وكانت الأنباء قد ترددت مؤخراً عن قيام الشركاء في حقل «لفيتان» بالتفاوض مع الشركات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب وانتاج الغاز في مصر لبيعها الغاز. ولكن المفاوضات تجري أيضاً مع الأردن ومع تركيا بهدف إيجاد أسواق لنسبة الغاز، التي سمحت الحكومة الإسرائيلية بتصديرها، وهي 40 في المئة من انتاج الغاز في الحقول البحرية. وبحسب الصحف الإسرائيلية، فإن الأردن على الأغلب سوف يكون الشريك الثاني لإسرائيل في استيراد الغاز، خصوصاً لصالح شركة «البوتاس» الأردنية. 
ومن المهم معرفة أن محطة الطاقة الفلسطينية، التي تم التفاوض من أجل تزويدها بالغاز الإسرائيلي ليست قائمة الآن، بل ستقام قريباً في منطقة جنين على أيدي مجموعة مستثمرين من قطر، وفق ما أفادت صحيفة «كلكليست» الإسرائيلية. وسوف تنشئ المحطة شركة توليد الطاقة الفلسطينية «Palestine Power Generation Company» لتوليد الكهرباء في جنين بقوة 200 ميغاوات خلال 30 شهراً بتكلفة تبلغ 300 مليون دولار. وقد أنشئت الشركة من جانب عدة جهات بينها شركة الكهرباء الفلسطينية، و«شركة اتحاد المقاولين» (CCC) وشركاء قطريين. 
وقد أعلنت شراكة «لفيتان» عن نبأ الاتفاق على لسان صاحب السيطرة على شركة «ديلك» اسحق تشوفا، الذي قال «أنا أؤمن بأن الاقتصاد القوي والمستقر بين الطرفين سيقود إلى السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها، وسيتمتع الجميع بالازدهار الاقتصادي والنمو. فالسلام عملية مشتركة، تعاون اقتصادي، احترام وثقة متبادلة. والتعاون الاقتصادي مثل الاتفاق الذي أبرم اليوم سيساعد في التقريب بين الدول وسيسهم في بناء أسس السلام. وسيكون بالوسع خلق فرص عمل جديدة كثيرة، وتعاون في الأعمال والمبادرات، وكلها ستتزاوج مع الرغبة المشتركة للطرفين للتوصل إلى السلام والتفاهم». 
واعتبر رئيس شركة «ديلك» للتنقيب جدعون تدمور أن «هذا حدث تاريخي مزدوج: عقد تزويد غاز أول من حقل لفيتان، وهو حقل الغاز الأكبر لإسرائيل وعقد تصدير غاز طبيعي لشركة في السلطة الفلسطينية». ورحب نائب رئيس شركة «نوبل إنرجي» لوســــون فريمان بالاتفاق، معرباً عن أمله بالتوصل قريباً إلى اتــــفاقات أخرى لتصدير الغاز. ومعروف أن حــــقل «لفيتــــان» يحتـــــوي على 538 مليار متر مكــــعب من الغــــاز. 
وتجدر الإشارة إلى أن المفاوضات بين شركاء امتياز «لفيتان» وشركة «وودسايد» الأسترالية تتقدم نحو شراء الأخيرة حوالي ثلث الامتياز بـ1,25 مليار دولار على أمل أن يسهم بيع هذه الحصة في تسهيل تطوير الحقل، الذي لن يبدأ انتاجه قبل العام 2015.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين