عروبة الإخباري – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الأحد حفل الإعلان عن نتائج الدورة الأولى لنوافذ التمكين الشبابي، أحد نشاطات برنامج التمكين الديمقراطي، الذي أطلقه جلالته في كلمته بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس الجامعة الأردنية العام الماضي، وحدد ملامحه وخطوات عمله في الورقة النقاشية الرابعة لجلالته، والتي نشرت في حزيران 2013، وأكدت أهمية ترسيخ مفهوم المواطنة الفاعلة، وتعزيز بناء لبنات التمكين الديمقراطي.
وكان جلالته أكد عند إطلاق مبادرة التنمية الديمقراطية، تحت مظلة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، أنها تهدف إلى “تعزيز قيم الحوار وتشجيع المشاركة المدنية وتحقيق التنمية السياسية المستدامة من خلال التركيز على تمكين الشباب، ما يتطلب منا جميعا أن نكون على مستوى المسؤولية والتحديات التي يمر بها وطننا العزيز”.
وتابع جلالة الملك، خلال الحفل الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، فيلمين ركز الأول على إطلاق مبادرة التمكين الديمقراطي وما تبعه من إجراءات عملية لتنفيذها وفق الرؤية الملكية، فيما عرض الثاني نماذج لمشاريع الفائزين الحاصلين على المنح في الدورة الأولى والبالغ عددهم 97 فائزا يمثلون قطاعات الشباب ومؤسسات المجتمع المدني.
وتوزعت نسبة الحاصلين على المنح من نوافذ التمكين الشبابي الأربع على أقاليم المملكة بواقع 46 بالمائة للوسط، و33 بالمائة للشمال و21 بالمائة للجنوب.
ويهدف برنامج “ديمقراطي” إلى توفير الدعم المالي والفني للرياديين والنشطاء الاجتماعيين من أفراد ومؤسسات غير حكومية ومدارس وجامعات ومراكز بحوث ودراسات، من أجل مساعدتهم في تنمية الديمقراطية، بالاستناد إلى تعزيز مفهوم المواطنة الفاعلة في المجتمع المدني كمتطلب رئيس لنجاح التحول الديمقراطي.
وقال مدير صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، قيس القطامين، في كلمته خلال الحفل، إن إستراتيجية برنامـج التمكيـن الديمقراطي تقوم على عدة محاور، هي: نوادي الحوار والتطوع والمناظرة، وتعزيـز المشاركـة السياسية والرقابـة الشعبية لجميع شرائح المجتمع، وتسخير طاقـات الشباب الإبداعية لخدمـة المجتمع من خـلال إيجاد مساحات وفرص للابتكار، ونوافذ التمكين الشبابي.
وأضاف أن نوافذ التمكين الشبابي الأربع تختلف فيما بينها وفقـاً لمتطلباتها وحجمهــا وأثــرها ونطـاق المستفيدين منها، حيث توفر النوافذ الدعم المالي واللوجستي اللازم للشباب والمؤسسات لتحويل أفكارهم ومبادراتهم إلى مشاريع ريادية، أو لتوسعة نطـاق مشاريعهم الناجحـة وصولا إلى شريحـة أكبر من المستفيديـن، وتطبيـق هذه المشاريـع فـي مختلـف محافظات المملكة.
وأكد القطامين في كلمته أن بناء هذه النوافذ يسمح للفائزين بالبناء على نجاحاتهم من خلال فتح الأبواب أمامهم لتطوير مبادراتهم وأفكارهم عبر التدرج في النوافذ، فمن النافذة الأولى (جرب)، والتي تهدف إلى تشجيع الشباب على الانخراط في العمل التطوعي ذو الأثر الإيجابي على المجتمع المحلي والحياة الديمقراطية، إلى نافذة (كون) والتي تهدف إلى مأسسة المبادرات الشبابية القائمة، إلى نافذة (طور)، والتي تهدف إلى دعم الجمعيات والمؤسسات التي لديها مبـادرات قائمة للمساهمة في توسعـة نطـاق المستفيدين منها في جميع محافظات المملكة.
وأضاف أن النافذة الرابعة (توسع) تهدف إلى تبني المشاريع على المستوى الوطني من خلال دعم المبـادرات القائمة ذات الأثر الواسع لتقديم الدعم المالي والفني والتشبيك مع القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدنـي لتطويرها وتحويلها إلى مبادرة وطنية تلمس أثرها جميع المحافظات ومختلف الفئات.
ولفت مدير صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية إلى أنه تم الاطلاع على تجـارب لمختلف المؤسسـات المعروفـة عربياً وعالميـاً، “ودرسنا العديد من الخيارات للوصول إلى نموذج يراعي الممارسات الفضلى المتعلقة بالنزاهة في تطبيق المبادرة”.
وتابع جلالة الملك خلال الحفل أداء عدد من أصحاب المواهب المختلفة، الذين وفر لهم البرنامج الأدوات والمنابر ليتمكنوا من التأثير في الشأن العام، عبر تقديمهم لعرض فني باستخدام أسلوب الراب السياسي، عبروا خلاله عن أنفسهم وقضايا جيلهم، إضافة إلى عرض آخر قدمه مجموعة من الشباب عن ظاهرة الإشاعات في المجتمع وكيفية تشكلها وتأثيرها السلبي.
كما شاهد جلالته، خلال الحفل، عرضا لبرنامج (أكيد دوت جو) من حيث موعد إطلاقه وأهدافه، قدمه عميد معهد الإعلام الأردني، الدكتور باسم الطويسي، الذي بين أن شهر نيسان المقبل سيشهد انطلاق (مرصد أكيد دوت جو)، وهو أحد برامج التمكين الديمقراطي بين صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومعهد الإعلام الأردني.
وأشار إلى أن المرصد يهدف إلى تنمية ثقافة التفكير النقدي لدى الشباب في الأخبار والمعلومات، ورصد مصداقية الأخبار عبر وسائل الإعلام، موضحا أن المرصد سيعمل من خلال ثلاثة محاور تتضمن إصدار تقرير شهري عن حالة مصداقية الإعلام الأردني، واستقبال استفسارات المواطنين عن الأخبار والمعلومات للتحقق منها، وقانون المطبوعات والنشر.
وحضر الحفل سمو الأميرة ريم علي، ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيسا مجلسي الأعيان عبدالرؤوف الروابدة والنواب المهندس عاطف الطراونة، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، وعدد من الوزراء والأعيان والنواب والمسؤولين، وممثلين عن المؤسسات الحكومية، ووسائل الإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب، والنقابات، والمنظمات الدولية، والهيئات الشبابية، والناشطين.
وفي مقابلات أجرتها وكالة الأنباء الأردنية، بترا، مع عدد من الفائزين الذين قدموا تجربتهم في الفيلم الذي عرض خلال الحفل، قال المهندس نبيل أبو عطا، الفائز بالمركز الأول عن نافذة توسع، إن مشروعه الذي يستمر ثلاثة أعوام استهدف تحفيز الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في العملية السياسية، والمشاركة في دفع عملية الإصلاح في الأردن.
وأشار إلى أن مشروعه تضمن إطلاق حملة خلال فترة الانتخابات البلدية حملت عنوان عمان 101 تهدف إلى تنمية الفكر السياسي لدى الشباب، والاستفادة منها في الانتخابات القادمة.
وبينت رينيه السعدي، إحدى الفائزات عن مشروع “ركن المتحدثين”، أن مشروعها هدف إلى نشر ثقافة الحوار في المجتمع وتسليط الضوء على المشاكل والقضايا التي تواجه الشباب.
ويركز مشروع ركن المتحدثين، الذي يستهدف فئة الشباب الجامعي، على تبادل الآراء والأفكار حول قضايا العنف الجامعي في سبيل تعزيز لغة الحوار والتواصل بين الشباب ونبذ الظواهر الدخيلة عليهم.
وقال عبدالقادر سليمان، أحد الفائزين، إن مشروعه ركز على بناء قدرات المرأة الكفيفة عبر تأهيلها وتدريبها لكي تعرف حقوقها من خلال القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية التي وقعها الأردن.
وبين أن المشروع يسعى إلى دمج هذه الفئة في المجتمع ليتمكنوا من إثبات قدراتهم ويكونوا فاعلين في بناء الوطن.
ورأت مريم الجمل، إحدى الفائزات، أن فكرة مشروعها تقوم على نشر صيدليات في المدارس الحكومية ليستطيع الطلبة إدارة هذه الصيدليات بناء على منحهم دورات في الإسعافات الأولية تكريسا لثقافة العمل التطوعي في المجتمع.