نظام الأسد يُمطر أحياء المعارضة في حلب بالبراميل المتفجّرة

عروبة الإخباري – لليوم الثاني أمطر سلاح الجو السوري أحياء حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة بالبراميل المتفجرة مما اسفر، وفق “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، عن مقتل 76 شخصاً بينهم اطفال ونساء، وذلك في اعنف هجمات من نوعها على المدينة منذ بدء الأزمة السورية قبل 33 شهراً. وأطلقت الامم المتحدة مناشدة عاجلة لجمع 5، 6 مليارات دولار لمساعدة ملايين السوريين الذين شردتهم الحرب. ص11

وبينما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان مسؤولين اميركيين “قد” يقابلون مقاتلين من “الجبهة الاسلامية” التي سيطرت قبل ايام على مخازن اسلحة تابعة لـ”الجيش السوري الحر” قرب معبر باب الهوى مع تركيا، انتقدت موسكو هذه الجبهة واصفة برنامجها بالمتطرف.
في غضون ذلك طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون من مجلس الأمن ممارسة ضغوط على الأطراف المتحاربين في سوريا بغية التوصل الى وقف للنار ولو موقتاً قبل الذهاب الى المؤتمر الدولي المقرر في 22 كانون الثاني 2014 في سويسرا.
وعقد أعضاء مجلس الأمن جلسة استمعوا خلالها الى احاطة من بان عن التقرير النهائي لمهمة تقصي الحقائق في شأن الإدعاءات عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. ورأى الامين العام أن الضالعين في الهجمات بالأسلحة الكيميائية “يجب ان يحاسبوا”، موضحاً أنه “من مهمة مجلس الأمن جلب المتورطين الى العدالة”. وتحدث عن “تقدم جيد” في تنفيذ القرار 2118 الخاص بإزالة الترسانة السورية من الأسلحة الكيميائية، قائلا أن “الجهود الإستثنائية” للمهمة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أدت الى “تدمير أو تعطيل المعدات والمنشآت” المتوافرة لدى سوريا لصنع هذه الأسلحة. ودعا الى “تعزيز الآليات” الخاصة بتفكيكها.
وفي مؤتمر صحافي لاحق، أبلغ بان الصحافيين أن “النزاع في سوريا تدهور الى حد يفوق أي خيال”. وشدد على أن “ثمة حاجة الى وقف النار، ولو بضعة أيام، من أجل تسهيل ايصال المساعدات الإنسانية”.
وبعد جلسة المجلس، صرح المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين بأن واشنطن تجاهلت طلبات موسكو تقديم معلومات عن الإتهامات الأميركية بتورط الحكومة السورية في استخدام الأسلحة الكيميائية. وإذ وصف الإتهامات للحكومة السورية بأنها “مليئة بالتناقضات”، قال: “تجاهلت واشنطن طلباتنا في شأن معلومات إضافية يمكن أن تثبت الإتهامات الأميركية في شأن ضلوع الحكومة السورية في استخدام الاسلحة الكيميائية”. وأضاف أن الإتهامات الأميركية “غير مقنعة”، ووصف هجوم الغوطة بانه “استفزاز هائل من المعارضة” التي تسعى الى اطاحة الرئيس بشار الأسد.

واشنطن
وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي: “قد يلتقي مسؤولون من وزارة الخارجية ممثلين للجبهة الإسلامية هذا الأسبوع”. واستدركت بأن ذلك لا يعني تغيرا في الدعم الأميركي لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي يمثل المعارضة السياسية المعتدلة.
وطغى تحالف “الجبهة الإسلامية” الذي يضم ستة فصائل كبيرة للمعارضة المسلحة على دور ألوية “الجيش السوري الحر” الأكثر اعتدالا والتي يقودها المجلس العسكري الأعلى وتدعمها دول عربية وغربية.
ورفضت “الجبهة الإسلامية” سلطة المجلس العسكري الأعلى وسيطرت قبل أسبوع على مخازن أسلحة تابعة له على الحدود مع تركيا.
وقالت بساكي في رسالة بالبريد الإلكتروني إن المعارضة السياسية السورية بدأت تسعى للاتصال بـ”الجبهة الإسلامية” وهي خطوة “نرحب بها وقت تستعد المعارضة لمؤتمر جنيف – 2”.
وأوردت “رويترز” مطلع الأسبوع أن من المتوقع إجراء هذه المحادثات، لكن لم يتسن لممثلين أميركيين في تركيا الإدلاء بتفاصيل عن زيارة السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد.
ويجري قائد المجلس العسكري الأعلى اللواء سليم ادريس مفاوضات مع قادة مقاتلي المعارضة الإسلاميين منذ الأسبوع الماضي ولكن لم تتضح فحوى تلك الاتصالات مع الائتلاف الوطني السوري.
ورأى القيادي في الائتلاف منذر أقبيق أن مشاركة “الجبهة الإسلامية” في مؤتمر جنيف محل ترحيب على رغم أنها ترفض المشاركة فيه حتى الآن.
وقال قيادي آخر في الائتلاف مشترطا عدم ذكر اسمه: “نود لو تذهب الجبهة الإسلامية لحضور مؤتمر جنيف – 2”.

لافروف
بيد ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقد ” الجبهة الإسلامية”، ملاحظا أن أهدافها تتسم بالراديكالية الشديدة. وقال بعد لقاء مع وزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسيل : “يرغب شركاؤنا الغربيون في بناء الجسور مع هذه الجبهة باعتبار أنها القوة الأكثر قبولاً التي تتمتع بنفوذ ما، ونحن نعلم أنه عندما تشكلت هذه الجبهة بحثت في مسألة انضمام جبهة النصرة (التابعة لتنظيم القاعدة) إليها”. وأضاف أن “جبهة النصرة” لم تدخل ضمن تشكيل “الجبهة الإسلامية” حتى لا تسيء إلى سمعتها، لأن “جبهة النصرة” مدرجة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة وأوروبا. وأعلن أن روسيا ستساعد السوريين على إقامة حوار شامل كي يحققوا الوفاق في شأن مستقبل بلدهم. و”نحن لا نقوم بالمراقبة السلبية، على نقيض الغرب الذي يعمل مع المعارضة وحدها، نحن نعمل مع الحكومة ومع المعارضة”.
من جهة اخرى، أبدى لافروف استعداد بلاده لتقديم سفنها الحربية لتأمين نقل الأسلحة الكيميائية السورية. وقال ان موسكو ستساعد ايضا في نقل المواد الكيميائية براً الى اللاذقية.
وتعتزم الدانمارك ونروج استخدام سفينتي شحن لنقل المواد الكيميائية من ميناء اللاذقية السوري في حراسة فرقاطتين من قواتهما البحرية.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين