عروبة الإخباري – بشحطة قلم أسقطت طهران كل الايجابيات التي حاولت اشاعتها لدى الدول الخليجية، عندما سارعت الى رفض الفكرة التي طرحت على هامش “منتدى البحرين”، فقد نقلت الوكالات عن وزير خارجية قطر خالد العطية، دعوته الى مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في المفاوضات بين ايران والدول الست، وفي الوقت عينه كانت الانباء تنقل عن الامير تركي الفيصل اقتراحاً موازياً يدعو الى اشراك الخليجيين في هذه المفاوضات النووية، وهو ما دفع وليم هيغ الى التعليق بأنه من المهم إيجاد آليات اضافية يمكن من خلالها التشاور مع الدول الخليجية واشراكها في هذه العملية.
الرفض الايراني جاء متسرعاً في الواقع ليعمّق عناصر الريبة من مضمون الاتفاق النووي، كما انه أهدر ما سعى اليه محمد جواد ظريف في جولة النيات الحسنة، التي حملته قبل ايام الى الكويت وقطر وعمان والامارات والتي حفلت باعلانات تصالحية وبالدعوة الى بناء علاقات جديدة تقوم على الانفتاح والثقة!
الخارجية الايرانية قالت ان لا مكان لهذا الطلب، فايران تملك آلياتها الذاتية للتشاور مع جيرانها، والنائب اسماعيل كوثري عضو لجنة الامن القومي إستغرب اقتراح العطية قائلاً ان ايران تفاوض الدول الست لأنها اعضاء في مجلس الامن، ولكن ليس من حق دول عربية ان تطلب المشاركة في المفاوضات، واعتبر “ان الدول الغربية تحاول تدبير مؤامرة وراء هذه المطالبة”، اما وزير الدفاع حسين دهقان فدعا الخليجيين الى “عدم الوقوع في شباك الحرب النفسية الاميركية”!
غريب فعلاً إذ لا معنى لهذا الرفض الذي سيعمّق الشكوك ويوسع المخاوف لدى الجيران، فبغض النظر عن جولة ظريف الانفتاحية تكرر ايران دائماً ان برنامجها النووي سلمي وشفاف، فما المانع اذاً من ان تقوم بتخصيب الثقة وبناء علاقة جيدة مع الدول الخليجية عن طريق اشراكها في المفاوضات التي ستعلن نتائجها بالتفصيل في النهاية؟
ان اي مجهود نووي يمكن ان يؤثر على الاقليم، اضافة الى ما قد يتركه من محاذير بيئية تصيبهم، لهذا تبدو مشاركتهم في المفاوضات ضرورية جداً ومفيدة للجميع، وسيكون لها بالتأكيد مردود سياسي ايجابي على علاقات ايران بجيرانها اكثر من كل التصريحات والزيارات، وما دامت طهران تكرر دائماً انها تلتزم حدود حقها في برنامج نووي سلمي، فليس هناك ما يمنعها من قبول الخليجيين الى طاولة المفاوضات.
لعل من واجب ايران ان تتنبه الى انها عندما تتمسك بالذهاب الى مؤتمر “جنيف – ٢”، مع انها بعيدة عن سوريا وإن كانت متورطة في الحرب الى جانب النظام، فمن حق الخليجيين التمسك بالمشاركة في المفاوضات معها وهم قلقون عند حدودها النووية… وامام تدخلاتها السافرة في شؤونهم الداخلية!