عروبة الإخباري – وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء الأربعاء إلى إسرائيل في أول زيارة منذ إبرام اتفاق جنيف حول البرنامج النووي الإيراني والذي نددت به إسرائيل، وفي ظل الجهود المتجددة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وسيطغى هذان الملفان على المحادثات التي سيجريها كيري الخميس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية، كما اعلن مسؤولون اميركيون يرافقون كيري في الطائرة للصحافيين.
وتأتي الزيارة في وقت يقوم جدل في اسرائيل بشأن تحالفها مع الولايات المتحدة وقد اقترح وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الشهر الماضي البحث عن شركاء للدولة العبرية غير واشنطن.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان كيري “سيطلع (نتانياهو) وسيواصل البحث (معه) حول مفاوضات مجموعة 5+1 (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا)، والخطوة الاولى التي تم الاتفاق عليها، والطريق للمضي قدما باتجاه اتفاق شامل” مع ايران.
وبموجب الاتفاق بين اسرائيل والدول الكبرى تعهدت طهران مقابل التعليق الجزئي للعقوبات المفروضة عليها بوقف تخصيب اليورانيوم باكثر من 5% لمدة ستة اشهر وتعليق بناء مفاعل آراك للمياه الثقيلة الذي يمكن ان ينتج البلوتونيوم اللازم لصنع قنبلة نووية واتاحة وصول اكبر للمفتشين الدوليين الى المواقع الحساسة.
ونددت اسرائيل بشدة بالاتفاق معتبرة انه “خطأ تاريخي”.
وظل نتانياهو على تنديده الشديد للاتفاق بالرغم من تاكيدات الولايات المتحدة بانها لن تسمح اطلاقا لايران بتطوير قنبلة نووية.
وقال المسؤول المرافق لكيري انه بالرغم من وجود “خلاف حول التكتيك المتبع.. فان الاسرائيليين دعموا الجهد من اجل التوصل الى اتفاق شامل بينما كنا نعتقد ان اتفاقا مرحليا هو الخيار القابل للاستمرار. نفاوض الان حول اتفاق شامل ويامل (كيري) في بحثه مع رئيس الوزراء نتانياهو”.
واضاف ان كيري سيناقش مع نتانياهو الخطوات الواجبة من اجل التوصل الى اتفاق نهائي مع ايران حول برنامجها النووي.
وبشأن مفاوضات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين، اوضح المسؤول ان كيري “لطالما قال انه سيزور المنطقة عندما يشعر ان بامكانه المساعدة شخصيا على دفع عملية (السلام). هذا هو هدف هذه الزيارة”.
وكيري الذي يقوم بزيارته الثامنة للمنطقة منذ تولي مهامه في شباط/فبراير، قام بزيارته الاخيرة الى اسرائيل والضفة الغربية في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر واجرى خلالها محادثات ماراتونية مع نتانياهو حول عملية السلام.
وسبق ان تعثرت محادثات السلام التي استؤنفت في نهاية تموز/يوليو برعاية اميركية بعد توقف استمر ثلاث سنوات، حول مسالة الاستيطان في الضفة الغربية.
وحذر عباس الاثنين من انه اذا فشلت مفاوضات السلام مع اسرائيل، فسيكون الفلسطينيون احرارا في التوجه الى الهيئات الدولية.
وقال عباس مساء الاثنين خلال لقاء مع صحافيين عرب يزورون الاراضي الفلسطينية ان “المفاوضات مع اسرائيل تمر بصعوبات كبيرة سببها العراقيل التي تضعها اسرائيل لعدم الوصول الى السلام”.
وبحسب عباس فانه “اذا لم نحصل على حقوقنا بالمفاوضات لدينا الحق بالذهاب الى المؤسسات الدولية” في اشارة الى المزايا التي اصبحت فلسطين تتمتع بها بعد حصولها على وضع دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
واكد الرئيس الفلسطيني ان “الالتزام بعدم الذهاب الى الامم المتحدة ينتهي مع انتهاء الاشهر التسعة المحددة للمفاوضات مع اسرائيل”.
والمفاوضات حاليا في شهرها الخامس.
الى ذلك، قال مسؤول اميركي ان كيري ومستشاره للشرق الاوسط الجنرال جون آلن “سيقدمان تقييمهما لامن اسرائيل على ضوء المستجدات”، رافضا استخدام مصطلح “خطة” امنية ومفضلا الحديث عن “افكار” بشأن امن اسرائيل سينقلها الجنرال الن الى رئيس الوزراء الاسرائيلي.
واضاف ان لقاء الخميس سيتيح اجراء مشاورات “على مستوى اعلى من السابق”.
واكد هذا المسؤول الاميركي ان “وزير الخارجية يخصص بالتاكيد حيزا كبيرا من الوقت لهذا المجهود .. ويتعامل بشكل وثيق مع الجنرال آلن وفريقه حول هذه المسألة”.
وقال ان الجنرال آلن “يعمل بشكل وثيق مع شركائه الاسرائيليين” منذ اشهر عدة، الا ان محادثات الخميس مع نتانياهو ستكون الاولى على هذا المستوى.
وافادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في مقالة الاربعاء ان كيري سيركز محادثاته على المسائل الامنية التي تشكل نقطة اهتمام جوهرية بالنسبة للولايات المتحدة واسرائيل على السواء.
وكتبت الصحيفة ان الولايات المتحدة ستعرض خطة على اسرائيل وضعها الجنرال آلن قائد قوات التحالف الدولي سابقا في افغانستان، تتناول ترتيبات امنية في الضفة الغربية تطبق بعد اقامة دولة فلسطينية.
ويطالب نتانياهو خصوصا بانه بعد قيام دولة فلسطينية يبقى الجنود الاسرائيليون منتشرون في غور نهر الاردن، على طول الحدود مع الاردن ويرفض ترك مسؤولية الامن في هذه المنطقة لقوة دولية كما وافق الفلسطينيون.
وشدد نتانياهو موقفه بشأن امن اسرائيل بعد التوصل الى الاتفاق المرحلي مع ايران.-(أ ف ب)