تقرير فرنسي: النصرة وفتح الاسلام من بنات الاستخبارات السورية

عروبة الإخباري – ترسم مقالة في مجلة فرنسية صورة قاتمة لكن واضحة لسجن صيدنايا، حيث تخرج إسلاميون صاروا في ما بعد قياديي الحركات الجهادية، بعدما غسل النظام السوري أدمغتهم بعقيدة جهادية تناسب أجندته السياسية والأمنية.

بيروت: لطغيان نظام بشار الأسد في سوريا صورة هي آية في القبح، لا تعلق على جدار بل تعاش يوميصا في أقبية سجونه بصيدنايا، حيث تقف الانسانية على أسوار هذا السجن عاجزةً. فالمعتقلون فيه فئران تجارب، يخضعون لأهواء سجانيهم الرهيبة، ولتجاربهم في استنباط اساليب جديدة في التعذيب.

عقيدة جهادية

يقول كريستوفر بولتانسكي، كاتب مقالة في مجلة “لونوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية عن سجن صيدنايا، الكثير في وصف سبل التعذيب بهذا السجن، فيروي: “ما أن يسمعوا خشخشة المفاتيح، حتى يقف المساجين ووجوههم إلى الجدار، رافعين أيديهم إلى الأعلى، ولو وقع نظرهم في عين السجانين لتعرضوا لضرب مبرح”.

إنها الصورة المهولة التي ترسم معالمها مجلة لونوفيل أوبسيرفاتور الفرنسية، لسجن حشر الأسد فيه كل معارضيه السياسيين، ويعددهم بولتانسكي: “الأكراد والاسلاميون والمسيحيون اللبنانيين وعناصر القاعدة وجنود من العراق والشيشان وأفغانستان”.

يضيف: “في العام 2011، كان الاسلاميون ثلثي المسجونين في سجن صيدنايا”، راويًا أن هؤلاء الاسلاميين تعرضوا لعملية ترويض جذرية، نتج عنها نجاح نظام الأسد في غرس العقيدة الجهادية في أنفسهم، بما يتلاءم مع أجندته السياسية والأمنية في المنطقة، ليرسل المئات منهم إلى العراق ليحاربوا القوّات الأميركية من خلال تفجير السيارات المفخخة بعد سقوط صدام حسين ونظامه البعثي، وإلى دول مجاورة منها لبنان لإثارة الفتن الطائفية، وإشاعة البلبلة ونشر الفوضى وضرب الأمن فيها. وبعد الثورة في آذار (مارس) 2011، كان النظام يطلق سراح هؤلاء الجهاديين ليتحولوا إلى قياديين في الحركات الجهادية، التي تقاتل النظام.

نزلاء السجون

وبحسب المقالة نفسها، قبل اندلاع الثورة، أطلق سراح آلاف الجهاديين، حتى الخطرين منهم. يروي دياب، وهو سجين سابق: “النظام السوري ليس غبيًا، فقد أطلقهم ليفعلوا بالضبط ما هم يفعلون اليوم”. فأبو محمد الجولاني وابو طه وجميل زين المعروف بأبي الحسين خرجوا ليشكلوا جبهة النصرة، بينما انتمى أبو حفيظة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. والمجموعتان متصلتان بالقاعدة، وتتحكمان بشمال سوريا. أما أحمد عيسى الشيخ فيقود لواء صقور الشام، بينما يقود حسن عبود لواء أحرار الشام، ويرأس زهران علوش جيش الاسلام… وكل هؤلاء كانوا نزلاء سجون النظام.

وما يثير الريبة، بحسب لو نوفيل أوبسيرفاتور، هو صرف الجهاديين هؤلاء أشهراً في حرب ضروس على الكفّار الأميركيين في العراق، أو في تنفيذ مهمات أمنية في دول الجوار بأوامر سورية، ليعودوا بعدها إلى أحضان الاستخبارات السورية التي تسجنهم وتعذبهم من جديد.

ومتى أرادوا الخروج من معتقلهم، ليس أمامهم إلا سبيل وحيد، هو الانضمام إلى جماعة شاكر العبسي، المعروفة باسم فتح الاسلام في لبنان، لينفذوا عمليات تخريبية هي عقاب ينزله السوريون باللبنانيين بسبب طردهم الجيش السوري من أراضيهم في العام 2005، أو لتأسيس “جبهة النصرة” التي أنشأها جهاديون إسلاميون بعد اشهر قليلة من خروجهم من السجن.

Related posts

ترامب يعين ماسك في منصب غير حكومي للرقابة على كفاءة الحكومة

مليشيات الحوثي هاجموا مدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر

الفيدرالي يخفض الفائدة فما الانعكاسات على الأسواق؟