محمد صالح المسفر/رسالة إلى مذيعي ومذيعات الجزيرة الفضائية

لا يمكن لعاقل أن ينكر كفاءة المذيعين والمذيعات في فضائية الجزيرة ومهنيتهم المتميزة، ولا يمكن نكران حسن المنظر والمظهر لهم جميعا، ولا يمكن نكران كفاءة الأداء وحسن اللغة وسعة الثقافة خاصة في المواضيع التي تطرح على الهواء فإن ذلك يسبقه إعداد جيد من قبل أفراد هذه الكوكبة الإعلامية المتميزة.

(2)

بعد هذه المقدمة أرجو أن تتسع صدور إخواننا وأخواتنا “على الهواء” أن نبدي الملاحظات التالية من أجل أداء أفضل وأرقى ويتماشى مع منظومة القيم الإعلامية ولا يتنافى مع المهنية وحسن الأداء:

1 ــ جل الأخبار المنقولة عبر وسائل الإعلام المشاهدة منذ الثورة التونسية الحديثة “البوعزيزي” وانتقالا إلى ليبيا ومصر وسورية واليمن والبحرين وهذه الوسائل تنقل لنا أخبار الدمار والقتل وبرك الدماء.

الملاحظ على وجوه السيدات والسادة المذيعين أنهم يقرأون خبر القتل والموت والدمار دون أن يظهر على محياهم الحزن والاستنكار وكأنهم يقرأون أخبار التشريفات الأميرية / الملكية أو غير ذلك من الأخبار. نبرة/ نغمة الصوت تبقى كما هي لا تتغير بمعنى وهم ينقلون خبر القتل والموت والدماء النازفة لا يتهدج صوت المذيع / المذيعة، بل تظل بشاشة الوجه في أحسن صورها ويتواصل الصوت المرتفع في قراءة الخبر.

قد يقول قائل إن المهنية تقتضي أن لا يظهر على وجه المذيع انفعالات وهو يقرأ الخبر المحزن أو المفرح على السواء، والكاتب يخالف هذه البدعة “المهنية “. إن المهنية الإعلامية ليست منفصلة عن العوامل الإنسانية والتأثر بها ولا أقول بالبكاء والنواح وشق الجيوب على الشاشة عندما يوردون الخبر المحزن بل لا بد من تغيير نبرة / نغمة الصوت وهم يوردون الخبر ولابد من إظهار التأثر على الوجه بذلك الحدث الجلل وهو جلال الموت أو مهابة الدمار. إني أدعو كل مذيع ومذيعة تلفزيونية أن يشاهدوا الأخبار العالمية المذاعة تلفزيونيا في محطات أجنبية أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر (البي.بي. سي. البريطانية) الناطقة باللغة الإنجليزية، شاهدوا الـ(سي. بي. أس. الأمريكية)، وغير ذلك من المحطات العالمية غير الناطقة باللغة العربية لا شك بأنكم ستجدون الفرق بين ما تفعلون ويفعل الآخرون في نقل الأخبار الإنسانية المحزنة كالموت والزلازل والحروب الأهلية أو كوارث طبيعية.

2 ــ يوجد خطأ شائع عند معظم مذيعي ومذيعات الجزيرة عندما يجرون مقابلة عبر الأقمار الصناعية مع ضيف البرنامج غير العربي، ويطرحون عليه سؤالا، سؤالهم مع الأسف الشديد طويل وهناك ترجمة فورية بين السائل والمسؤول أعني الضيف، الترجمة قد تخرج عن المضمون أحيانا لطول جمل السؤال. لماذا لا يكون السؤال للضيف غير الناطق باللغة العربية قصير جدا ومباشر دون شرح السؤال؟!

في مسألة المشروع النووي الإيراني والتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الغرب وإيران أطرح سؤالا افتراضيا دون مقدمات كمثال: هل ستلتزم إيران بالاتفاق أم أنها مناورة لفك الحصار الأممي عنها؟ سؤال افتراضي آخر كمثال: جربنا هذا النوع من الاتفاقات مع إيران في عهد خاتمي ماذا كانت النتائج؟ ثم تتتابع الأسئلة حسب إجابات الضيف ولكن يجب أن تكون قصيرة جدا كي لا يضيع الوقت بسبب الترجمة ولو أنها فورية.

3 ــ البعض من مقدمات برامج سياسية عبر مقابلات حوارية اعتدن مقاطعة حديث ضيف البرنامج عند نقطة هامة في حديثه قد تكون أهم ما صرح به الضيف وهنا تنتهي أهمية البرنامج، وعلى ذلك فإني أدعو هذه النخبة الإعلامية أن تتفق مع الضيف قبل بدء البرنامج بأن يوجز القول كي لا يقاطع وكذلك على السائل أن لا يسهب في طرح سؤاله. إن مقاطعة المتحدث أمر غير محبب وليس مهنيا خاصة في البرامج السياسية، مرة أخرى أكرر أنه يجب الاتفاق مع الضيف في إيجاز مداخلته قبل البرنامج.

إن البرامج السياسية المتلفزة في مفهومي الهدف منها توصيل رسالة إلى صانع القرار السياسي عن مسألة ما، وهي رسالة تثقيفية إلى جمهور المواطنين، وهي مصدر معلومات للباحثين.

آخر القول: يا بعض مذيعي الشاشة ارحمونا من مقاطعة ضيوف برنامجكم على الهواء، ارحمونا من مداخلاتكم غير المجدية ولا يكون هدفكم مقاطعة مداخلة ضيفكم من أجل المقاطعة. إن إبداع المذيع في مثل هذه الحوارات هو أن يكون سؤاله مباشر وبأقل الكلمات للحصول على أدق المعلومات.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري