عروبة الإخباري – لقد تم في مطلع عام 2004 تأسيس الأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية, كأول أكاديمية أردنية متخصصة في مجال الدراسات البحرية لتوفير فرص التعليم والتدريب للعاملين والراغبين في العمل كضباط ملاحة، ومهندسين بحريين، وبحارة وميكانيكيين على ظهر السفن التجارية.
وقد تمكنت الأكاديمية خلال فترة زمنية قصيرة من كسب ثقة السوق الأردني والعربي والعالمي حيث عقدت العديد من الدورات القصيرة المتخصصة في كافة المجالات البحرية مثل السلامة البحرية والتخصصات المرتبطة بها, وكذلك المواضيع المرتبطة بإدارة وإقتصاديات النقل البحري، بالإضافة إلى المواضيع الفنية الأخرى.
ويقع مبنى الاكاديمية الرئـيـسـي في مقرها الدائم في عمان على قطعة ارض مملوكة بالكامل لها. ويشمل ثلاث مبان المبنى الرئيسي ويحتوي على قاعات دراسية ومعامل حاسوب ومرسم ومختبرات (للمحاكيات والسلامة) . ومبنى ادارة الاكاديمية والتدريب، ومبنى المشاغل الهندسية.
حيث تتوفر في الأكاديمية المشاغل الهندسية الخاصة بها والتي تم تزويدها بالمعدات والوسائل التدريبية المختلفة واللازمة للتدريب, بالإضافة إلى معمل السلامة البحرية، حتى يتمكن الطلاب من اكتساب المهارات الفنية المطلوبة لإتمام عملهم بكفاءة عالية، ومكتبة مزودة بالمراجع الحديثة ذات الطبعات الجديدة في تخصصات الهندسة والملاحة البحرية وكفتيريا ومصلى ، بالاضافة الى المكاتب الخاصة باعضاء هيئة التدريس والإداريين. وتتسع القاعات الدراسية لحوالي 30 الى 60 طالباً تقريبا في كل قاعة. كما يحتوي المبنى على مدرجيتسع لحوالي 200 شخصاً مجهز بالانظمة الصوتية والضوئية اللازمة.
ينتظم في الدراسة هذا العام (2013) 600 طالب تقريباً منهم حوالي 300 طالب في الدراسات الأساسية بقسميها الهندسي والبحري، كما أن هنالك 125 طالباً يتلقون تدريبهم العملي على ظهر السفن الأردنية والعربية والأجنبية، بالإضافة إلى 175 طالباً ملتحقين بالدراسات التأهيلية. ومن الجدير بالذكر أنه إلى جانب الأردنيين هنالك طلبة ومتدربون من جنسيات عربية وأجنبية منها: السورية، اللبنانية، العراقية، اليمنية، المصرية، الفلسطينية، البحرنيية، السودانية، الليبية، الإماراتية، السعودية، الكويتية، اليونانية، الهندية، والباكستانية.
وتتكون الدراسة من المراحل التالية:-
1- الدراسات الأساسية ومدتها أربعة/ خمسة فصول دراسية على مدى سنتين ونصف، و تتكون كل سنة من فصلين مدة كل منهما 16 أسبوعاً يبدأ الأول في شهر تشرين أول (أكتوبر)، والثاني في شهر شباط (فبراير) من كل عام.
2- خدمة بحرية فعلية ومدتها 12 شهراً.
3- الدراسات التأهيلية وتشمل:
• دورة تأهيلية لمدة 6 أشهر تشرف عليها السلطة البحرية الأردنية التي تدير الإمتحانات وتصدر الشهادات الأهلية.
ويحصل الطلبة الذين يجتازون هذه الإمتحانات على شهادة ضابط نوبة هندسية أو ضابط نوبة ملاحية صادرة من السلطة البحرية الأردنية.
• الدراسات التأهيلية الموجهة إلى مختلف االمستويات البحرية لضبّاط الملاحة والمهندسين البحريين الراغبين في الحصول على شهادات أعلى من رتبهم الحالية حتى أعلى الشهادات وهي ربّان أعالي البحار أو كبير مهندسين بحريين. وتختلف المدة لهذه الدراسات باختلاف الشهادة الأهلية المطلوبة.
وقد ازدادت أعداد الطلبة والدارسين في الأكاديمية بصورة منتظمة كما تبيّن الجداول المرفقة ويتم حالياً تطوير برامج التسجيل لتصبح إلكترونية on-line.
وتتكون الهيئة التدريسية والتدريبية في الأكاديمية من أكاديميين ومهندسين بحريين وربابنة أردنيين وعرب، من ذوي الخبرة العلمية والعملية، إلى جانب عدد من المدرسين ذوي الكفاءة والخبرة بدوام كلي أو جزئي بينما تستعين بأعضاء هيئة التدريس فيها, ومدربين من خارج الأكاديمية من مختلف التخصصات من بينهم عدد من أساتذة الجامعات لتنفيذ برامجها التدريبية.
ولما كان التدريب يمثل النشاط الرئيسي الثاني في الأكاديمية، فقد تم منذ تأسيس الأكاديمية إنشاء دائرة تحت إسم دائرة التدريب والأبحاث والجودة لتتولى تنظيم الفعاليات التدريبية في المواضيع المرتبطة بصناعة النقل البحري كالشحن والتأمين والقانون والمطالبات بالإضافة إلى مجالات مساندة أخرى كالإدارة والهندسة والمالية والمحاسبة …الخ (أنظر الجداول المرفقة).
كما تقوم الدائرة باستقبال الربابنة والضباط والمهندسين البحريين من مختلف المستويات ومختلف الجنسيات العربية الراغبين بحضور دورات بحرية متخصصة أو تجديد شهاداتهم البحرية على شهادات بحرية وأهلية أردنية.
ومن أجل تعزيز الجانب العملي والتطبيقي للتدريب البحري بما يتناسب والمتطلبات الدولية, أنشأت الأكاديمية مختبراً تدريبياً مزوداً بالمحاكيات الملاحية والإتصالية لتنفيذ عدد من الدورات ذات التخصصية العالية مثل نظام السلامة والإستغاثة البحري العالمي (GMDSS) مشغل راديو عام (GOC), الرادار البحري ذو التوقع الآلي للموقع (ARPA), الخرائط الإلكترونية (ECDIS), وغيرها.
وبالاضافة الى هذا تقوم الدائرة بتقديم خدمات الإستشارات الخاصة بأنظمة إدارة الجودة المختلفة, ونظام إدارة الجودة ISO 9001:2008, وهي لا تألو جهداً في سبيل المحافظة على جودة خدماتها وتطويرها بصفة مستمرة مستخدمة في ذلك أحدث المعايير والوسائل والتعاون المستمر مع الشركات العالمية المانحة لشهادات الجودة وهو ما يتيح لها تقديم خدماتها طبقاً للمواصفات والمعايير العالمية مما اكسب الأكاديمية مركزاً متميزاً في مجال استشارات الجودة.
كما تتولى الدراسات والأبحاث والإستشارات فياس يتعلق بقضايا النقل والشحن البحري على المستويات المحلية والإقليمية والدولية, وذلك بناءً على حاجة وطلب الجهات الحكومية أو الخاصة صاحبة العلاقة.
ومن الجدير بالذكر أن الأكاديمية أنشأت نظاماً لإدارة الجودة بما يتوافق مع المتطلبات العالمية, وقد حصلت بالفعل على شهادة ISO 9001:2000 خلال العام 2006. كما قامت خلال العام 2009 بإعادة إنشاء نظام إدارة الجودة ليتضمن التعديلات والتوضيحات التي تم إدخالها في إصدار 2008, وبناءً عليه تم منح الأكاديمية شهادة ISO 9001:2008, ويتم التوصية بتجديد منح الشهادة سنوياً حتى الآن.وتصدر دائرة التدريب والأبحاث والجودة خطة تدريب سنوية تغطي المجالات المذكورة أعلاه, ويتم توزيعها محلياً وعربياً.
وتقدم الأكاديمية هذه الخدمات للعديد من الهيئات والمؤسسات والأفراد من مختلف الجنسيات ومنها على سبيل المثال:
الأردنية، الفلسطينية، السورية، اللبنانية، العراقية، السعودية، الكويتية، القطرية، الإماراتية، العُمانية، اليمنية، المصرية، السودانية، الليبية، الجزائرية، المغربية، الصومالية، الأسترالية، الهندية والبريطانية.
ولتقديم خدمة متكاملة لطلبتها ودارسيها قامت الأكاديمية بتملك بناية مجاورة وتأثيثها لتكون سكناً لائقاً لضيوفها ومتدربيها وطلبتها بأسعار معقولة.
وتقوم الشركات البحرية الاردنية والعربية العريقة بتوفير الدعم الكامل لكل من الاكاديمية وقطاع النقل البحري وكذلك للطلبة الاردنيين الراغبين في التخصص بالملاحة والهندسة البحرية من خلال تخصيص عدد من المنح الدراسية لبعض الطلبة المتفوقين والمحتاجين.
يشار إلى أن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة بالسلطة البحرية الأردنية قامت بالتوقيع على مذكرات تبادل الإعتراف بالتعليم والتدريب البحري والشهادات الأهلية الأردنية حسب القاعدة I/10 من الإتفاقية الدولية مع العديد من الدول العربية والأجنبية من بينها جمهورية مصر العربية، دولة الكويت، الإمارات العربية المتحدة، الجمهورية التونسية، دولة قطر، المملكة المغربية، الجمهورية اليمنية، الجمهورية العربية السورية، مملكة البحرين،البرازيل، وغيرها.
كما ان كثيراً من الدول تصدر مصادقات على الشهادة الأهلية الأردنية، بالإضافة إلى الدول المذكورة آنفا ًمثل المملكة العربية السعودية، بنما، ليبيريا.
وقد وقعت الأكاديمية إتفاقيات تعاون مشترك مع عدد من المنظمات العربية والدولية البحرية من بينها: المنظمة البحرية الدولية (IMO)، مؤسسة التدريب المهني الأردنية، المجلس الدولي البحري البلطيقي (BIMCO) … الخ.
كما أن انضمام الأردن للقائمة البيضاء للدول الملتزمة بتطبيق الاتفاقية الدولية لمستويات التدريب ومنح الشهادات واعمال النوبة للعاملين على ظهر السفن لعام 1978 وتعديلاتها يعتبر اعترافا دولياً بمستوى الخريج البحري الاردني على المستوى العالمي. وهنا فإنه لابد من الإشارة بالدعم الكبير الذي تقدمه وزارة النقل للأكاديمية، وكذلك التعاون النوعي بين السلطة البحرية الأردنية والأكاديمية على كافة المستويات، الأمر الذي يساهم في صناعة العنصر البشري المؤهل والمحافظة على مستواه الفني طوال حياته العملية.
ويجدر الإشارة إلى أن اعتراف دول الاتحاد الأوروبي بنظام التعليم والتدريب البحري في الأردن يعتبر شهادة تقدير أخرى تمكن حامل الشهادة البحرية الأردنية من العمل على أساطيل السفن المختلفة بما فيها السفن التي ترفع أعلام دول الإتحاد الأوروبي والذي يضم في عضويته نخبة من المعاهد والكليات والأكاديميات البحرية على مستوى العالم.
واعترافاً بالدور الذي تقوم به الأكاديمية كمؤسسة متخصصة في التعليم والتدريب البحري، فقد فازت بالمركز الثاني لأفضل مؤسسات التعليم والتدريب البحري في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية لعامي 2010 و 2011 وذلك خلال الإحتفال الذي تنظمه مؤسسة “سي تريد العالمية –Seatrade Global” في دبي.
كما فازت الأكاديمية بجائزة التميز التي تخصصها مجلة “إنترناشونال ريفيو” المصرية لأفضل مؤسسة للتدريب والتعليم البحري لعامي 2011 و 2013في العالم العربي.
يُشار أيضاً إلى أن الأكاديمية عضو في الإتحاد الدولي للمعاهد البحرية (International Association of Maritime Institutions . IAMI)
وخلاصة القول أن الاكاديمية الأردنية للدراسات البحرية تعتبر من اكبر الإنجازات الوطنية في صناعة النقل البحري حيث تسهم في توفير العنصر البشري المدرب والمؤهل لإدارة وتشغيل الأساطيل البحرية الأردنية والعربية والأجنبية.
كما نتقدم بالشكر لكافة المؤسسات وشركات الملاحة التي ساهمت بتأسيس ودعم الأكاديمية من خلال توفير فرص لتدريب وعمل الطلبة وخريجي الأكاديمية لاسيما شركة الجسر العربي للملاحة التي لعبت وتلعب دوراً وطنياً عظيماً في إعداد الكوادر البحرية الأردنية ، فنقدم لإداراتها ممثلة بالأخ حسين الصعوب الشكر والتقدير.
وكذلك لابد من الإشارة إلى دور شركة الخطوط البحرية الوطنية الأردنية الكبير في توفير منح دراسية للطلبة المحتاجين والراغبين بالدراسة في الأكاديمية، مما شكل رافداً آخر لتوفير وتأهيل الأيدي العاملة الأردنية في هذا المجال.