عروبة الإخباري – قال رئيس مجلس الاعيان عبد الرؤوف الروابدة ان الوطن العربي يعيش زلزالا او تسونامي لن يبقي حجرا على حجر ولن يسلم قطر واحد من اثاره، وان الربيع العربي رتب على الاردن اوضاعا حرجة.
واضاف في محاضرة الليلة الماضية بعنوان (الاردن والربيع العربي) القاها على هامش افتتاح المؤتمر الاردني التاسع للجمعية الاردنية لجراحي العظام في نقابة الاطباء والمؤتمر الخامس المشترك لدول الجوار، الذي افتتح برعاية الاميرة بسمة بنت طلال، ان الاردن تعرض للعديد من المواقف الحرجة، وكانت كلفة الخروج منها باهظة احيانا، لكننا مارسنا احيانا التراخي والتجاوز على كثير من الحقائق حتى كانت الامور تستفحل فتحتاج الى الحسم.
وقال “علينا التنبه الى ان اساليب الحسم السابقة لم تعد ممكنة وثمنها باهظ، ولكن المستجدات اثبتت ان الديمقراطية الحقيقية التي لا يستفرد بها طرف ولا يستقوي بها اتجاه، هي وسيلة الوصول الى بر الامان والمستقبل المشرق”.
واضاف الروابدة ان عناصر الاحباط موجودة وفي مقدمتها الازمة الاقتصادية وما ترتب عليها من بطالة وعدم عدالة توزيع مكتسبات التنمية وما شهدناه في مرحلة قريبة من استشراء الفساد الاداري والمالي وتراجع الادارة الحكومية، وتعدد مراكز القوى وتصارعها، وحالات تزوير الارادة الشعبية في الانتخابات.
وزاد ان هذه العناصر موجودة في كل الاوطان العربية ولكن درجتها عندنا اقل واضعف اثرا، ولذلك فان مواقف الجماهير منها تختلف من بلد عربي الى اخر، يضاف اليها خاصية اردنية هي الرعب من المستقبل، وتعدد الهواجس الوطنية من جميع فئات الشعب في حل قضية الامة على حساب الاردن وعودة الحديث عن الوطن البديل ومحاولات القلة الاستقواء بالاقليمية والجهوية ونقل الصراعات العربية داخل بعض الاقطار العربية الى الساحة الاردنية.
واكد ان هذا التشخيص لا يجوز ان يعني او نقبل ان يؤدي الى انكار الانجازات الوطنية في مختلف الميادين التي تتجاوز كل التوقعات وكل القدرات الوطنية.
وقال الروابدة ان الاردن منذ مدة، طرح العديد من المبادرات “على قدر اهل العزم، الاردن اولا، كلنا الاردن..”، وهنا جاء الربيع العربي الذي حرك المياه الراكدة في كل المجتمعات العربية وابرز الى العلن كل المظالم والشكاوى، كما ابرز عناصر الاختلاف والتناقض في المجتمعات.
واضاف ان الربيع العربي اثمر في الاردن حراكا شعبيا سلميا، وكان ذا اثر فعال وان تجاوز القلة القليلة الحدود المنطقية، وعلينا الانتباه وبخاصة القوى الوطنية الفاعلة الى ان هناك قوى محلية واقليمية ودولية تحاول ركوب الموجة.
واوضح ان الاردن استبق الربيع العربي وواكبه، الا ان الطريق لا يزال طويلا ومازلنا بحاجة الى برامج وطنية قابلة للتنفيذ وعدم الاكتفاء بالشعارات على اهميتها.
ولفت الروابدة الى انقلاب التوقعات الايجابية للربيع العربي في بعض الدول التي شهدت صراعات تمزق المجتمع وتحول دون وحدة التوجه نحو صياغة المستقبل الافضل، كما شهدنا انهيار مكونات الدولة وبنيتها الاساسية، حتى كاد البعض يترحم على الاوضاع المهترئة السابقة.
واكد ان الاصلاح ضرورة وطنية لمواجهة التطورت والمتغيرات ولا يقتصر على وقت بعينه، وهو عملية متدرجة تهدف الى ضمان القدرة المجتمعية على الاستيعاب، والمساهمة في تغيير المستقرات من العادات والمفاهيم والقيم الوضعية، بما يحول دون الاستفراد بالسلطة سواء من الادارة او القوى المجتمعية ذات الاهداف الخاصة غير العاملة او من قبل راس المال.
واكد ان انجازات الاصلاح في الاردن كبيرة ومتميزة لكنها لم تكتمل بعد، داعيا الى الحفاظ على الانجازات والالتزام بالضوابط حفاظا على امن الوطن واستقراره.
وبين ان الحركة الاصلاحية انجزت الكثير ماديا ومعنويا، حيث اصبحت كل السلطات تحت المجهر وتعمل في النور وخاضعة للتقييم، “ولكننا في الوقت نفسه بدأنا نلمس اثارا جانبية طبيعية في مقدمتها الادارة المرعوبة التي تعجز عن الانجاز لخشيتها من اتخاذ القرارات”