سلطان الحطاب/هل يعكس البنك العربي..سلامة البيئة الاقتصادية الأردنية

عكست نتائج أعمال البنك العربي وخاصة أرباحه التي أعلنت أمس الأول والتي بلغت حوالي (560) مليون دولار أي أكثر من (390) مليون دينار عن عام 2013 وهو رقم غير مسبوق اذ سجل البنك نسبة نمو زادت عن 15% قياساً للعام السابق وهذه النتائج تعكس ايضاً بيئة البنك المتنوعة وخاصة الأردن وبالتالي بيئة البنوك الأردنية وهي بيئة جاذبة ومنافسة وتعكس سلامة الاقتصاد الوطني وحركته بصورة استنتاجية ..
الأرقام بالضرورة تعكس قدرة البنك في الصعود والاستمرار والأداء القوي والتغلب على الصعوبات والظروف الموضوعية القائمة في الاقليم والمنطقة وحتى الاقتصاد العالمي ..
هناك عمليات تشغيلية متصاعدة لم تتوقف بل تتوسع وهناك حرص على محفظة التسهيلات الائتمانية ومراقبة جيدة لأدائها ولعل اللافت هو ضبط المصاريف واعادة بناء الادارة في المرحلة الانتقالية التي شهدها البنك منذ سنتين دون أن تنعكس على نتائج أعماله الا بصورة ايجابية جرى تسجيلها في الأرقام عن السنة الماضية 2012 وعن السنة الحالية 2013 ..يلفت الانتباه أيضاً في تصريحات مسؤولي البنك محافظته على نسبة السيولة كهدف لتظل نسبة صافي القروض إلى الودائع 63.8% مقابل نسبة كفاية رأس المال للمجموعة ما يقارب 15%..
للبنك العربي تراث تقليدي راسخ ما زال يدفع الكثيرين لمواصلة عملهم معه وما زال يستقطب الكثيرين أيضاً وخاصة من الطبقة الوسطى وأصحاب الحسابات الصغيرة اذ تشكل قاعدته الزبائنية مساحة واسعة توازي مساحة المساهمين في قاعدته العريضة.. البنك منذ سنتين أعاد انتاج العديد من الجوانب في بنيته الادارية والفنية والتقنية وأيضاً في اعادة تأكيد أهدافه وتحديدها وتوسيعها ليتناسب مع ايقاع بنك عصري يتطلع للمنافسة من موقع الريادة ولذا جاءت التغيرات ملموسة وواسعة وقائمة على أسس مصرفية سليمة وسياسات ائتمانية ثابتة ..
الإدارة الجديدة حديثة بكل المقاييس ولديها قدرة على الضبط الدقيق والرقابة وسريان العمل بشكل أفقي وعمودي وتوزيع المهام وتحديدها وعدم التداخل بينها مما أبقى العمل سالكاً وبعيداً عن الارتجال والتعثر وفي نفس الوقت حصاد المزيد من الثقة التي يوليها عملاء البنك له حين استقال حفيد المؤسس شومان من قيادة البنك وادارته أشفق الكثيرون من أن يتعثر البنك أو يتأثر ولكن ذلك لم يحدث فقد كان ذلك التحدي فرصة للنجاح وتحول إلى حالة ايجابية يحصد البنك ثمارها الآن في الأرقام المعلنة والتي تشير إلى صواب الرؤية وسلامة النهج..
كما استطاع البنك بصبر وروية وقدرة على الحركة افشال بعض القضايا الكيدية المرفوعة ضده في الغرب وخاصة الولايات المتحدة وابطال تلك القضايا وكسب الكثير منها وهو بصدد تصفية ذلك تماماً لقدرة الطواقم الحقوقية والفنية التي تابعت الملفات والقضايا التي تراكمت في فترات سابقة وبشكل كيدي..
تناول البنك في ظل نتائجه الايجابية هو مؤشر على نجاح ادارته الأردنية وقدرتها على التنافس وسط بيئة أردنية مفتوحة للبنوك التي تجد في مناخ الاستثمار البنكي في الأردن مناخاً صحياً سليماً ومنظماً..
ولعل الاعلان المبكر عن النتائج مع اقتراب نهاية العام 2013 يعكس وضوح عمل البنك وسلاسته كما يعكس شفافية العمل داخل البنك ومن خلال فروعه وشبكة علاقاته الدولية وكذلك مع زبائنه وحتى مع المساهمين فيه والذين صبروا وأدركوا سلامة الرؤية..

alhattabsultan@gmail.com

Related posts

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات

العرس ديموقراطي والدعوة عامة!* بشار جرار