بسام بدارين/زلة لسان تكشف الطابق في الأردن

قدمت فضائية ‘رؤيا’ الأردنية خدمة لجميع الأطراف عندما أصرت على بث ‘زلة اللسان’ المثيرة التي تورط بها وزير العمل والسياحة الأردني الدكتور نضال القطامين.
تلك الزلة لم تكن متوقعة حتى ولا بالأحلام، فوزير الحقيبتين وهو بالمناسبة أحد أفضل الوزراء بالحكومة وأكثرهم علما بدأ أمام كاميرا الفضائية المشار إليها يقرأ خطابا أعده لمناسبة رسمية بحضور الأميرة بسمة بنت الحسين.
بعد البسملة والمقدمات إياها تحدث الرجل عن تكنولوجيا المعلومات متدفقا وسط إستغراب الجميع وخلال لحظات كانت إحدى المشرفات تقاطع الوزير وتبلغه بأن المناسبة التي يتحدث فيها لا علاقة لها بالمعلومات بل بحقوق المرأة العاملة.
شعر الرجل بالصدمة، فقد بدا وكأنه لم يقرأ اللافتات العملاقة المنصوبة بالمكان والتي تحدد إسم المناسبة وموضوعها.. الأهم أن جيش السكرتاريا المحيط بالعادة بالوزراء ترك الرجل وحيدا في هفوة من الوزن الثقيل.
بسرعة إعترف الوزير بالشعور بالإحراج وإعتذر من الجميع، وبدا كأن الورقة المعدة موجودة لمناسبة اخرى وبالغلط في جيب الوزير الذي لم يلاحظ نسبة النساء المتواجدات بكثافة وسط الجمهور.
إندفع الرجل خلال موجة إحراج متلفزة لإطلاق بعض المفارقات وسأل أحدهم على المنصة: فقط أعطيني مفتاح لكلمة مرتجلة وأعدكم بخطاب تلقائي جيد.
لاحقا أدرك الوزير أنه وقع في المطب فسجل الإعتراف الأبرز: هذا هو الترهل الإداري الذي يتحدث عنه سيد البلاد ‘الملك’.
الموقف يذكرني برواية أخرى من روايات الترهل الإداري، حيث نفذ رئيس الوزراء معروف البخيت زيارة لوزارة المياه وإستمع لعرض مشوق صفق له الجميع عن خطة إستراتيجية للمياه في العام 2006.
صفق الجميع إلا أحد المهندسين، وعند الإنتهاء من الحفل سأل البخيت المعني عن سبب عدم حماسه فقال: بإختصار دولة الرئيس نحن في عام 2006 وصدقني أن الإستراتيجية نفسها عرضت حرفيا على عبد السلام المجالي عام 1998.
للعلم المهندس الشفاف هو احد أبرز خبراء المياه في الأردن الحديث، وقد غادر مبكرا لإنه خبير وجريء جنة البيروقراطية المتكلسة ويدير حاليا خطة إستراتيجية لدولة شقيقة.
حادثتان تظهران حجم المأساة.. صديقنا الفنان ماهر سلامة يرفض وصف مثل هذه الحوادث بالترهل الإداري فهي برأيه ‘إعاقة إدارية كاملة’.

منتخب الترهل الإداري

لكنها إعاقة يكملها تلفزيون الحكومة اليتيم وهو يخصص مساحات إضافية من التغطية لأخبار إستقبال وتوديع الأعضاء الجدد لمجلس الأعيان الذين شكلوا فريقا عصريا لكرة القدم قادرا تماما على المشاركة بأي مسابقة إصلاحية، لكن من على خطوط الملعب ووراء المقاعد الإحتياطية.
غير معقول: لا يوجد ولا داعية واحد للإصلاح الديمقراطي في مجلس الأعيان الجديد والفريق المنتخب يضم وبنسبة 62 ‘وزيرا سابقا كانوا على الأرجح جميعا سببا في تراكم الإحباطات والمشكلات التي تعاني منها البلاد حاليا وستعاني منها مستقبلا.
جميع أعضاء الفريق يلعبون في خط الدفاع ولا يوجد قلب هجوم واحد ولا خط وسط مع زحام في منطقة المرمى هدفه الإحتياط حتى لا تعبر كرة يمكنها أن تلوث البيئة بأي فكرة حول الإصلاح السياسي تحديدا.
نحترم جميع أعضاء مجلس الأعيان الجدد، ولنا بينهم عشرات الأصدقاء لكننا نعرفهم جيدا كفريق متخصص في أغلبه في الإتجاه المحافظ والبيروقراطي المعاكس والمعاند للإصلاحات.. شخصيا لا أعرف كيف يمكن للإصلاح أن ينجز بدون إصلاحيين ولا للديمقراطية أن تولد بدون ديمقراطيين ولا أعرف كيف يمكن حل أي مشكلة عبر تولية من تسبب بها أصلا إدارتها.

المايسترو نجوى كرم

حال أمتنا العربية تماما كحال فرقة ‘شياب’ التي فازت بالتصفيات نصف النهائية في برنامج موهبة العرب بقيادة المايسترو أو الكابتن نجوي كرم على ‘إم بي سي’.
فرقة شابة ومبدعة في تشخيص حال الأمة وتعكس فعلا إيقاع الشخصية الخليجية كحال برنامج وناسة الشهير، حيث يرقض الجميع على إيقاع واحد لكن بإتجاهات مختلفة تماما.
أحد الشياب الثلاثة إرتدى تحت جزمته جرابا بألوان وهيئة العلم الأمريكي.. فعل النجم الموهوب ذلك وكأن الجزمة الأمريكية لا تقف على رأس الزعيم في العالم الثالث.
الفرقة الثلاثية الخليجية مضحكة ومسلية فأحد الأعضاء يرقص بحاجبيه والثاني برجليه والثالث يهز رأسه لا على التعيين بالتوازي مع خصره مع تدوير في إيقاعات الموسيقى.
لا يوجد شعوب في الكرة الأرضية على حد علمي ترقص بهذه الطريقة وتسمي ما تفعله موهبة وفنا إبداعيا ولا توجد دول يقف على منصتها أربعة من نجومها الكبار وهم يراقبون هذه الرقصات البهلوانية التي لا تعني شيئا فيما نتورط نحن جمهور التسالي بتعزيز حصيلة وخزينة شركات الإتصال.
إنها المواهب الخلاقة في العالم العربي تماما مثل الفوضى الخلاقة.

‘العربية’: أن تعرف أكثر!

محطة العربية.. أن تعرف أكثر.. طيب أنا شخصيا أصدق هذا الشعار المرافق لغالبية البرنامج في المحطة السعودية.
لكني كمشاهد ضجرت من كثرة إستضافة المنشق عن التيارات الإسلامية الدكتور كمال حبيب بصفة مستمرة لكي يسترسل أمامنا في تحليل سايكولوجيا الجهاد والجهاديين وإنحرافات الأخوان المسلمين.
ولإني أريد تحصيل المزيد من المعرفة أسأل الزملاء في محطة العربية: برامج مكثفة جدا عن السلفية الجهادية ومخاطرها في قطاع غزة وسيناء بدون أي برامج عن السلفية الجهادية وأفعالها في سورية.. لماذا؟!
يبدو ان الشعار ينبغي أن يتحول إلى التالي: ‘العربية’.. أن تعرف أكثر عن الجهاديين في مصر وأن تعرف أقل عنهم في سورية!

‘ مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمان

 

Related posts

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات

العرس ديموقراطي والدعوة عامة!* بشار جرار