كانت المنطقة برمتها تستعد لحرب كبيرة يوم هدد البيت الأبيض بضربة عسكرية لنظام بشار لكن ذلك لم يحصل والسبب هو حساب السرايا الذي اختلف عن حساب القرايا ، فقد وجد الأمريكيون انهم بحاجة الى حساب دقيق وفصول البوارج الروسية له قيمة فقد استعرض بوتين عضلاته في حرب باردة وأثمرت ذلك الاستعراض ولم تعد روسيا كما كانت في عهد يلتسين السكير انها في عهد الثعلب بوتين الرياضي الاستخبارية الراغب في اعادة الهيبة لبلده على الصعيد الدولي وبخاصة بعد ان ضاعت ليبيا من يد الروس .
نعم خاف الأمريكان ان تكون حسابات سوريا مختلفة عن حسابات العراق وليبيا وبخاصة ان الأمريكان بسياستهما الهوجاء المتسرعة قد سلموا العراق على طبق من ذهب لإيران وبهذا تتقلص مناطق النفوذ الامريكي لصالح اخرين ، وهل كان من الممكن ان تسكت ايران اذا ضربت سوريا الحليف الاستراتيجي الذي يشكل انقطاعه خطرا كبيرا على حليفها حزب الله الذي يشكل ورقة في لعبة الشطرنج الإيرانية ،ومن قال ان النظام في بغداد بعيد عن المسالة السورية ؟ ومن قال ان العلاقة مع الصين لا تهم أمريكا ؟ ومن قال ان الوضع الاقتصادي لأمريكا سار الى درجة ان خوضها لحرب جديدة بعد حرب العراق وأفغانستان ؟ ولقد رأينا الأزمة الاقتصادية مؤخراً تكاد تعصف بأمريكا والعالم المرتبط معها .
وربما كان هناك امر هام في الأحجام الامريكي وهو ان ازالة الكيماوي تمثل جزءا من النصر وهذا يرضي اسرائيل حليفة أمريكا مع الأخذ بعين الاعتبار ان بروز تنظيم القاعدة ومن سار في فلكه قد رجح صوت من يقول أسد ضعيف منهك منضبط خير من جماعات لا تستطيع ان تتنبأ بمسارها وبخاصة ان الأسد كحكم قد حلب صافيا مع اسرائيل طيلة أربعين سنة بالرغم من احتلال الجولان وجع جعة فسطاط الممانعة والمقاومة
كل ما سبق لا يعني ان المسالة السورية ستستقر لصالح الأسد بل ستتم إزالته في وقت اخر اكثر مناسبة لان الحاكم لا يستطيع ان يعيش على جماجم شعبه.
dr.bassamalomoush@yahoo.com