عروبة الإخباري – ميعاد خاطر – سنة مرت وكأنها البارحة .. ما زال صدى صوته يصدح على اثير إذاعة الجامعة الاردنية ،يتحدث عن الاوبريت بمناسبة احتفالات الجامعة الاردنية بالذكرى الخمسين ،الذي وضع جهده فيه ولم يشهده ،ترجم أحاسيس الاردنيين تجاه الارض والقهوة والانسان،جعل للشعر الاردني هوية ،،وقصائده بوصلة انتماء أحب عمان والعالوك .. وما بينهما طريق تصحو وتتعطر من نسمات عطره عند مروره ،هي الان حزينة تتنتظر فجر يوم جديد ونسمة لن تعود .
أمس في الزرقاء عقدت ندوة ثقافية نظمها مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي بالتعاون مع منتدى الهاشمية الثقافي على مسرح المركز، كانت حول الحياة الشعرية للراحل حبيب الزيودي وارتباطه بالهم الوطني والمكان الأردني، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله .
وبين الباحث محمد المشايخ خلال الندوة التي حضرها مندوب محافظ الزرقاء زياد أبو زيد وأدارها الروائي الزميل الدكتور حسين العموش، ان الشاعر حبيب الزيودي هو من شعراء الانسانية ومن الشعراء القوميين المولود في الزرقاء عام 1963، كان يتردد على بعض أندية الزرقاء، إما لإحياء أمسيات شعرية فيها، او لحضور بعض الفعاليات الأدبية التي كان يدعوه أصدقاؤه لحضورها، ومن هذه الأندية: نادي الشبيبة المسيحي، نادي اللاتين، نادي أسرة القلم الثقافي الذي هو من أهم أعضاءه ، والنادي العباسي.
وأشار الى ان الراحل صدرت له الدواوين الشعرية التالية:الشيخ يحلم بالمطر ، طواف المغني، ناي الراعي ،منازل أهلي،وغيم على العالوك
وقدم الشاعر والناقد عبدالله رضوان قراءة نقدية في ديوان الزيودي المعنون بـ ( الشيخ يحلم بالمطر ) ، قائلا ” ان أول ما يلفت انتباه الناقد، ان الديوان مسكون بالهم الأردني اليومي المعيشي والوطن”، مشيرا الى تشابه البنية الشعرية والدلالة في عدد من الأبيات الشعرية التي جاءت على الشكل التقليدي بين قصيدة الشاعر مصطفى وهبي التل (عرار ) وقصيدة الزيودي”.
وبين رضوان ان الزيودي كان يركز على المفردة الدارجة الأردنية ، والتي تعتبر من أبرز سمات القصيدة العرارية،وكذلك استخدام المكان الأردني ووضوح القصيدة .
ولفت الى ان الزيودي يعتمد في الديوان بشكل رئيسي على ابراز الأعلام ذات الخصوصة التاريخية غالبا ،حيث استخدم أسماءً تحمل دلالة غيبية ، وأسماء تشير الى حكايات تراثية ، اضافة الى أحداث ووقائع تراثية وشخصيات مقاومة معاصرة .
وتحدث الباحث الدكتور عمر القيام عن شعرية المكان في شعر حبيب الزيودي، اذ قال ” تنامت فكرة الوطن في وجدان الزيودي على نحو متصاعد ابتداءً من المشاعر البسيطة وانتهاءً بفكرة القداسة ، مرورا بعشرات التجليات للأمكنة المختلفة في ربوع الوطن الجميل “.
فيما تحدث مدير اذاعة الجامعة الأردنية محمد واصف عن الشعر الغنائي في شعر حبيب الزيودي ، مبينا ان سحر قصائده هو الذي شكل أغانيه ، حيث كتب الأغاني بالفصيحة والعامية، فكان يعبر بأغانيه بشكل نفسي مباشر ويفكر في ايصال مفردات أغانيه لكل مواطن أردني.
وأكد ان الزيودي أسهم في في تطوير ونشر الأغنية الأردنية ،حيث كانت تتكسر كل القواعد أمامه ، وكان يمتلك أذنا موسيقية مدهشة .
وكان مدير الثقافة رياض الخطيب قال خلال كلمته ان هذه الندوة واحدة من علامات الوفاء التي يبديها الجانب الرسمي لأعلام اردنيين وللشعراء خاصة ، وأضاف أن معظم الوزراء والعاملين بالوزارة كانت تربطهم علاقات طيبة وحميمة بالشعر الراحل حبيب الزيودي ووقال أن شاعر الوطن الزيودي كان يرتقي في أشعاره لمستوى الحدث وهو من مواليد الزرقاء وتلقى دروسه فيها ، وكتب الشعر والنثر، وحين انطلق منها إلى عمّان، أثبت ما كرّسه التاريخ من ان هذه المحافظة، هي الأم والحاضنة لكل المواهب الإبداعية التي أثبتت حضورا على مستوى المملكة” .
وفي ختام الندوة تم عرض فيلم وثائقي قصير يصور طفولة الزيودي وتعلقه بالشعر، فيما قرأ الشاعر صدام حسين الخوالدة قصيدة شعرية في رثاء الشاعر الراحل ، تم توزيع الدروع التكريمية على مستحقيها.