خالد الزبيدي/السياحة من وإلى الأردن..

تقدر مساهمة السياحة بنسبة 13% الى الناتج المحلي الاجمالي، وهي نسبة جيدة اذ تعد المقبوضات السياحية رافدا رئيسيا للعملات الاجنبية، وتولد فرص عمل كبيرة، وتتشابك عمليات القطاع السياحي مع قطاعات اقتصادية عديدة، الا ان المخزون السياحي الاردني متنوع ووافر، وان الامكانيات الكامنة للقطاع لم تستثمر بالكامل، ويمكن استقطاب السياح من اربع الاتجاهات على مدار العام.
وحسب ارقام رسمية فقد حقق الأردن إيرادات مالية بلغت 2.23 مليار دولار خلال الثمانية اشهر الاولى من العام الحالي، وهي قريبة من ايرادات نفس الفترة من العام الماضي، وخلال مواسم الاعياد.. الفطر والاضحى فقد ارتفعت اعداد المغتربين الاردنيين الذين فضلوا قضاء فترات الاعياد بين ذويهم وشكلت ايرادات السياحة اضافة تساهم في تعزيز مقبوضاتنا بالعملات الاجنبية، وتنشط الحركة التجارية، وقد تم رصد زيادة الطلب على الدينار الاردني في اسواق الصرافة المحلية خلال الاسابيع القليلة الماضية.
وتؤكد بيانات رسمية ارتفاع عائدات السياحة خلال شهر آب الماضي بنسبة 4,3% قياسا بالشهر ذاته من العام الماضي وبلغت 350 مليون دولار، ومن المتوقع ان يحقق القطاع خلال شهري ايلول / تشرين الاول نموا اضافيا في عدد السياح والمقبوضات بالعملات الاجنبية، حيث يستفيد القطاع السياحي من الاستقرار والاعتدال المناخي، وتوفر الخدمات التي تمكن السياح من قضاء ايام مريحة وآمنة في الاردن وسط اقليم يعد طاردا للسياحة جراء ضعف الامان والاستقرار لمقاصد سياحية تقليدية منها مصر، سوريا، ولبنان.
ان تمكين السياحة الى الاردن من الريادة وتحويل البلاد الى مركز اقليمي للسياحة يتطلب اعادة النظر بمتطلبات السياحة من دول الاقليم واعتماد سياسة مرنة في منح تأشيرات الدخول لاغراض السياحة، علما بأن الاردن لديه مخزونات سياحية كبيرة منها السياحة الشتوية القادمة من اوروبا، والسياحة الدينية لزيارة مناطق منها المغطس والكنائس، واضرحة الصحابة في مؤته والاغوار.
وعلى المدى المتوسط والبعيد ان هناك حاجة ماسة لاستقطاب استثمارات سياحية وبناء فنادق من فئات وتصنيفات متنوعة (4،3،2 نجوم ) تراعي كافة الاحتياجات والطلبات السياحية الخارجية والمحلية، فالغرف الفندقية المصنفة في مناطق الجذب السياحي في مقدمتها العقبة الاقتصادية الخاصة، والبحر الميت، والبتراء ما زالت دون العدد المطلوب، وان الاسعار المقدمة تعد غير منافسة بالمقارنة مع مناطق سياحية منها على سبيل المثال تركيا وقبرص وشرم الشيخ، وهنا يجدر الاشارة الى زيادة عدد الغرف الفندقية المصنفة يمكن شركات القطاع من تصميم برامج تسويق سياحي فعالة وكفوءة.
اما السياحة الداخلية والصادرة هي موسمية ولاتشكل عبئا على الاقتصاد والمالية العامة، ويكفي الاشارة ان اكبر منطقتي جذب للسياحة الداخلية هي العقبة والبحر الميت تم اشغالها فنادقها بالكامل خلال فترة عيد الاضحى برغم المبالغة في الاسعار.. ميزان تجارة السياحة يميل بقوة لمصلحة الاقتصاد الوطني…الامكانات السياحية الاردنية كبيرة وغير مستغلة بالكامل.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري