سلطان الحطاب/حل «إخوان مصر».. ماذا بعد؟

ماذا بعد إعلان مصر حل الاخوان المسلمين؟ ما تأثير ذلك وما عواقبه؟ وما تأثير ذلك على تنظيمات الاخوان المسلمين الأخرى؟ وخاصة في الأردن ودول الخليج..
هل التقط الاخوان المسلمون الرسالة مبكراً وبدأوا في ارسال اشارات ناعمة باتجاه النظام؟ هل قرأوا المكتوب من عنوانه أم ما زال بعضهم يعيش حالة (الانكار)؟
هل جاء القرار صادماً لإخوان مصر أم أنهم كانوا يتوقعون هذه اللحظة منذ خلع الرئيس مرسي والتداعيات التي لحقت ذلك وما زالت تتفاعل. لقد جاء في نص قرار القضاء المصري بحظر نشاط «الاخوان» وملحقاتها «أنه يحظر نشاطهم وكل المؤسسات المنبثقة عنها والتحفظ على كل اموالها ومقراتها» وهذا قرار وإن لم يكن مفاجئاً إلا أنه خطير وكبير وهام لأنه ينبئ بإنهاء الوجود العلني لمشروع الاخوان على الساحة السياسية المصرية وهو ما سيكون له بالتأكيد انعكاسات على ساحات عربية أخرى..
نسأل وقد اتخذ القضاء المصري قرار الحل ووقف النشاط..فهل انتهى الأمر؟ أم أن باب المتاعب على مصر سيتواصل وستفتح فيه أبواب جديدة حين ينزل الاخوان تحت الأرض ويمارسون العمل السري فتجربة حل اخوان مصر ليست جديدة وإن كانت اليوم وبعد (85) عاماً من تشكيلهم على يد حسن البنا تأتي في سياق آخر واضح..
لا يستطيع مراقب أن يقول ان الاخوان ليسوا جماعة قوية وذات نفوذ وأجندات وبرامج وأموال كونها تتغطى بالاسلام وترفع شعاراته وتدعو اليه..
الحكم بحل الجماعة يأتي في سياق سياسي بعد حملة المخالفات التي ارتكبت والتي أدت الى الحل ليكون «آخر العلاج الكي» كما يقولون فهل ينتهي الألم بخلع الضرس؟ أم أنه لا بد من خلع العصب ولا توجد حتى ضمانات بالشفاء بعد عجز معالجة الضرس!
لقد حلت الجماعة في مصر عام 1954 إثر اطلاق الرصاص على الرئيس عبد الناصر ومحاولة اغتياله وكان ذلك أيضاً بقرار قضائي ثم جرى تسجيلها بعد ذلك كمؤسسة خيرية وبنفس الأسلوب في الأردن رغم أن الجماعة الأردنية كانت جزءاً من النظام السياسي الأردني منذ تأسيسها ووقفت إلى جانب النظام في وجه الحملات الاعلامية الناصرية على الأردن كما وقفت ضد الشيوعيين والبعثيين والقوميين واستخدمت في هذا المجال ولكنها بعد الربيع العربي ركبت موجة التغيير وأصبحت مهدداً لا يخفى.
لا يوجد لاخوان مصر منذ حلهم عام 1954 أي وضع قانوني ولكنهم حين وصل مرسي للسلطة وهو منهم أشهروا تحت حكمه جمعية أهلية وكانوا أسسوا بعد ثورة 25 يناير 2011 وبعد سقوط نظام مبارك «حزب الحرية والعدالة» الذي لم يات بيان القضاء المصري على ذكره فهل يعتبر الحزب مشمولاً بالحل أم ترك ليسمح للاخوان بالعمل من خلاله فقط.. بعد حل الجماعة ما زالت الأحكام القضائية النهائية لم تصدر بعد إذ يعد الحكم الصادر حكماً ابتدائياً يجوز الطعن به أمام محكمة الاستئناف..
والسؤال هل يشكل حل اخوان مصر رسالة كافية للاخوان المسلمين في زمن الربيع العربي حيث يواجهون تحديات وجودهم في الحكم أو خارجه ما يدعوهم لاعادة تأهيل وتطبيع أنفسهم ليكونوا شركاء يقبلون التعددية وليسوا مغالبين يريدون الحكم!
alhattabsultan@gmail.com

Related posts

الكنيست الإسرائيلي يصدر سلسلة من القرارات العنصرية الجائره بحق الفلسطينيين* عمران الخطيب

السمهوري: ما حدث في إمستردام من هتافات وتحريض على القتل… جريمة تحريض ودعم لحرب الإبادة التي تشنها اسرائيل

عيوب ومثالب في (دراسات حول المناهج المُطوّرة)* الدكتور هايل الداوود