سلطان الحطاب/سيناء.. أسئلة برسم الإجابة

هل تصبح سيناء «تورابورا» مصرية في وجه الجيش المصري؟ أم تتحول غزة إلى هانوي أخرى؟
هل تتحول حماس في مواجهة غزو مصري محتمل إلى طالبان؟ ولماذا تقوم جهات عربية بتسريب أسلحة متطورة إلى سيناء ومنها الكراسي الطائرة التي كتبنا عنها أمس وأسلحة رصد ومراقبة وقذائف ار بي جي و وسائل أخرى..وهل مناصرة الاخوان في مصر واسناد مطالبتهم بالعودة إلى الحكم بعد أن جرى اسقاطهم في 30 يونيو حزيران الماضي بثورة جديدة تجعل أطرافا عربية تتورط في تسليح المجموعات المقاتلة في سيناء..
وإلى أي الجهات تنتمي هذه المجموعات؟ وهل حدث تحالف جديد بين الأجنحة العسكرية للاخوان المسلمين وبين منظمات وفصائل ومجموعات اسلامية متطرفة أخرى كالقاعدة وغيرها وإلى أين سيصل هذا التحالف ؟ وهل له امتداد في غزة؟ وهل تقوى حكومة حماس في غزة على تحمل ذلك ودفع فاتورته اذا ما ثبت أن بعض اطرافها متورط في ذلك.
هل تحشد مصر الآن معطيات وذرائع لغزو غزة بعد اتساع العمليات العسكرية والأمنية في شمال سيناء وبعد تقديم النظام المصري الجديد وثائق للمحاكم تثبت تورط حماس في اسناد نظام مرسي وجماعاته..وهل تشجع اسرائيل المنظمات المتصادمة مع الجيش المصري في سيناء على مواصلة ذلك لاشغال الجيش المصري مرحلياً في سيناء ام أنها تتحفظ على ذلك..
وهل يعقل أن تقف اسرائيل مكتوفة الأيدي أمام أعداء لها يتقاتلون؟ مع من ستكون إذن؟ مع هذه المجموعات أم مع الجيش المصري أم محايدة؟
ماذا لو غزت مصر غزة بعد أن قالت أن حماس متورطة ضد أمنها الوطني ولديها ما يثبت أن عناصر من حماس تدرب مقاتلين في سيناء؟ هل ستسقط حماس أم تقاوم؟ وما موقف السلطة الوطنية الفلسطينية من ذلك؟ وفي البداية ما موقف سكان قطاع غزة؟ هل يقفون مع حماس أم ضدها؟ ولماذا تشكل تيار «تمرد» في غزة على الطريقة المصرية في 30 يونيو حزيران 2013؟ وهل صحيح أن محمد دحلان يقف وراء هذا التيار وأنه يحصل على اسناد من دول عربية لمواجهة دعم دول أخرى ساعدت وما زالت تساعد حماس والمقاتلين في سيناء الذين يصادمون الجيش المصري..
هل ما لم تستطيع اسرائيل أن تنجزه باسقاط حماس في غزة في حروبها عليها منذ انسحابها منها ستنجزه مصر الآن؟ وماذا لو أنجزت ذلك هل ستعود محتلة إلى غزة كما كانت قبل 1967 أم أنها ستسلم مقاليد الأمور للسلطة الفلسطينية وتعيد بذلك لحمة الشعب الفلسطيني ووحدة قراره؟ هل هناك تنسيق فلسطيني-مصري في هذا الاتجاه؟ وهل ستجري مصالحة فلسطينية-فلسطينية بإعادة دحلان الهارب من الحكم الذي صدر عليه في رام الله الى بيت الطاعة اذا ما نجح في اسقاط حماس في غزة عبر حركة تمرد ؟ أم أن دحلان سيقيم كياناً مستقلاً امتداداً لما أقامته حماس ولكن بلون آخر..
لماذا لم تصدق أطراف كثيرة ما كان الرئيس محمود عباس أبو مازن قد كشف عنه من توسيع ولاية حماس لاقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء وهو مشروع كان طرحه نتنياهو على الرئيس مبارك قبل (6) أشهر من خلعه وجرى اخفاؤه في زمن الرئيس المخلوع مرسي وهو مشروع جرى اخفاؤه في زمن الرئيس محمد مرسي وتعلم به وتشجعه اسرائيل والولايات المتحدة ورفضته السلطة الفلسطينية وأظهرت حماس أن لا علم لها به..هل ما زال هذا المشروع قائماً بعد أن كشفه النظام المصري الجديد وقدمه في لوائحه لاتهام مرسي تحت باب «التخابر» مع جهات خارجية؟
مصر لن تهدأ لسنوات هذا ماتعمل من أجله المخططات الاسرائيلية وقد تنبأ بذلك نتنياهو بعد وقوع ثورة 25 يناير المصرية والآن تتعمق هذه النبوءة لأن الاخوان لن يعطوا مصر مساحات للهدوء والاستقرار والعودة إلى البناء وسيواصلون الصراع على السلطة والمطالبة بها..
وحماس ستكون مشغولة في مصر وسينتهي برنامجها الوطني الفلسطيني اذ لن تعود مقاتلة في وجه اسرائيل بل فصيلاً رديفاً لاخوان مصر تستدير الان إلى الجنوب لتفتح الجبهة فيه بدل الشمال الذي اصبح مغلقاً؟ هل هل تنتبه قيادات حماس في غزة قبل فوات الأوان ولا تكرر النموذج العربي في ليبيا وسوريا بالتشبث بالسلطة التي كلفتها الكثير دون أن تنجز فيها سوى أنها أصبحت من طلاب الحكم ولو على شكل إمارة لم تتخلص من الاحتلال بعد..
يمكن لقيادات حماس الواعية الآن أن تستعجل في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية مع السلطة الفلسطينية وأن تنسحب إلى المواقع التي يجدر بها ان تكون فيها «المعارضة والمقاومة» وأن تترك حكم غزة للسلطة الوطنية لتجنب غزة غزواً مصرياً متوقعاً ومعارك ومذابح وصراعا داخليا بدأ يعلن عن نفسه..هل يلتقط رجل حماس الواعي والوطني خالد مشعل المؤشرات؟ وهل يعمل فوراً من أجلها وهو الذي نبه مسبقاً من مخاطر التداعيات الجديدة على القطاع ولو في أوساط ضيقة ممن استمعوا اليه؟
هل يدرك جماعة الاخوان المسلمين هنا ذلك أم سيواصلون القول (عنزة ولو طارت)؟
alhattabsultan@gmail.com

Related posts

اللي استحوا ماتوا* فارعة السقاف

تجربة النضال الفلسطيني: خصوصية مقاومة تقاوم التعميم* هاني ابو عمرة

كلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي* جواد العناني