عروبة الإخباري – زار جلالة الملك عبدالله الثاني في مدينة شنغهاي، العاصمة الاقتصادية لجمهورية الصين الشعبية، اليوم الاثنين، منطقة جينتشاو التنموية الاقتصادية الخاصة، التي تضم صناعات متطورة وموجهة للتصدير، تمثل كبرى الشركات الصناعية العالمية، واطلع على تجربتها الصناعية والتنموية وإمكانية الاستفادة منها في تطوير المناطق التنموية في المملكة.
واستمع جلالته إلى إيجاز حول المنطقة التنموية الاقتصادية، التي تضم صناعات متقدمة وصديقة للبيئة، حازت بها على جائزة الامم المتحدة في الصناعات الصديقة للبيئة، مثلما استمع جلالته الى شرح حول كبرى الشركات العاملة في المنطقة، وتطلعاتها المستقبلية والأهداف التي تسعى الى تحقيقها.
والتقى جلالته نائب رئيس المنطقة التنموية والاقتصادية لي يولن وعددا من كبار المسؤولين فيها، ومجموعة من الرؤساء التنفيذيين للشركات العالمية العاملة في المنطقة.
وأكد جلالة الملك خلال اللقاء اهتمام المملكة بالاستفادة من الخبرات الصينية وخبرات منطقة جينتشاو، التي تعد من ابرز المناطق التنموية الاقتصادية على مستوى العالم، لتعزيز التجربة الاردنية في مجال المناطق الصناعية والتنموية ونقل المعرفة والخبرات الصينية لتحقيق قصص نجاح مماثلة في المملكة.
وقال جلالته “إن الأردن يستمد ميزاته التنافسية من الاستقرار الذي ينعم به، وموقعه الفريد كمركز لدول الاقليم يربط قارة آسيا مع اوروبا وافريقيا، ومن الموارد البشرية المتعلمة، وقوة العمل المؤهلة التي تمتاز بالمعرفة التكنولوجية ومستوى الوعي العالمي”.
وأضاف جلالة الملك إن موقع الاردن الاستراتيجي في قلب منطقة المشرق العربي وكبوابة لدول مجلس التعاون الخليجي، يجعل منه مركزا للتجارة الاقليمية والعالمية على السواء.
وأشار جلالته إلى أن الأردن أطلق عددا من المناطق التنموية والحرة خلال العقد الماضي، وفرت حوافز جذب للمستثمرين الاجانب.
وأكد جلالة الملك، خلال الاجتماع، الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري ووزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني، ورئيس منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور كامل محادين، والسفير الاردني في بكين يحيى القرالة والسفير الصيني في عمان يوي شياو يونغ، التزام الاردن بتوفير بيئة الاعمال المناسبة للمستثمرين والشركات وأصحاب الاعمال، لتحقيق الازدهار وتوفير فرص العمل للمواطنين الاردنيين.
ولفت جلالته إلى علاقات الاردن المتينة والمتطورة مع الدول والمجموعات الاقتصادية، والتي انبثق عنها توقيع العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الاميركية وكندا والاتحاد الاوروبي وسنغافورة وتركيا واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى، التي وفرت جميعها دخولا حرا للمنتجات الاردنية إلى أسواق تضم أكثر من مليار مستهلك في ثلاث قارات، وتتيح للصين فرصة اغتنام هذه الاتفاقيات للوصول إلى أسواق جديدة وزيادة الانتشار عالميا.
وقال جلالته ” نؤمن بأن مساعدة الصين للمملكة، وإقامة الشراكات التنموية بين الجانبين، كفيل بجعل مناطقنا التنموية والاقتصادية، تستثمر كل الطاقات والامكانات لتوفير مزايا اقتصادية مستدامة لشعبينا “.
من جانبه، قال نائب رئيس المنطقة التنموية والاقتصادية لي يولن خلال عرض قدمه أمام جلالة الملك إن المنطقة والشركات المستثمرة فيها تولي البحث والتطوير أهمية كبيرة لدورهما في الارتقاء بالصناعات والخدمات ومساهمتهما في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة.
وأبدى الجانب الاردني اهتماما في إقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة التي تعتمد بشكل اساسي على الكفاءات الاردنية المؤهلة وتستفيد من المزايا التي توفرها البيئة الاستثمارية في المملكة.
وعرض رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور كامل محادين المزايا التي تتمتع بها العقبة كمنطقة اقتصادية، والتي اسفرت عن جذب العديد من الاستثمارات الاجنبية ومنها 80 شركة صينية ما جعل منها مركزا للخدمات اللوجستية على مستوى المنطقة.
ولفت الى ان منطقة العقبة تسعى الى تعزيز المشروعات الاستثمارية المشتركة مع الجانب الصيني، حيث وقعت اتفاقية تعاون مع مناطق صناعية في الصين، وستعمل على توسيع هذه الاتفاقيات لتشمل منطقة جنتشاو التنموية الاقتصادية.
من جانبه، أكد مدير عام مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي) شادي المجالي اهتمام المركز بالتعاون مع الجانب الصيني في مجال صناعة السيارات والالكترونيات، لافتا الى ان هذا التعاون سيكون نافذة جديدة تطل منها الشركات الصينية على منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
يشار إلى ان منطقة جينتشاو التنموية الاقتصادية الخاصة من أهم المناطق الصناعية الموجهة للتصدير في شنغهاي، وتضم كبريات الشركات العالمية في مجال الصناعات التكنولوجية والاجهزة الكهربائية والبرمجيات والالكترونيات وصناعات الاتصالات والطائرات والسيارات وقطعها والآلات الدقيقة، وكذلك الصناعات الدوائية المتطورة، وتضم 110 مراكز للبحث والتطوير.
وتضم شنغهاي 31 منطقة تنموية وصناعية خاصة، فيما تستحوذ منطقة جينتشاو على 8 بالمئة من اقتصاد المدينة، ويعمل فيها حوالي 170 الف عامل ويعيش فيها نحو 200 الف من أهالي العاملين.
ويسعى الاردن إلى الاستفادة من تجربة شنغهاي في مجال المناطق الاقتصادية والتنموية، لتطوير المناطق التنموية التي تم اطلاقها بدءا من العقبة الاقتصادية الخاصة، فالمفرق التنموية ثم منطقة اربد ومعان ومنطقة جبل عجلون التنموية إلى جانب منطقة البحر الميت التنموية.
ويأتي اهتمام جلالة الملك في المناطق التنموية لضمان توزيع مكاسب التنمية على محافظات المملكة بالتركيز على الميزات التنافسية لكل منها بما يحقق التنمية المستدامة ويضمن احداث نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية في المملكة، بما ينعكس ايجابا على تحسين الظروف الحياتية للمواطنين.
وقال نائب رئيس منطقة جينتشاو التنموية الاقتصادية الخاصة لي يولن في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن زيارة جلالة الملك إلى هذه المنطقة أتاحت الفرصة للتعرف على البيئة الاستثمارية في الاردن والمزايا التي يتمتع بها لا سيما الموارد البشرية والموقع الجغرافي المميز، “وهو ما يجعل الاردن مكانا ملائما للبحث عن الفرص الاستثمارية للشركات الصينية”.
وأكد أن الفرصة باتت الان متاحة أمام الشركات الصينية لبناء علاقات تعاون وإقامة شراكات استثمارية مع الشركات الاردنية، خصوصا في ضوء الفرص الاستثمارية المتاحة في الاردن.
وأضاف يولن أن المناطق الصناعية في الصين وفي الاردن لديها امور مشتركة تمكن من تبادل الخبرات بما ينعكس ايجابا على تطوير قدرات هذه المناطق وجذب مزيد من الاستثمارات، لا سيما ان عددا من الشركات التي عرضت تجاربها ابدت رغبتها وحرصها على الاستثمار في الاردن خصوصا بعد قصص النجاح التي حققتها العديد من الشركات الصينية في الاردن.
وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني، في مقابلة مماثلة مع (بترا) إن جلالة الملك يوجه الحكومة بشكل مستمر لإنشاء مناطق حرة وتنموية، لافتا إلى توجيهات ملكية ايضا بإنشاء مدينة صناعية ومدن حرة في كل محافظة من محافظات المملكة.
وأضاف إن الزيارة الملكية الى الصين وشنغهاي، مهمة جدا للاستفادة من التجربة الصينية، ومحاولة أخذ المفيد منها لعكسه على المناطق الصناعية والحرة والاقتصادية والتنموية الاردنية.
وبين ان الاردن استفاد بشكل كبير من الزيارة بالتركيز على جذب المزيد من المستثمرين الصينيين وتعزيز الشراكة بين البلدين في مجال الاستثمار في المدن الصناعية والمناطق التنموية “ونأمل من خلال هذه الزيارة ان يكون هناك مجال كبير لتوطين الاستثمارات الصينية داخل المملكة”.
وقال الحلواني ردا على سؤال” إن المناطق التنموية والاقتصادية الخاصة لها مواقع مهمة جدا، حيث تم الحديث عن منطقة المفرق التنموية التي تقع على حدود ثلاث دول مهمة هي السعودية والعراق وسوريا، وبالتالي وجود استثمارات صينية وصناعية فيها او في العقبة الاقتصادية التي تطل على افريقيا والقريبة من الخليج العربي، تعطي مجالا للمستثمرين العالميين، والصينيين على وجه التحديد، للاستفادة من المناطق التنموية والخاصة الاردنية والمزايا التي تقدمها”.