عروبة الإخباري – قالت مصادر قيادية في الامن الداخلي الحمساوى انها تجري تقييما للمستجدات التى تعصف بالمنطقة وتخلص إلى نتيجة مفادها أن حركة المقاومة الإسلامية ‘حماس أصبحت أكثر عزلة بعد الاطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في تموز/يوليو الماضي، ما أدى إلى فقدان الدعم المالي الذي كانت تحظى به من إيران، وخسرت الدعم المعنوى والقاعدة الآمنة بعد خروجها من سوريا بناء على طلب التنظيم الدولى للاخوان المسلمين والتعليمات القطرية لخالد مشعل بالانحياز لجانب المعارضة السورية مقابل إستمرار الدعم المالي المقدم لحماس وتوفير مقر إقامة دائم له ووعود بالسعى لتسويقه أمام الإدارة الامريكية وبذل الجهود من أجل رفع حركة حماس من قائمة المنظمات الارهابية ‘.
يذكر بأن التطورات المتلاحقة على الساحة المصرية بعد سقوط نظام حكم الاخوان المسلمين في مصر ، التى صاحبها إنخراط حماس في الجبهة المعادية لثورة 30 يونيو والدولة المصرية التى تقودها جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي بدعم متواصل من الادارة الامريكية ، قد ترتب عليه حدوث أزمة مالية خانقة لحماس جراء الحملات العسكرية والامنية التى ينفذها الجيش المصري في سيناء لملاحقة الجماعات الارهابية والقضاء على ظاهرة الأنفاق الممتدة على جانبي الحدود بين قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس والأراضي المصرية ‘، حيث تؤكد المصادرالأمنية بأن الجيش المصري قد أغلق مئات الانفاق التي تستخدم لتهريب البضائع والاسلحة والمواد الخام إلى قطاع غزة’، وتضيف المصادر أن ‘إغلاق هذه الأنفاق وضع حماس في أزمة مالية كبيرة ، جراء وقف رافد رئيسي من روافد الدخل التى تصب في خزينتها يوميا ، وهي تواجه حاليا صعوبات مستعصية في دفع رواتب عشرات الالآف من موظفيها’، كما تضررت العجلة الاقتصادية في القطاع الذي بات يشهد ركودا إقتصاديا في إنتظار المجهول على كل المستويات .
ومن مؤشرات جدية الأزمة التى دخلت فيها حماس بلا أي أفق للحل في المستقبل المنظور ما صرح به رائد العطار القيادي في كتائب القسام و المشرف على عمل عدد من الأنفاق التجارية التي تم إغلاقها مؤخراً، قوله ‘هذا هو أسوأ وقت نمر به منذ بدء العمل بشبكة الأنفاق وتحويلها إلى المصدر الاساسي لتوريد البضائع المختلفة للقطاع ‘، مضيفاً ‘لقد إنخفضت نسبة تهريب البضائع بشكل كبير’.
يذكر بأن القيادي الحمساوى رائد العطار برتبة قائد لواء رفح في كتائب عز الدين القسام ، ويعتبر ذاته أنه الحاكم الفعلي في محافظة رفح ويطلق زعرانه ومريديه لممارسة كل أشكال العربدة والزعرنة وفرض الخاوات على التجار وأصحاب رؤوس الأموال خاصة من يعملون في تجارة الأنفاق،كما يستغل نفوذه لإرتكاب وتنفيذ كل ما يخطر على باله من جرائم دون أن يتمكن أحد من محاسبته .
من جهة أخرى أكدت جهات موثوقة بأن إسماعيل هنية قائد حماس فى غزة قد كلف مستشاره الاقتصادي علاء الدين محمد الاعرج بالاشراف على جمع الاموال التي يتم جبايتها من خلال عمل الانفاق المتبقية ولازالت تعمل ولم يعثر عليها الجيش المصري فى حملاته الأمنية المكثفة لحتى الان ، بالتعاون مع كلا من موسى السماك وعيسى النشار رئيس بلدية رفح سابقا المعين من حماس .
الجدير ذكره هنا ان عيسى النشار ومعه جابر قشطة القيادي في حركة حماس قد قررا زيادة مرتفعة جدا علي الضرائب التى يتم جبايتها من الانفاق ، وعلى سبيل المثال لا الحصر: البطاريات التي تستخدم للسيارات التي كانت تهرب عبر شبكة الانفاق كانت حماس تتقاضى رسوما مالية علي كل بطارية تعادل(( 5 دولار)) فقط قبل الشروع في الحملة الامنية المصرية لهدمها و إغلاقها ، بينما الان تحصل ما قيمته (( 55 دولار)) علي البطارية الواحدة لحظة دخولها إلى قطاع غزة ، وهذا القياس ينطبق على كل المواد المهربة من سلع وبضائع ومواد خام بالرغم أنها أصبحت شحيحة ، كما تنقل المصادر عن خبراء في الاقتصاد أن حماس تواجه مشاكل مالية كبيرة إذ أن تهريب مادة البنزين عبر الأنفاق إنخفض بنسبة 62% ، كما انخفضت نسبة تهريب مادة السولار إلى 23 % بالمقارنة مع الكميات التى كانت تدخل القطاع في عهد الرئيس المصرى المعزول محمد مرسي وسيطرة جماعة الاخوان المسلمين على الحكم .
وغير خاف على المراقبين أن العلاقات بين مصر وحماس تشهد توترا متصاعدا، وتواجه الحركة التي تسيطر على قطاع غزة غير قليل من الاتهامات المتواصلة عبر وسائل الاعلام المصرية بالتورط في الشأن الداخلي المصري والانحياز الواضح لدعم جماعة الاخوان المسلمين والمجموعات الارهابية المساندة لهم في سيناء ./الفتح