مخطط نتان شرانسكي وهو رئيس الوكالة اليهودية بدأ وهو برسم التنفيذ الكامل ويستهدف الاستيلاء على ساحة البراق وهي الساحة الواقعة بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد ان قرر شرانسكي حل المشكلة ما بين اليهود المتعصبين واليهود الوافدين وخاصة الأميركيين اثر رفض المتعصبين الاختلاط عند حائط البراق (المبكى) فقرر ان يجد حلاً بتوسيع ذلك والنفاذ الى ساحة البراق وهذه التوسعة والاختراق فوق ساحة المسجد الأقصى يريدها أن تصل إلى موقع المتحف الاسلامي وهو ما أطلق عليه «قوس روبنسون» ويهدف المخطط الذي يبشر به الآن رئيس الوكالة وقد حاز على رضى الأطراف اليهودية المتصارعة الى تقسيم ساحة البراق إلى ثلاثة أقسام واحد للرجال وآخر للنساء وثالث مختلط كما يطالب اليهود الأميركيون الذين هددوا بقطع الدعم عن اسرائيل ان لم تفعل ذلك..والمخطط الآن والذي شجبه الملك عبدالله الثاني قبل حوالي شهر حين التقى بالقيادات المقدسية في عمان سيقدم بتوصية لانفاذه هذا السبوع إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي..
الكثيرون لا يعلمون أن تحت أرض الأقصى عشرات الانفاق والممرات وحتى «الكنس» جمع كنيس وهو بيت العبادة لليهود وحتى أماكن استراحة وتجمعات دينية حيث أصبح الأقصى الآن يقوم فوق أرض هشة قابلة للانهيار في أي لحظة بعد أن أصبحت الأرض تحته مجوفة، ولم تكتف المخططات التهويدية بذلك بل ان المستوطنين واليهود والمتدنيين يعبرون يومياً إلى المسجد الأقصى وساحاته في ساعات الصباح وقبل موعد صلاة الظهر يصولون ويجولون وقد تطورت الأوضاع امس الأول ليبنوا في ساحة الاقصى منصة خاصة بهم بشكل ثابت وهي ما حذر من بنائها وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور المومني..
ماذا بعد..جاء المقدسيون إلى عمان..ملاذهم والأذن التي تسمعهم والوجدان الذي يتعاطف معهم واشتكوا قبل اكثر من شهر وهي الشكوى الأخيرة في قائمة شكاوى وتقارير متصلة عن تحركات المعتدين اليهود على الاقصى
العالم العربي لا يحرك ساكناً ازاء هذه الجريمة التي هي الآن برسم الوقوع رغم وصول أمين عام المؤتمر الاسلامي الدكتور احسان أوغلوا الى رام الله الاسبوع الماضي ولقائه الرئيس عباس ومنظمة المؤتمر الاسلامي هذه كانت نشأت بدعوة من الزعماء العرب والمسلمين اثر حرق المسجد الأقصى في عام 1968 في شهر آب وما زالت لم تفعل الكثير لانقاذ الأقصى الذي رمم حريق منبره الأردن بوضع منبر جديد جرى تصميمه في جامعة البلقاء التطبيقية مكان منبر عماد الدين زنكي الذي حمله الى القدس صلاح الدين بعد تحريرها من الغزوة الفرنجية..
والسؤال هل يستمر اليهود والمتطرفون وبدعم من الحكومة اليمينية الاسرائيلية هذه الفترة حيث يتكثف دخان الحرب على سوريا ليقوموا باقتحام الاقصى بشكل نهائي والاستيطان في ساحته أو عملية هدمه التي لها خرائط جاهزة منذ فترة من الزمن لاقامة المركز الديني الذي يسمونه (بيت شتراوس والمتكون من أربعة طوابق والذي يقام في الجهة الشمالية لحائط البراق ليكون مدخلاً رئيساً للانفاق الموجودة أسفل المسجد..فتصب فيه هذه الانفاق ويصرفها المبنى الى ساحة الأقصى)..
تحذيرات مفتي القدس العام الشيخ محمد أحمد حسين ما زالت تتجاوز الاسماع العربية والمسلمة وما زالت ردود الفعل عليها مجمدة أو غائبة والسؤال اين الشعوب العربية والاسلامية ان لم تتحرك انظمتها وحكوماتها؟ أين لجنة القدس المشكلة على مستوى زعماء الدول ومقرها الرباط؟ أين اليونسكو؟ أين المنظمات الدولية؟ اين منظمات حقوق الانسان؟ أين الهيئات المدافعة عن الأماكن المقدسة العربية..اسلامية ومسيحية؟ أين المجتمع الدولي وتعبيراته القوية التي تضج اذا ما مس معبد يهودي أو حتى شاهد قبر يهودي في مقبرة في فرنسا او المانيا؟..لماذا لا يبكي على مقدساتنا احد؟ ولا يتحرك احد..أين المنظمات والاحزاب الاسلامية التي تصارع على السلطة وتتحدث عن الوصول اليها في اكثر من بلد مما يجري الان في القدس؟ هل يواصل المسلمون والعرب وضع رؤوسهم في الرمل ليستفيقوا في اليوم التالي على المأساة المنتظرة في هدم الاقصى؟ أم يعملون بجد وبسرعة لمنع ما سيقع؟
alhattabsultan@gmail.com