بعيدا عما يدور حول مستقبل سورية الحبيبة بين ضربة أمريكية / غربية متوقعة ودبلوماسية التأجيل ، الكل اليوم يكتب عن حال سورية وما ستواجهه من زلازل لا يعلم قوتها إلا الله عز وجل، وهل سيكون للعرب يد في ذلك المستقبل المظلم المدلهم كما كان حالهم في العراق أم أنهم سينتظرون ما ستؤول إليه الأمور .
المخرج الوحيد عندي من هذه المأساة وإنقاذا لما تبقى في سورية الصابرة هو خروج بشار الأسد بمبادرة الاعتذار إلى الشعب السوري لما حل به خلال فترة حكمه وخاصة في العامين الماضيين من قتل ودمار وانهيار الجيش العربي السوري الأمر الذي أدى ببشار الأسد للاستعانة بجحافل حزب الله وجيوش إيران وعصابات الطائفية الحاقدة في بغداد لمواجهة الشعب السوري بالقوة العسكرية الرهيبة، يعقب ذلك الاعتذار التنحي عن القيادة والرحيل عن البلاد إلى أي جهة يريد ومعه فريقه الأمني الذي ورطه في هذه المعارك الهالكة المدمرة.
( 2 )
بعيدا عن الاسترسال في الشأن السوري وما سيواجهه في قادم الأيام التفت إلى أهلنا في اليمن شركاؤنا في أمن الجزيرة العربية واستقرارها . حوارات عصيبة تجري في ” المنفوبيك ” كما قال السفير النعمان في مقالته في جريدة الشرق الأوسط ، وحوار مسلح يجري في شوارع صنعاء وأريافها ومحافظاتها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا قاتل ومقتول ، في الأيام الأخيرة جرت اغتيالات لخيرة ضباط الجيش اليمني طيارين وضباط ميدان وضباط أمن، حتما إنها ليست لمصلحة اليمن الشقيق إنها حقا تجري لمصلحة فئة أو عصبة فقدت مكاسبها نتيجة لثورة الشعب اليمني الشقيق.
في مطلع الأسبوع 31 / 8 جرت محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوه نجا منها بأعجوبة، وقبله محاولة اغتيال وزير الإعلام السيد علي العمراني في ذمار جنوب العاصمة صنعاء، ومن قبله وزير الدفاع، أسوق ما تقدم ذكره كمثال لا حصرا لتلك الاغتيالات ومحاولة الاغتيال ، يزيد الأمر تعقيدا الصراع المسلح المستمر في محافظة صعدة بين سلفيين وحوثيين كما تقول وكالات الأنباء ويقيني بأنه لا عودة للصحابي أبي هريرة الدوسي ولا ظهور الإمام الغائب ، فلماذا هذا الصراع الذي يجري لغير صالح الشعب اليمني بكل أطيافه .
( 3 )
لا أخفي فرحتي وسعادتي بالبيان الحكومي الذي صدر في صنعاء في 21 / 8 /2013 ” يعلن اعتذار الدولة والحكومة اليمنية عما لحق بأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء صعدة والمناطق المتضررة الأخرى ممن كانوا ضحية لتلك الحروب ولكافة ضحايا الصراعات السياسية التي حدثت في ظل حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح واعتبار كل ما حدث عملا لا أخلاقيا ” . أقول أول الغيث قطرة ثم ينهمر ، هذا الاعتذار المعلن على كل وسائل الإعلام يجب استقباله من كل الأطراف بأنه الخطوة الهامة نحو المصالحة والوحدة الوطنية وعلى ذلك يجب عودة جميع الأطراف إلى قاعات الحوار الوطني المنعقدة في صنعاء وإتمام المهمة من أجل يمن سعيد.
يتبع ذلك إعلان من قبل الأطراف المعنية بقبول الاعتذار والانخراط في العمل السياسي من أجل اليمن كله .يعقب ذلك تشكيل لجان لحصر الممتلكات والأموال المنهوبة أو المستولى عليها بلا مسوغ قانوني وردها إلى أصحابها دون تردد .
( 4 )
أعرف أن الحكومة الانتقالية برئاسة الأستاذ باسندوه منشغلة بهموم يمنية لا حصر لها، ولكن يجب الالتفات إلى ما تقوم به طائرات دون طيار لدول أجنبية لملاحقة المواطنين اليمنيين وقتلهم عن بعد بحجة محاربة الإرهاب تحت سمع وبصر القيادات السياسية اليمنية .
من هنا يجب على جميع القوى السياسية اليمنية الاتحاد في مواجهة أي قوى خارجية أو داخلية تمس سيادة الدولة أو أمن المواطن اليمني . إن ذلك الأمر لن يتم إلا بحملة إعلامية تثقيفية لجميع مكونات الشعب اليمني بادية وحاضرة بأهمية أمن اليمن أرضا وشعبا وسيادة وعلى جميع الأحزاب السياسية المتقوقعة في صنعاء و عدن و صعدة أن تنتشر في جميع محافظات اليمن لتبشر بعهد جديد ورفض كل خروج عن الدولة ومؤسساتها من أجل مستقبل مشرق عزيز لليمن كله .
آخر القول : لا خلاص لليمن من محنته الراهنة إلا بالوحدة الوطنية وجعل مصلحة اليمن وشعبه فوق المصالح الحزبية أو الفئوية أو الطائفية أو الجهوية أو الفردية، والحكمة يمانية يا أهل اليمن !!