لا بد أن تتوفر قراءة أكثر دقة وتصوراً أكثر واقعية لما بعد الحريق أو الضربة التي ستصيب النظام السوري رداً على جرائمة والتي ستقوم بها بعض دول العالم في التحالف الذي تبنته الولايات المتحدة الاميركية ضمن حساباتها الخاصة ومصالحها..
المصالح الأردنية مختلفة والأعراض والأضرار التي ستصيب الأردن سواء كانت ردود فعل النظام السوري على الضربة قوية أو عادية يجب احتسابها ويجب ابداء الاستعداد كما لو أن النظام السوري سيرد بعنف كما يجب اقناع المجتمع الدولي وخاصة الدول التي صممت الضربة على النظام السوري أو التي ستشارك لمواصلة العمل الوقائي لما بعد الضربة ولمعالجة كل الأعراض الناتجة عنها والتي تصيبنا..
الضربة قد تكون محدودة وتستهدف المواقع الحساسة في سوريا وفي الدرجة الأولى مواقع الأسلحة الكيماوية أو بعض المواقع الأخرى الخطرة ولأن ردة الفعل التي سيقوم بها النظام السوري لن تصيب الولايات المتحدة أو حلفائها الغربيين بمقدار ما تصيب دول الجوار وخاصة بلدنا فان الأسلحة التي طرحت على هذه الدول من جنب قيادتنا أو التي ستطرح لا بد أن تجيب على أسئلة هامة وخطرة..ما حجم الضربة؟ وأين مواقعها؟ وماذا ينتج عنها؟ وما هي الاعراض؟ وماذا عن تدفق المدنيين السوريين بمئات الآلاف وايوائهم؟ وكيف يمكن حمايتهم في أراضي سوريا محمية ومعزولة عن النظام حتى لا يصل قصفه لها؟ وكيف يمكن ترحيل السوريين من الأراضي الأردنية إلى السورية في أعقاب الهجمة ومنع ردود فعل النظام السوري عليهم..وكيف يمكن حماية والدفاع عن المدن والقرى والتجمعات الأردنية الحدودية وما هي درجة هذه الحماية؟ وحق الأردن في امتلاك اسلحة دفاعية حديثة ومتطورة ومناسبة للرد على الهجمات الكيماوية وحقه في الحصول على طائرات استطلاع وشبكات صواريخ باتريوت وأعتقد أن القيادة الأردنية فعلت هذا وما زالت وأن قيادة القوات المسلحة قد حصلت على كثير من الأجوبة وأنيط بها مسؤولية استمرار المطالبة وتحقيق ذلك وقد قامت وما زالت تقوم بكفاءة تليق بحجم الخطر ومصالح الأردنيين.
يجب أن يكون شعارنا قيادة وقيادة عسكرية ومدنية..حكومة وشعب أنه لن يؤتى من قبلنا ولن نسمح بالعدوان علينا ولن نقبل التهديدات لأمننا الوطني ولمواطنينا في مواقعهم..ويجب أن ننتبه من الاشاعات ومن بعض أصابع الطابور الخامس والمشككين في مواقفنا الوطنية والانسانية التي قدمنا عليها نماذج عديدة ظلت مواقفنا تقرأ من خلالها..
لقد فرض علينا أن نكون في هذا الموقف وعلينا أن لا نخذل بلدنا وأن نفتح عيوننا جيداً وأن نشحذ ارادتنا في مواصلة بناء بلدنا والخروج بأهلنا على الحدود من الكابوس الذي فرضه النظام السوري عليهم..
لقد كانت الزيارات الملكية لمناطق الحدود دعماً معنوياً كبيراً لقواتنا المسلحة الباسلة نظيفة السلاح وذات المناقبية العالية ولأهلنا ومواطنينا في منطقة الشمال الذين أحسوا وما زالوا يحسون أن جلالة الملك لم يغادرهم وأنه دائم الاتصال والتواصل معهم وانهم في خاطره ووجدانه إلى أن يجتث الخطر من المنطقة ومن سوريا وان يكافح هذا الوباء القاتل الذي يسببه النظام السوري وينشره..
ما النصر على العدوان إلا صبر ساعة وقد وطنا أنفسنا دائماً ان المعتدي هو الذي يخسر فلم نفكر في اي يوم من الأيام في الاعتداء على اي بلد شقيق أو صديق او مجاور ولكننا بقينا دائماً نصد العدوان وندرأه بما نستطيع ونفهم من العالم الذي ادرك حجم الجهد الأردني في صون الاستقرار والسلم وربما هو أكبر من قدرات بلدنا لأن الارادة حين تصح فإن الوسيلة لا تعدم..
شعبنا يتطلع لخروجنا من هذه الأزمة وهذا الامتحان أكثر تماسكاً وقوة وايماناً بضرورة أن تعود سوريا لوحدتها وأمنها واستقرارها وان يعود اليها شعبها المشرد والمنكوب وأن تتخلص من الطاعون الذي انتشر فيها والذي جاء العالم ليكافحه.
مطلوب من حكومتنا اطلاعنا على الوقائع أولاً بأول وعلى درجات الاستعداد واعتقد انها ستعده اذا ما وقعت الواقعة وسيثبت الاردنيون كما دائماً انهم ظلوا دائماً الحريصين على مصالحهم الوطنية وامنهم واستقرارهم وقيادتهم ومصالح امتهم وعلى سوريا التي تضمن العيش والكرامة لكل ابناء شعبها وأن تعود للعب دورها في تاريخ امتها ومن موقع متقدم هي التي عرفت واحتضنت عاصمة العرب والمسلمين الاولى بعد المدينة المنورة منذ قيام الدولة الاموية..ستنقشع الغمامة السوداء عن سوريا وسيكون الاردنيون اكثر العرب اخلاصاً لأمتهم..
alhattabsultan@gmail.com