أثلجت صدورنا اخبار بدء فض اعتصامات الاخوان المسلمين المصريين في القاهرة، والممولين مادياً ومعنوياً من اخوان الخليج، وعلى رأسهم اخوان الكويت، لانهم الاكثر تنظيماً وثراء وتغلغلا في جميع مفاصل دولتنا الحبيبة المبتلاة بأمثالهم.
وقد كان قياديو إخوان مصر منذ الاطاحة بمرسي، كما يظهر من تصريحاتهم يتبنون استراتيجية تقوم على التصعيد، واطالة الازمة وجر الجيش و«الداخلية» في مصر الى مواجهة يستخدمونها لتبرير لجوئهم للعنف، الذي يبرعون ويشتهرون به طوال تاريخهم الاسود في الوطن العربي، منذ انشاء حركتهم على يد حسن البنا منذ 8 عقود.
وقد اسعدت بداية فض الاعتصامات المصريين بكل فئاتهم وطوائفهم، ما عدا الاخوان المسلمين الذين صوروا فض الاعتصام بالمعارك الحربية، وقد سمعت احد قياديي الاخوان يقول لإحدى وسائل الاعلام الدولية ان فض الاعتصام تم بواسطة اطلاق الرصاص على المتجمهرين بالطائرات! وان عدد القتلى والجرحى يجاوز بعد ساعات من فض الاعتصام 7000 شخص، وهو بلاغ كاذب وغير متصور حدوثه من الجيش والشرطة المصريين، اللذين قاما بواجباتهما بفض ذلك الاعتصام غير الشرعي، وتعطيل مصالح المصريين قاطبة ما عدا الاخوان، الذين رفضوا المصالحة واصروا على ارجاع الفاشل محمد مرسي لكرسي الرئاسة، وهو امر قررت الحكومة المصرية المؤقتة انه «أهو ده اللي مش ممكن ابداً»، كما قالت الراحلة ام كلثوم في احدى اشهر اغانيها.
وقد اثار دفاع الحكومة الاميركية عن الاخوان استغراب الجميع، فهو امر لا يبرره الا صدق المقولة التي تقول بعمالة الاخوان بقيادة مرسي للاميركان.
ومحاولة من الاخوان لخلط الاوراق، الامر الذي يبرعون به، فقام انصارهم في بعض المحافظات المصرية (اسوان واسيوط) بالاعتداء عى الكنائس، وتدمير وحرق ممتلكات المسيحيين المسالمين.
* * *
نرجو ألا يتباكى اخوان الكويت على المصير الاسود الذي آل اليه اساتذتهم من اخوان مصر، فهم من جلب تلك البلاوي لانفسهم، حيث تسلموا الحكم على طبق من ذهب، فأساؤوا التصرف بشهادة الجميع وبإقراراهم.
متمنين ألا تعود لنا هذه التجربة في الوطن العربي، ومنتظرين ان تقوم الجماهير التونسية بتصحيح ثورتها الرائدة، بإيداع اخوان تونس بقيادة راشد الغنوشي في الرفوف العلوية المنسية للتاريخ.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.