عروبة الإخباري – لقي 69 شخصا على الاقل حتفهم واصيب اكثر من 140 بجروح مساء الاربعاء في سانتياغو دي كومبوستيلا شمال غرب اسبانيا عندما خرج قطار ركاب عن سكته متسببا في انقلاب عدد من العربات وتكدسها الواحدة فوق الاخرى في مشهد وصف بانه “مريع”.
ومن اصل الركاب الـ222 في القطار، 69 شخصا قتلوا وفق ما اعلنت المحكمة الاقليمية لغاليثيا موضحة ان بعض الاجزاء من القطار لم يتم البحث في داخلها بسبب “صعوبة الدخول اليها”. كما جرح 143 شخصا بحسب المحكمة.
ووقع الحادث الذي يعتبر من اسوأ كوارث سكك الحديد في تاريخ اسبانيا، عند الساعة 20,42 (18,42 ت غ) في مسار سريع عند منعطف في محلة انغرويس على بعد حوالى 4 كلم من محطة سانتياغو دي كومبوستيلا، المحج المعروف عالميا. وروى عدد من الشهود انهم سمعوا دوي انفجار قوي. وقال الشاهد فرنسيسكو اوتيرو (39 عاما) الذي كان لحظة حصول الحادث في منزل والديه المشرف على سكة الحديد، لوكالة فرانس برس “سمعت صوتا يشبه البرق. كان الامر اشبه بزلزال”. واضاف في اتصال هاتفي “لقد وصلت بعد ذلك بدقيقة. اول ما رأيته كانت جثة امرأة. لقد تأثرت كثيرا. لم ار سابقا اي جثة في حياتي”، مضيفا “لكن اكثر ما اثر بي هو الصمت المطبق. كان هناك ايضا قليل من الدخان وحريق صغير”. وتابع “الامر كله كان خياليا. كان ثمة جيران يقتربون، حاولوا سحب الاشخاص العالقين في العربات مستخدمين معاول” لكنهم “نجحوا في النهاية مستخدمين منشارا يدويا”.
واشار البرتو نونيث فيخو رئيس حكومة غاليثيا الى ان “هناك عربة ممزقة والجثث منتشرة على السكة”، متحدثا عن مشاهد “مريعة” جراء الحادث.
وبينت اولى الصور التي عرضها التلفزيون اربع عربات منقلبة على السكة يتصاعد منها الدخان وقد تحطمت احداها تماما.
وبحسب وسائل اعلامية فإن الحادث قد يكون ناجما عن السرعة الزائدة على هذا المسار الواقع في منطقة سكنية يمنع فيها تخطي سرعة 80 كلم في الساعة. وبحسب صحيفة ايل بايس فإن القطار كان يسير بسرعة 180 كلم في الساعة ووقع الحادث عشية عيد القديس يعقوب وهو عيد تقليدي في منطقة غاليثيا. واعلنت الحكومة المحلية الغاء كل الاحتفالات المقررة بهذه المناسبة.
وقال صمويل خواريث، محافظ غاليثيا للاذاعة “ان القطار خرج بصورة عنيفة جدا عن سكته، ليس لدينا حتى الان اي دليل على ان الامر ناجم عن اي شيء” غير ان يكون حادثا، مستبعدا في الظاهر فرضية الهجوم.
وهرعت سيارات الاسعاف بسرعة الى مكان الحادث، مطلقة صفاراتها، وعمل المسعفون في سباق مع الوقت لاجلاء اكبر عدد من الجرحى.
ومع هبوط الليل، امتلأت كل الشوارع المجاورة بسيارات الاسعاف في حين كان المنقذون يعملون بكد على السكك. وقال نائب رئيس حكومة المنطقة الفونسو رويدا ان “اخر عمليات اجلاء الجرحى تجري حاليا والتعرف الى هويات الجثث متواصل”.
وعرض التلفزيون صورة رجل خمسيني يرتدي قميصا ابيض ووجه مغطى بالدم، ولا تزال حقيبته في يده، في حين كان شرطي يوجهه.
وعرضت الصور الاولى عددا كبيرا من الجثث مغطاة باغطية، ورجال انقاذ يرتدون سترات صفراء ويحملون معاول وهم يشقون طريقهم بين العربات وصولا الى الجرحى.
وقالت ماريا باردو المتحدث باسم بلدية سانتياغو انه تم حجز مبنى لتقديم المساعدة للعائلات، واضافت “هناك اخصائيون نفسيون تم استدعاؤهم لمساعدتهم وسيتم تزويدهم بالمعلومات”. كذلك وجهت السلطات المحلية نداء للتبرع بالدم لصالح جرحى الحادث.
وكتب رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي وهو من غاليثيا في رسالة على تويتر “اود أن اعرب عن تعاطفي وتضامني مع ضحايا حادث القطار المريع في سانتياغو”. ومن المقرر ان يتوجه راخوي الى المنطقة صباح الخميس. ودعا البابا فرنسيس الموجود في البرازيل الى الصلاة من اجل الضحايا وعائلاتهم، وفق ما اعلن المتحدث باسمه الاب فيديريكو لومباردي