نجاد في بغداد و30 طائرة ايرانية تعبر العراق لسوريا اسبوعيا

عروبة الإخباري – بدأ الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد زيارة الى بغداد اليوم الخميس، وقال عباس عراقجي الناطق الرسمي بأسم وزارة الخارجية الايرانية ان الرئيس العراقي جلال طالباني وجه العام الماضي دعوة رسمية للرئيس نجاد لزيارة بغداد الا ان ظروفه الصحية حالت دون اجراء الزيارة. واوضح ان المسؤولين العراقيين ابدوا رغبة بزيارة نجاد بغداد قبل انتهاء ولايته الرئاسية لذا تقرر اجراء الزيارة الرسمية هذه والتي بدأت الخميس وتستمر يومان حيث سيقوم خلالها بزيارة العتبات الشيعية المقدسة في بغداد وكربلاء والنجف. 

واضافة الى ان مباحثاته مع كبار المسؤولين العراقيين ستتناول تطوير العلاقات السياسية بين بغداد وطهران فأن لقاءات نجاد ستركز ايضا على العلاقات الاقتصادية خاصة مع ارتفاع حجم التبادل التجاري المشترك. فقد وصلت قيمة هذا التبادل الان الى 13 مليار دولار كما ستقوم ايران قريبا بتصدير 25 مليار متر مكعب من الغاز الى العراق اضافة الى 1300 ميكاواط تقوم بتصديرها حاليا الى العراق سنويا فيما تمارس الكثير من الشركات الايرانية انشطتها وتنفذ استثمارات ضخمة في العراق.

ومن المنتظر ان يلتقي نجاد مع كبار المسؤولين العراقيين بضمنهم رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي اضافة الى مسؤولين اخرين لكنه لن يلتقي اي من مراجع الشيعة الكبار في النجف وكربلاء والكاظمية ببغداد. 
وكانت السفارة الايرانية في العراق اعلنت نهاية العام الماضي عن تأجيل زيارة مرتقبة لنجاد الى بغداد كان من الفترض ان يقوم بها في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بسبب مرض طالباني ونقله الى المانيا للعلاج حيث مازال هناك راقدا في احدى مستشفياتها. 

يذكر أن نجاد يستعد لمغادرة مهام منصبه وتسليم السلطة للرئيس حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة. وكان نجاد قام في الثاني من اذار (مارس) عام 2008 بزيارة تاريخية الى العراق هي الاولى لرئيس ايراني لهذا البلد. 

ومن جهة اخرى اعلن مصدر رسمي عراقي عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الايراني المنتخب 
حسن روحاني الى بغداد وذلك بعد ان يؤدي في الرابع من الشهر المقبل اليمين الدستورية لتولي منصبه رسميا رئيسا للجمهورية . وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي في تصريح صحافي ان ” الحكومة العراقية تعرب عن أملها في فتح تعزيز العلاقات مع ايران في عهد الرئيس روحاني على أساس المصالح المشتركة والإحترام المتبادل”.

ووصف الموسوي زيارة نجاد الى بغداد بانها رمزية لمناسبة انتهاء ولايته وقال “لا نتوقع أن تكون هناك اتفاقات رسمية خلال الزيارة” .. واوضح أن مرض طالباني أدى إلى تأجيل هذه الزيارة إلى اليوم “كما نأمل أن يقوم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بزيارة قريبة للعراق لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تخص البلدين والمنطقة”.

وتأتي هاتين الزيارتين في وقت مازالت المشاكل المتوارثة من حرب السنوات الثماني بين البلدين التي دارت رحاها بين عامي 1980 و1988 وراح ضحتها مليون شخص من الطرفين عالقة خصوصا قضايا الحدود والممرات المائية، على الرغم من تحسنها في المجالات السياسية والاقتصادية عقب سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين في عام 2003 . وخلال التسعينيات استمر العداء بين البلدين في ظل احتضان إيران لبعض قوة المعارضة العراقية وأهمها منظمة بدر التي كانت تمثل الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق فيما كان النظام العراقي السابق يقدم الدعم والتسهيلات لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني المتواجدة في العراق.

ويتهم سياسيون عراقيون إيران بالوقوف وراء العديد من أعمال العنف التي تنفذ داخل العراق من خلال دعمها لبعض الجماعات المسلحة وتجهيزها بالأسلحة والمتفجرات.

30 طائرة ايرانية لسوريا عبرالعراق اسبوعيا 
وتزامنت زيارة نجاد للعراق مع كشف مصادر امنية عراقية مطلعة عن ان مطار بغداد الدولي بات يستقبل ما لا يقل عن 30 طائرة ايرانية في الاسبوع متجهة الى دمشق نافية وجود الية واضحة لتفتيشها. وتحدثت المصادر عن وجود “جهات” تتعامل مع الرحلات الايرانية على انها “خاصة وحساسة جدا” وتمنع حتى الاقتراب منها واكدت ان مطار بغداد بات اكثر مطارات المنطقة الذي يستقبل الرحلات المتوجهة الى سوريا بحسب ما نقلت صحيفة “المدى” عن تلك المصادر.

وقال مسؤول امني رفيع في مطار بغداد الدولي ان الاجراءات الامنية الخاصة بتفتيش الطائرات القادمة من ايران معقدة وتدخل ضمن سيطرة جهات معينة ، مشيرا الى ان اغلب مطارات العراق تفتقر الى الاجهزة المتطورة الخاصة بكشف المتفجرات والاسلحة والمواد الممنوعة كالمخدرات والادوية المحظورة’ واضاف المسؤول، الذي يحمل رتبة رفيعة وطلب عدم ذكر اسمه لحساسية المعلومات التي يدلي بها بالقول “يستقبل مطار بغدداد نحو 30 رحلة ايرانية اسبوعيا، وهذه الرحلات تزايد عددها بشكل واضح بعد الازمة السورية” .

واشار الى ان “هناك 3 اجهزة امنية مسؤولة عن تفتيش الطائرات وهي الاستخبارات، وامن المطار بالاضافة الى امن وزارة النقل”، كاشفا عن وجود اوامر تصدر بين الحين والاخر بعدم التعرض الى طائرة معينة تستعد للهبوط في يوم وساعة معينين، مرجحا ان تكون هذه الاوامر من احزاب متنفذة .
ويؤكد المسؤول الامني ان مطار بغداد يعتبر من اكثر المطارات التي تستقبل طائرات قادمة من دول روسيا وايران والمتوجهة الى سوريا مستغربا من ان المطار في الوقت نفسه يعتبر من افقر مطارات المنطقة بسبب خلوه من اجهزة التفتيش والمراقبة الحديثة’.

ونفى المسؤول الامني وجود آلية متفق عليها بين الاجهزة الامنية لتفتيش الطائرات القادمة من ايران مشيرا الى ان كل جهاز يتصرف وفقا لتوجيهات الجهة التي يتبعها’ مشيرا الى ان الاجهزة الاستخباراتية بدأت تتعامل مؤخرا مع الطائرات الايرانية بوصفها خاصة واستثنائية لا يمكن التقرب اليها خصوصا حينما يكون على متنها مسؤولون او ديبلوماسيون .

من جهتها نفت وزارة النقل والمواصلات ان تكون هناك خشية او خوف من تفتيش الطائرات الايرانية التي تهبط في مطار بغداد كاشفة عن تفتيش طائرة قادمة من طهران الثلاثاء الماضي وكانت تحمل مواد غذائية وادوية موجهة الى سوري . ورأى كريم النوري، المستشار الاعلامي لوزارة النقل ان حفظ الحدود مع اي دولة امر في غاية الصعوبة لكن الحكومة العراقية تعمل جاهدة لمنع اية عمليات لتهريب السلاح الى سوريابحسب قوله.
واضاف النوري ان ‘الاوامر الصادرة من رئيس الوزراء ووزارة النقل تلزم المطارات باجراء عمليات تفتيش دقيقة للطائرات القادمة من دول تحاول تزويد سوريا بالسلاح مثل روسيا وايران . لكنه اكد 
ان “وزارة النقل لا تستطيع تفتيش جميع الرحلات القادمة من هذه الدول الا بالاعتماد على المعلومات الاستخباراتية والتنسيق مع الاجهزة الامنية الموجودة في المطارات العراقية”. واوضح انه على الرغم من وجود اجهزة لكشف الاسلحة باعداد قليلة الا انها لاتمنع من الكشف عن كميات الاسلحة التي تتحدث وسائل الاعلام عن وصولها الى نظام الاسد عبر بغداد.

واشار النوري الى ان العراق لغاية الان لم يضبط اية اسلحة مهربة عبر مطاراته نافيا وجود اية تدخلات من جهات حزبية على عمل اللجنة المشتركة التي تضم كلا من جهاز المخابرات والامن الوطني بالاضافة الى امن المطار مؤكدا انها تعمل باستقلالية ولم تكن خاضعة او تابعة الى اية جهة حزبية على حد قوله.
وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري اقر مطلع الاسبوع الحالي بعجز العراق عن منع نقل الاسلحة من ايران الى سوريا عبر مجاله الجوي، ودعا الدول الغربية للمساعدة في التعامل مع الرحلات الجوية الايرانية، لو ارادوا ذلك.

وقالت سلطة الطيران المدني العراقي مطلع الشهر الماضي توسيع إجراءات تفتيش الطائرات الإيرانية المارة عبر العراق إلى سوريا لتشمل الطائرات المدنية وأكدت أنها فتشت حتى الآن 20 طائرة لم تعثر فيها على أشياء محظورة. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري انتقد، خلال زيارة قام بها الى بغداد في أذار (مارس) الماضي الحكومة العراقية، مؤكدا أنها تتساهل مع عمليات نقل الأسلحة إلى سور

Related posts

مسؤول أميركي: أبلغنا قطر أن وجود قادة “حماس” بالدوحة لم يعد مقبولاً

ترامب خلال اتصال مع عباس: سأعمل من أجل وقف الحرب

لماذا توقفت العديد من الصحف الأميركية عن تأييد المرشحين الرئاسيين؟