ما زلت أذكر قول الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه لمجموعة من الصحفيين حضرنا لمأدبته وقد تحدث منفعلاً في صيغة سؤال هل سيناء محررة فعلاً أم أنها غير ذلك؟ ومن الذي يحكم القبضة عليها؟ ثم صمت وقال اسألوا، اقرأوا كامب ديفيد وملحقاتها..
ظل السؤال معلقاً لم نصل إلى ما يكفي من المعلومات ولم نتمكن من الوصول إلى الملاحق الخاصة والتفاهمات الجانبية ولم يكشف الغطاء عن حقائق تتعلق باحتلال سيناء أو تحرير سيناء أو تبعية سيناء الزمن كان كفيلاً حين أدركنا أن المصريين الذين لهم سيناء لم يكونوا احراراً في التصرف بها ويوم جرى حصار غزة بعد احتلالها والخروج الاسرائيلي منها، عرفنا لماذا لا يستطيع الجيش المصري أن يدخل سيناء حراً وبالعدد الذي يريده ولماذا عليه ان يدير مفاوضات ليتمكن من الرد على من يعبثون بأمن سيناء عندها اقتربنا من سؤال الملك وادركنا ما كان يقصده..
لم تكن سيناء حرة ولا مستقلة كانت تحت النفوذ الاسرائيلي أيضاً وحتى مع الادارة المصرية لها فقد بقيت مهمشة وفاقدة للسيادة مما ساعد على تفشي الحركات العنيفة والمتطرفة والأصولية والتي يجري الآن استخدامها ضد الأمن الوطني المصري بدل أن تستخدم ضد الاحتلال الاسرائيلي أو ضد النفوذ الاسرائيلي
لماذا يرتد سلاح سيناء مجهول الهوية والمصادر والاستعمال إلى حد كبير ضد صدور المصريين..من يعرف السبب واين يكمن السر؟ ومفتاح سيناء مع من؟ مع المصريين أم مع الاسرائيليين؟
في حادثة ضرب الجنود المصريين وأسرهم في سيناء في زمن الرئيس المعزول مرسي انتهت المفاوضات بشكل غامض ودفن سر العملية ولم يعرف أحد ماذا حدث في اللحظات الأخيرة ومن أدار العملية التي أعلن عن نهاية مبتورة لها بإطلاق سراح المخطوفين والسؤال الآن..هل سيناء هي مقتل مصر وحجر سنمار في البناء المصري الذي تعرف سره اسرائيل أم سيناء بوابة مصر للتحرير والاستقلال الكامل والتخلص من التبعية والقواعد؟ هذا السؤال تكمن اجابته في شكل التصرف الذي يمكن أن ينجزه المصريون ليس من خلال الحملات العسكرية المباشرة التي لن تجيب على السؤال وانما من خلال إعادة انتاج كل الحالة المصرية
في العلاقة مع اسرائيل وتراث الهزيمة وكامب ديفيد تحديداً والاتفاقيات المكبلة..قد يقول قائلاً أن هذا الأمر ليس وقته وسابق لأوانه ويحمل مصر فوق طاقتها وفوق ما تحتمل ويفتح عليها باب جهنم والتدخلات والضغوط الأجنبية والجواب على ذلك يعني أن مصر ستستمر تنزف في سيناء وأن سيناء ستظل ان استمرت اللعبة القديمة خاصرة مصر الرقيقة ويدها التي تؤلمها والتي ستواصل اسرائيل أو من ينوبون عنها في زعزعة استقرار مصر امساكها منها ..لماذا تكون سنياء ناراً على مصر وبرداً وسلاماً على اسرائيل ولماذا يكون الجهاد منها وفيها ضد مصر وليس ضد أي جهة أخرى اذن لنسأل عن السبب والمصدر والمستفيد..مصر الآن ستفضح كل التركيبة الأصولية في العالم العربي التي تغطي أشياء كثيرة وهي ستفضح تنظيمات وجهها اسلامي وجهادي وباطنها عكس ذلك تماماً..لماذا ينهض الجهاديون الآن في سيناء ليقتلوا عمالاً مصريين؟ وبالمقابل لماذا على مصر أن تقاتل بجنودها في سيناء لتحمي نفسها؟ من صمم هذه اللعبة ومن هو الحاوي الذي أعطى الاشارة؟
وفي موازاة ذلك ما هو واقع حماس؟ وهل ستصبح توجهها باتجاه مناصرة النظام المصري البائد أو باتجاه دورها الوطني المجمد وهل هي فيصل وطني أم فيصل ديني؟ أيهما هو الأغلب وهل تهدد سيناء أمن مصر أم ستجد مصر نفسها في سيناء في مواجهة من يحركون السلاح فيها؟ ومن هم هؤلاء؟..
ما زال المصريون الحقيقيون لم يتكلموا وحتى الإخوان تواطؤوا في موضوع سيناء فلم يكشفوا الحقائق بل انه انكشف أن هناك صفقة لتوسيع قطاع غزة في سيناء وهو المشروع الذي لم يصدقه الكثيرون فهل يكشف النظام الجديد في مصر عنه ليضع ستارة حكم الاخوان على رؤوسهم!!
alhattabsultan@gmail.com