لؤي أحمد: القصيدة الجيدة .. جيدة بعيدا عن القالب الذي توضع فيه

عروبة الإخباري – يذهب الشاعر لؤي أحمد إلى أن القصيدة العمودية ما زالت تحتل مركز الصدارة بين قرينيتها: قصيدتا التفعيلة والنثر، مؤكدا أن بعض شعراء التفعيلة والنثر يتحاشون الخروج على الجمهور مع شاعر يلتزم عمود الشعر العربي. وعلى الرغم من ذلك يعتبر أن «الشعرية العربية تجاوزت مسألة الشكل، القصيدة الجيدة جيدة بعيدا عن القالب الذي توضع فيه، وهذا لا ينفي التفاوت وإنما ينقله من ساحة الشكل الموسيقي إلى ساحة الشاعر نفسه».

«الدستور»، التقت الشاعر لؤي أحمد وحاورته حول تجربته الشعرية، وعن مشاركته في مسابقة (شاعر الأردن)»، وحول قضايا أخرى في القصيدة العربية..

* لؤي أحمد شاعر من جيل الألفية الجديدة، ماذا عن الحروف الأولى مع القصيدة؟

– الحروف الأولى من حيث الزمان تعود إلى مرحلة الدراسة الثانوية، وقد احتفظت بالكثير من هذه المحاولات بين أوراقي الخاصة، وأعود إليها بين حين وآخر، أضحك من طفولة بعضها وأعجب حد الدهشة من عمق بعضها الآخر وفنيته، لكنها بأي حال من الأحوال تظل بدايات ليس إلا.

* حصلت مؤخرا على جائزة شاعر الأردن لأعلى علامة من درجة التحكيم، هل أنت راض عن هذا الإنجاز، وكيف تقيم مشاركة الآخرين في المسابقة؟

– أنا راض تمام الرضا عن ما حققته في المسابقة بفوزي بجائزة أعلى علامة من لجنة التحكيم، فقد قدمت نصوصا طوال فترة المسابقة نالت استحسان لجنة التحكيم وجمهور القراء، وحصلت على العلامة الأعلى من بين الشعراء المشاركين، أما الشق الآخر من أسس التقييم وهو مسألة التصويت بوساطة الأجهزة الخلوية فليس له علاقة بتقييم أو تقويم النص الشعري، ولولا تفهم الشعراء لحاجة الجهة المنظمة للريع الحاصل من وراء التصويت -للإنفاق على المسابقة- لا أعتقد أن أحدا منا كان سيقبل بأن يكون التصويت جزءا من آليات التقييم، لكنها تجربة جميلة بكل ما فيها تعرفت فيها على كوكبة من الشعراء المكرسين والجدد واستمعنا إلى آراء نقدية أفدنا منها جميعا.

* كتبت قصيدة العمود، والتفعيلة، وكنت لافتا للنظر في الشكلين، برأيك لماذا خفت وهج القصيدة العمودية، ولم نعد نرى إلا فيما ندر شعراء يبنون على ما تركه الرواد في هذا المضمار؟

– أنا لا أتفق مع الرأي القائل إن القصيد العمودية قد خفت وهجها، فما زالت القصيدة العمودية في كل الأمسيات المحلية والعربية التي أتابعها تحتل مركز الصدارة بين قريناتها قصيدتا التفعيلة والنثر، وتحوز على التفاعل الأكبر من الجمهور المتلقي النخبوي والبسيط على حد سواء، حتى إنني صرت أرى بعض شعراء التفعيلة والنثر يتحاشون الخروج على الجمهور مع شاعر يلتزم عمود الشعر العربي، وحتى المسابقات الشعرية العربية المعتد بها تشترط في الأعمال المقدمة أن تكون إما عمودية أو على التفعيلة وتستثني قصيدة النثر، ولا أريد هنا أن يفهم من كلامي انحيازي لشكل من أشكال القصيدة دون غيره فالشعرية العربية تجاوزت مسألة الشكل، فكم من قصيدة تفعيلة لها من القيمة الفنية ما يبز عشرات دوواين القصائد العمودية والعكس أيضا صحيح، القصيدة الجيدة جيدة بعيدا عن القالب الذي توضع فيه، وهذا لا ينفي التفاوت وإنما ينقله من ساحة الشكل الموسيقي إلى ساحة الشاعر نفسه، الأمر الذي يقودني إلى الإجابة على الشق الثاني من سؤالك وهو أن المشكلة – على افتراض وجودها- تكمن في الشاعر وليس في شكل القصيدة، فليتخذ الشاعر الشكل الذي يرغب وليتحرر من القيود الشكلية التي يدعي، وإن كنت أرى في بعضها قواعد وليست قيودا، بشرط أن يقدم نصا مغايرا خلاقا ليس مكرورا أو ممجوجا.

* القارئ لمنتجك الشعري المنشور في الصحافة والمجلات يلاحظ اهتمامك بالمادة التراثية، إلى أي مدى استطعت الاستفادة من التراث في نصوصك الشعرية؟

– على الصعيد الشخصي أنا مسكون بالتراث وبعبق الماضي، ولعل ذلك نابع من طبيعة تخصصي وقراءاتي في الأدب العربي وكذلك إيماني المطلق بأن ما خفي من التراث أعظم بكثير مما اجتليناه حتى الآن، وأننا بحاجة لإعادة قراءة هذا التراث قراءة جديدة غير منغلقة على ذاتها مكتفية بما لديها، ولا قراءة منبتة عن أصولها وجذورها الثقافية وتنظر للتراث نظرة الإزدراء والتعالي، فالثقافة العربية لم تكن يوما منغلقة على ذاتها وبالتالي لن يكون تراثها على غير ذلك، لكنني في الوقت نفسه وفيما يخص استفادة مشروعي الشعري من التراث فأنا أزعم أنني أحاول أن ألقي الضوء على الجوانب المعتمة من هذا التراث، أحاور شخصياته وأحداثه بعيدا عن سطوة الراوية أو المؤرخ المنحاز لكني في الآن ذاته لا أثقل كاهل الشعر إلا بما يحتمل فالشعر صاحب رسالة جمالية أولا وأخيرا.

* لماذا لم تصدر حتى الآن أي مجموعة شعرية؟

– لدي مخطوطان واحد بعنوان «ناقف الحنظل»، دفعت به للمطبعة حديثا، والآخر بعنوان: «عتمة بلا نوافذ»، أعتقد أيضا أنه سيرى النور قريبا، ولعل التأخر نابع من كوني من مدرسة عبيد الشعر الذي يعاودون قصائدهم بالتعديل والتنقيح والتجويد والتحكيك لتكون الإطلالة الأولى على الجمهور القارئ أجمل ما تكون./الدستور

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

العراقي للثقافة والفنون يستضيف العين محمد داوودية