عروبة الإخباري – نفت دول أوروبية إجراء أية اتصالات على المستوى الرسمي مع حركة حماس، تعقيبا على ما قاله أربعة من كبار قادة الحركة بأن دول الاتحاد الأوروبي قد فتحت قنوات اتصال مع الحركة سرا رغم السياسة المعلنة للاتحاد الأوروبي رسميا بمنع الاتصال مع حركة حماس من قبل أعضاء الاتحاد.
ففي تقرير أوردته صحيفة “الغارديان”البريطانية أمس الجمعة على موقعها الإلكتروني نقلت عن قادة حماس قولهم إن دولا أوروبية تسعى إلى تفهم الجدل الذي يدور داخل حركة حماس حول توجهاتها السياسية المستقبلية وربما محاولة التأثير في هذه التوجهات.
ويقول قادة حماس، حسب الصحيفة البريطانية، إن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ووسطاء عقدوا اجتماعات مع قيادات حماس في مدينة غزة، وفي القاهرة، وكذلك في بعض العواصم الأوروبية.
غير أن قادة حماس رفضوا أن يقدموا للصحيفة تفاصيل حول طبيعة اللقاءات وما دار خلالها، واكتفى عضو مجلس شورى حماس ونائب وزير الخارجية سابقا أحمد يوسف بالقول “إن هذه الدول ائتمنتنا عل سرية اللقاءات ووثقت بأننا لن نبوح بأي معلومات” مضيفا “نحن نحاول أن لا ندلي بتصريحات حول هذه الاتصالات لأن ذلك يتسبب بمشكلات، وبالتالي نفضل عدم التحدث بالأمر، غير أني أستطيع أن أجزم بأن معظم الدول الأوروبية معنية بفتح قنوات للحوار مع حماس.”
وكان من بين الدول التي ذكر قادة حماس أنها فتحت قنوات اتصال مع الحركة مؤخرا كل من بريطانيا، والسويد، والدنمارك، وهولندا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا.
وتعقيبا نفت كل من كل من بريطانيا، وهولندا، والسويد إجراء أية اتصالات مع حركة حماس على مستوى المسئولين الحكوميين، في حين لم تتلقى “الغارديان” ردودا من الناطقين بلسان الدول الأخرى التي ذكرها قادة حماس.
بدوره أشار وزير الصحة الأسبق في حكومة حماس باسم نعيم والذي يتولى حاليا ملف الشؤون الخارجية في حكومة حماس أشار إلى أن اللقاءات مع ممثلي الدول الأوروبية تراوحت بين رسمية وغير رسمية مؤكدا أنه التقى بسفراء وغيرهم من المسئولين الرسميين.
أما غازي حمد نائب وزير الخارجية فقال إنه التقى خلال الأسابيع القريبة الماضية بممثلين عن حكومات أوروبية بما في ذلك سفراء وقناصل. وأكد حمد أن “معظم من تحدث إليهم يؤمنون بضرورة وضع حد لسياسة مقاطعة حماس وفتح حوارات معها عوضا عن ذلك.”
وفي السياق ذاته قال طاهر النونو الناطق بلسان الحكومة المقالة في غزة إنه التقى بمسئولين حاليين ومسئولين سابقين من دول أوروبا، مشيرا إلى أن مزيدا من اللقاءات ستجري قريبا. “كافة الدول ترفض الإفصاح عن هذه اللقاءات لأن هذه الدول قيدت أيديها حين وضعت حماس على قائمة الإرهاب التي يقرها الاتحاد الأوروبي،” على حد تعبير النونو.
وحول ما ترمي إليه الدول الأوروبية من هذه اللقاءات ذكر النونو ثلاثة نقاط أولاها أن هذه الدول ترغب بمعرفة رؤية حماس حول العملية السلمية، وإذا ما كانت حماس قد غيرت موقفها من العملية، وما إذا كانت تميل إلى النهج السياسي أم العسكري.
أما النقطة الثانية فهي أن تلك الدول مقتنعة أن حركة حماس لاعب أساسي في المنطقة وهم بحاجة إلى التعامل معنا.
أما ثالثا وأخيرا، حسب طاهر النونو، فإن هذه الاتصالات تقوم بها بعض الدول الأوروبية في محاولة لممارسة ضغط على حركة حماس كي تقبل بمطالب الرباعية الدولية