المفكر اللبناني جورج قرم في ندوة حول الهوية

mfker-lbnane

عروبة الإخباري – تتبع المفكر اللبناني الدكتور جورج قرم تطور محطات الهوية العربية عبر التاريخ وقبل الاسلام وصولا الى الظرف الراهن حيث التحولات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعديد من البلدان العربية .

وقدم قرم في ندوة حوارية نظمت بالتعاون بين رابطة الكتاب الاردنيين وادارة مهرجان جرش للثقافة والفنون مساء امس الجمعة في المركز الثقافي الملكي مقاربات حول الهويات والسياسة والتنمية الاقتصادية في الدول العربية .

ورأى في الندوة التي قدمه فيها الدكتور هشام غصيب وحضرها وشارك فيها العديد من المثقفين والكتاب والمهتمين الاردنيين والعرب ان الشعوب العربية تحمل هويات مركبة من عدة بيئات عائلية وجغرافية ودينية ومعرفية وفكرية , لكنها لن تستمر مهمشة في التاريخ السياسي أو في التاريخ الاقتصادي , لان فراغ القوة عند العرب هو الذي يسبب كل التدخلات الخارجية , وكل هذه التدخلات ستزول لأن نهوض الدول والشعوب العربية سيغير الخارطة السياسية في المنطقة ويضع نهاية للصراع العربي الإسرائيلي.

واشار الى ان فشل تيار القومية العربية جاء نتيجة لفشل التنمية حيث لم تكن للعرب هوية متماسكة تنهض على اسس سليمة , بل وقعت في فخ التعصب والكراهية لافتا الى ان الدراسات والابحاث تشير الى رغبة نصف الشباب العربي من الجنسين بالهجرة من اوطانهم .

واوضح ان المشكلة الرئيسية التي يعاني منها العرب اليوم تكمن بوجود مؤسسات وتيارات معرفية متصادمة ومتشابكة ومتناقضة , من هنا كانت اهمية الدولة لصهر عناصر هوية متكاملة متجانسة لا يدخل فيها عنصر الفتن .

وركز قرم على الرسالة النبوية التي وحدت عرب الجزيرة العربية , قبل ان تتوسع حدود الدولة الاسلامية وينشأ عنها هويات جديدة وتتصادم بالرؤى والافكار كما حدث بالاندلس في عصر ملوك الطوائف والتحالفات غير السوية التي ادت بخروجهم من الاندلس.

واشار الى ان الحركة التحررية العربية لم تتطور في ابتكار وسائل حكم راشدة بقدر ما تفرع عنها العديد من الحركات العربية المتشابهة والمتصادمة وهو ما اعاق محاولات الوحدة العربية.

ولفت في الندوة التي تلاها تعقيبات من نائب رئيس اتحاد كتاب مصر الدكتور علاء عبد الهادي والدكتور محمد الشياب والدكتور جورج الفار الى ان القوى الاستعمارية والحركة الصهيونية تغلغلت الى الهويات الفرعية في جسد الامة وعملت على احياء مصطلح الاقليات بوصفها بديلا عن الامة مبينا ان الربيع العربي اعاد شيئا من لحمة الوعي الجمعي العربي بحيث ظهرت فيه المرأة العربية كحالة نهوض وانعتاق .

ودعا المثقف العربي الى مراجعة دوره كونه يبني معارف الامة ونهضتها لان اغلبية الانهيارات العربية جاءت بفعل فشل المثقف العربي في الاضطلاع بدوره عدا عن فشل التنمية وغلبة الاحتكارات ومظاهر الفساد , وبهذا كله كان من الصعب بناء الهوية التي بانت في اشلاء متناثرة ومتناقضة ومتنافرة .

شاهد أيضاً

جَنينُ قلبي

عروبة الإخباري – زينة جرادي جَنينُ قلبي قطفتُ نجمًا أزاحَ عتمَ ظلامي فنامَ في حِجري …

اترك تعليقاً