علي حمادة/احموا الجيش من “حزب الله”..

بالامس استمعنا الى تسجيل صوتي لاحمد الاسير يروي فيه، وعلى طريقته حادث عبرا من وجهة نظره. الشيء المؤكد انه سقط للجيش شهداء في بداية الحادثة. المؤكد ان ثمة خللاً وضعفاً في رواية الجيش وكل الاعلام الذي سخر لشيطنة احمد الاسير وتصويره وكأنه أخطر رجل على الكرة الارضية، في حين تسابق كل اعداء الجيش كمؤسسة ومرجعية الى المزايدات الرخيصة مثل “حزب الله” وقادته الذين دعوا مثلا الى الالتفاف حول الجيش واحترام القانون! وفي لحظة نسي العالم ان مكمن السؤ في الحياة اللبنانية الوطنية هو “حزب الله”، وتبارز صغار العقول للضرب في جثة احمد الاسير بالمعنى السياسي.

كما قلنا منذ اليوم الاول: ان احمد اسير ليس اصل المشكلة. المشكلة الاساس هي “حزب الله”، وبقايا نظام بشار في لبنان. والمشكلة في ما يتعلق بحادث عبرا الذي نرفض السكوت في ما يتعلق فيه، هو ان ثمة شيئا مغايرا لكل الرواية الرسمية. فالفخ واضح للجميع، ولا حاجة الى التذكير بأن ثمة من استغل الجيش في عبرا مثلما يتلطى خلفه تحضيرا لعمل اجرامي كبير في طرابلس او في عرسال او غيرهما.
لا يختلف عارفان في السياسة وأروقة الحكم في لبنان في القول بأن ثمة مفاصل حساسة في الجيش والاجهزة مرتهنة لـ”حزب الله”. البعض يذهب الى القول بأن امن “حزب الله” هو المرجعية العملانية لهؤلاء. والحال ان المنطق الذي يستندون عليه في زعمهم هذا يقول ان من يمسك بسلطة مدنية، ويمسك بالارض في معظم لبنان، لا يمكن ان يتجنب محاولة استتباع جيش كمؤسسة مركزية تمثل فكرة دولة الواحدة، وتحظى بشرعية متفق عليها.
من قال ان الجيش مختلف عن لبنان؟ ومن قال ان ضباط الجيش مختلفون عن سياسيي لبنان عن المواطنين حتى؟ ومن قال ان المؤسسة عصية حقا على تدخلات السياسية في الوقت الذي نعرف ان كل من ترأسها منذ اللواء فوأد شهاب تعامل معها على اساس انها بوابة لرئاسة جمهورية؟ وهل ننسى هوس الجنرال ميشال عون؟ او عبقرية الجنرال اميل لحود؟ او “جزويتية” الجنرال ميشال سليمان؟ وماذا عن الجنرال القائد الحالي للجيش؟ هل هو من طينة مختلفة عن آلاخرين؟ المهم بالنسبة الينا نحن هو ان نتنبّه جيدا الى ما يخطط لمؤسسة الجيش لجعلها “عصا غليظة” بيد “حزب الله”، يستخدمها حيث يستطيع لمواصلة مسيرته للسيطرة الكاملة على البلاد ومقدراتها.
بناء عليه ندعو اولا الى مراجعة لما حدث في عبرا. ثم ندعو الى مراقبة ما يحصل في الجيش، واخيرا ندعو الاستقلاليين الى المجاهرة بقول الحقيقة ومواصلة التركيز على الخطر الاكبر على لبنان الا وهو “حزب الله”.
باختصار ان “حزب الله” هو المشكلة المركزية قبل الاسير وغيره هنا وهناك.

Related posts

اللي استحوا ماتوا* فارعة السقاف

تجربة النضال الفلسطيني: خصوصية مقاومة تقاوم التعميم* هاني ابو عمرة

كلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي* جواد العناني