عروبة الإخباري – عاهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الله بأنّه “إن لم تكن القدس عاصمة لدولة فلسطين لن يكون هناك أي حل”.
وأكد في حوار صجفي مع وسائل الاعلام اللبنانية أنّ “حق العودة مقدس، والتوطين لا يؤمن به، وهو لم ولن يفرّط بحق الفلسطينيين”، رافضاً جملة وتفصيلاً اتهامه بـ”التنازل عن أي حق فلسطيني من خلال عملية التفاوض السابقة، والمفاوضات المرتقب استئنافها مع عودة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة”.
وأشار إلى أنّه “طالب إسرائيل بأن يعود اللاجئون الفلسطينيون الذين نزحوا من سوريا الى قطاع غزة، فكان جواب الدولة العبرية اذا عادوا الى غزة، عليك نسيان حق العودة، فأبى التخلي عن حق العودة، مقابل السماح لقسم من الفلسطينيين العودة إلى غزة”، وفق ما أكّده.
وتطرق الى عدد من القضايا بدأها بالاعراب عن امله في ان تحقق مهمة جون كيري بعد عودته في الاسابيع المقبلة ما يساعدنا على عودة المفاوضات، مؤكدا على وجود مساع اميركية حثيثة، مستدركا بالقول “انها بداية ولكننا سنناضل من اجل اهدافنا الوطنية وعلى رأسها القدس التي تهم العالمين العربي والاسلامي وكل العالم. والقدس امر لا نفرط به ونعاهد الله اذا لم تكن القدس عاصمة فلسطين فلن يكون هناك حل”.
وعن المصالحة الفلسطينية قال انها تعثرت معلنا انه “اذا وافقت حركة حماس على اجراء الانتخابات فنحن جاهزون فورا وخلال ثلاثة اشهر”.
واعلن انه على استعداد لاجراء انتخابات حرة ونزيهة، متمنيا ان يهدي الله حركة حماس “لانهاء مرحلة مخجلة من حياتنا في الانقسام الذي حصل”.
وعن العلاقات مع لبنان قال “نحن ضيوف مؤقتون في هذا البلد وتحت القانون وليس فوقه، ونحن عنصر ايجابي ولا نتدخل مع هذه الجهة او تلك”.
اضاف “ما يهمنا هو الاستقرار ووحدة وسيادة لبنان ونحن ننظر بهذا المنظار الى العلاقة مع اخوتنا في الدول العربية، اي ان ما يجري في اي دولة عربية لا نتدخل فيه او نبدي رأيا في هذه الاحداث التي بدأت في تونس ومصر وسوريا واليمن”.
وطمأن الى سير العلاقات الحسنة والى التعاون مع المسؤولين اللبنانيين في هذا البلد الذي اكرمنا واستضافنا، آملين العودة الى بلدنا فلسطين.
بعد ذلك اجاب الرئيس عباس عن اسئلة الصحافيين، وردا على سؤال حول يأس اليهود في الولايات المتحدة الاميركية من موضوع حل الدولتين والنصيحة التي وجهوها اليكم، بأن تكونوا مواطنين في دولة اسرائيل، واما اذا كنتم وصلتم الى يأس من حل الدولتين وما هو رأيكم بإقتراحهم. فأجاب “نحن تبنينا حل الدولتين على اساس 67، وفي 93 اعترفنا بإسرائيل وعلى هذا الاساس تفاوضنا معهم وما زلنا، ان هناك بعض الاصوات في الجيل الفلسطيني الجديد، تقول بالقبول بحل دولة واحدة, وانا اقول هذا غير ممكن، ولا نقبله ولا الاسرائيلي يقبله”.
اضاف “لدينا تقصير وبكل صراحة تجاه الجاليات اليهودية المنتشرة في العالم وخاصة في الولايات المتحدة الاميركية، فأنا كنت اعتقد انهم “بعبع” وان كنت لا اريد تبرأتهم من تطرفهم، ولكنهم ليسوا مثل بعض رجال الحكومة في اسرائيل”.
وتابع “اتمنى على اي دبلوماسي واعلامي عربي ان يجلس مع هؤلاء اليهود، وبالتالي لا بد ان يستمعوا الى الرأي الآخر، لأنهم لا يستمعون الا الى رأي نتنياهو. لا بد ان نتكلم معهم كي يفهموا وجهة النظر العربية، وانا ارى ان بعضهم بدأ يفهم ان اسرائيل هي المتعنتة”.
وقال “نحن لا نقبل بحل الدولة الواحدة وانما بحل الدولتين، اما المستوطنات فهذا ما لا يمكن ان نقبل به كأمر واقع”، مؤكدا على عدم الانخداع بالامر الواقع لأن كل الاستيطان الذي بدأ العام 67 هو غير شرعي، وعلى هذا الاساس نتفاوض”.
وردا على سؤال حول غياب فلسطين عن اهتمام العرب بسبب الربيع العربي وعن معاناة حركة حماس اليوم في مصر وقطر وسوريا، فقال “ان ما يسمى بالربيع العربي وهذا رأيي وهو حراك عربي داخلي، لا يمكن ان ننكر انه اثر علينا كثيرا، وان الدول التي حصل فيها الحراك انكفأت على نفسها، لكننا استطعنا ان نحصل على 138 صوتا في الامم المتحدة، وامتناع 41 ورفض 9. وذلك في ظل ازمات الدول العربية التي شهدت حراكا”.
واكد على عدم التدخل بشؤون هذه الدول، وقال “انما نحن نتأثر لأننا بشر وعرب، ولكن مصلحتنا الاساسية ان “دعونا بحالنا”، ولا نريد ان نصنف كما لا نريد العودة الى تاريخ “ينذكر ما ينعاد”.
وعن حركة حماس قال “لقد تأثرت علاقاتها مع سوريا ودول عربية ولا اريد ان اقول انه ليس بسبب سياسة غير واضحة، انما مهما كان السبب فحماس جزء من الشعب الفلسطيني، ونريد المصالحة معهم، ومن اليوم نريد ان نحقق المصالحة، ولا نريد اقصاء احد، ان شعبنا الفلسطيني واحد موحد، ويجتمع على كلمة واحدة هي فلسطين”.
وغمز من قناة ان يكون وضع حماس حسابا مساعدا على تحقيق المصالحة.
وردا على سؤال حول غياب كلمة مقاومة من خطابات الرئيس عباس، وعما اذا كان يخجل بها، ولماذا لا تقوم السلطة الفلسطينية بعقد اتفاقات اقليمية مع دول عربية بشأن الغاز الفلسطيني، فأجاب معترفا ” صلاحيتي كرئيس منتهية، واطالب بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية”.
وردا على تهمة انه يعطل حكومة وطنية ، نفى ذلك، مطالبا بحكومة تكنوقراط لثلاثة اشهر.
وعن مسألة الغاز الفلسطيني اشار الى مشاكل كثيرة بهذا الشأن مع اسرائيل، مؤكدا “اننا سنحصل على حقنا في الغاز والنفط والبوتاس الموجود في البحر الميت، ولكن لأننا تحت الاحتلال لا يمكن ان نعقد اتفاقات غاز مع اي دولة”.
وعن المقاومة قال “لن اقول كلمة مقاومة مسلحة، وقد جربناها وكان آخرها الانتفاضة الثانية التي دمرت كل شيء وحصلت حرب 2007 و 2009 ولاول مرة ترعى مصر اتفاقا للتهدئة بين حماس واسرائيل، وتعتبر ان العمل المسلح عدائي”.
واضاف “انا غير مستعد لاطلاق صاروخ عبثي لأدمر بلدي، نحن مع المقاومة السلمية الشعبية، وقد تم الاتفاق عليها بيننا وبين حركة حماس مكتوبة ومقروءة من قبل الاخ خالد مشعل، اي انه اتفق معي على حدود 67، وعلى المقاومة السلمية وانني ممثل الفلسطينيين في المفاوضات. وانني لست مستعدا ان اكون عبثيا ومغامرا، ولكن كل المقاومات السياسية والدبلوماسية سنمارسها”.
وشدد على السماح بحرية الرأي والتعبير بما فيها الشتم.
وردا على سؤال حول اتهامه بالديكتاتورية وتقديم التنازلات، نفى ان يكون قد قدم اي تنازل في موضوع حق العودة، كما نفى ان يكون دكتاتورا، وان كان يتمنى ان يكون دكتاتورا لكن لا يستطيع.
وسئل عما اذا كان الرئيس ميشال سليمان طلب منه امرا ما بشأن السلاح الفلسطيني فأجاب “نحن ضيوف في هذا البلد وكان في الماضي عندنا مقاومة، وهذا مبرر لحمل السلاح، فما هو مبرر حمل السلاح طالما لا مقاومة عندنا. انا اعيش في بلد سيادته لبنانية وما هو قيمة السلاح في المخيمات وما الذي يفعله، مكررا رفضه ان يكون الفلسطيني طرفا في اي صراع داخلي في اي بلد”.
وردا على سؤال حول وجهة المفاوضات مع جون كيري التي ستسبق المفاوضات قال “لا اضع شروطا مسبقة قبل المفاوضات، وانما اطرح مفهوما للتفاوض، اضافة الى مشكلة الاسرى الفلسطينيين.
وردا على سؤال حول دخول احمد الاسير الى مخيم عين الحلوة، وعما اذا باتت المخيمات ملجأ للارهابيين، قال “انا امون على سلاح المنظمات التي تنتمي الى منظمة التحرير الفلسطينية، واذا دخلت الى اي مخيم فهناك عرب وعجم وشيشان وسعوديون وكويتيون وسوريون، وانا لا اعرف الى اين ذهب الاسير، وانا طالبت اخواني بعدم السماح بذلك”، نافيا مشاركة الفلسطينيين في احداث صيدا الاخيرة.
وردا على سؤال حول ما يحكى عن تحذير من امير قطر السابق له بعدم الذهاب الى الامم المتحدة، والا ستتخذ اجراءات بحقه، وان تصبح غزة مقصدا للزوار، أوضح ان امير قطر السابق نبهه من الذهاب بسبب الفيتو الاميركي، وقال “لكن انا ذهبت الى الجمعية العامة للامم المتحدة بموافقة جميع الدول العربية دون استثناء”.
وسئل لماذا لم تلتق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فقال “لم يحصل ان قال السيد حسن نصرالله انه طلب ان يلتقيني، وانا لا مشكلة عندي في لقاء اي شخص في لبنان”.
أمّا أزمة استقالة رئيس الوزرء المكلّف رامي الحمد الله، فقد سمع عنها ولم يُبلغ بها منذ البداية، وجرت جهود وساطة لكنّها لم تنجح لثني الحمدالله عن استقالته.
وختم قائلا: “هذا خير دليل على أني لست ديكتاتورياً لأفرض على الحمدالله أن يبقى أو يستقيل”.