من اليقين أن تسمية الأسد المتأهب لا علاقة لها بحاكم سورية لأن هذه التسمية للمناورات المشتركة إنما كانت منذ زمن بعيد قبل الربيع العربي برمته ، أقول هذا لأن بعضهم ربط بين الأمرين ولهذا راح يحلل ويركب المسائل ويخلط الأوراق.
من حيث المبدأ لا يخفي الأردن أنه مرتبط بتعاون عسكري مع الولايات المتحدة، كما هو الشأن بين سورية وروسيا، وإيران والصين وغيرها من الدول التي تقدر مصالحها وتختار حلفاءها، وعلى الذين يعارضون قيام الأحلاف أن يعارضوها بالجملة وأن تكون مقاييسهم في هذا الشأن واحدة، أما السير على قاعدة حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس فهذا غير منطقي ولا مفهوم إلا في سياق الانتقاء الاعتباطي. والذين يتحدثون عن قواعد عسكرية لمجرد النقد والصيد في الماء العكر يعرفون قبل غيرهم وجود قواعد لأمريكا في بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وتركيا وقطر والسعودية واليابان، ومع هذا نقول إنها مناورات وليست قواعد وإذا ثبت أنها قواعد فإننا نرفض وجودها.
إذا الأسد المتأهب هو اسم للمناورات الدورية التي تشترك فيها عدة دول وأهميتها السياسية في هذا الظرف أن يقال لمن يريد الشر بالأردن أن الأردن ليس لقمة سائغة ولن يكون حديقة خلفية للأسد المنقض على شعبه منذ أكثر من عامين بلغت ضحاياه عشرات الألوف من الشهداء الأبرياء من المدنيين نساء وأطفالاً وشيوخا ومن انضم إليهم من الشباب السوري الغيور على شرف السوريين وكرامتهم وعزتهم. الأسد المتأهب يفيد الدول الضعيفة في مجال التدريب وإتقان الفنون العسكرية بينما الأسد المنقض يهدم ويدمر ويعيث في الأرض فسادا هو ومليشيات الطوائف العمياء التي لم تحمل المشروع الحضاري في سياق لعبة الأمم كي يكون للأمة الإسلامية شأن بين الأمم. الأسد المنقض لا هم له سوى البقاء في الكرسي وهو هدف مستحيل سواء نجح الثوار أو لم ينجحوا لأن من يقتل شعبه لن يستطيع حكمهم إلا بالحديد والنار وهذا لا يمكن أن يطول ،خاصة أن أمتنا العربية قد دخلت مرحلة عزة الشعوب ولم يعد القول للحاكم وحده بل هو شريك لشعبه الذي يختار ويقرر ويحاسب ،فإن عدل واحترم الناس ورفق بهم فسيستمر وسيذكر بالخير ، أما من طغى وتجبر وفسد وأفسد فسيدفع الثمن وستتم إطاحته عاجلاً أم آجلاً.