عروبة الإخباري – قال عمرو موسى القيادي في “جبهة الإنقاذ الوطني” المعارضة بمصر ورئيس حزب “المؤتمر”، إنه “لا يوجد أي تلاقٍ بين المعارضة والنظام الحاكم فيما يتعلق بطريقة إدارة البلاد”، وأنه أكد للمهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة “الإخوان المسلمين”، خلال لقائه الأخير به أن “الحل المطروح من جانبه الآن هو إعادة الانتخابات الرئاسية”.
وكان اللقاء المفاجئ لموسى مع الشاطر، بمنزل أيمن نور رئيس حزب “غد الثورة”، في حي الزمالك بالقاهرة، بناء على “دعوة على العشاء” من نور، قد أثار عاصفة من الانتقادات من جانب “جبهة الإنقاذ” وصلت إلى حد التلويح باستبعاد موسى من الجبهة.
وكشف موسى في تصريحات خاصة لـ”الشرق الأوسط”، نشرت الجمعة 7 يونيو ، أن “الشاطر شكا له من أنهم (الإخوان) غير ممكنين من الحكم وإدارة البلاد بشكل جيد نظراً للإضرابات التي تحدث في البلد والمظاهرات المستمرة من جانب المعارضة”، وذلك رداً على انتقادات موسى خلال اللقاء للسياسات الخاطئة التي تم اتخاذها في الآونة الأخيرة.
محاولة للوساطة
وقد وصف اللقاء مع الشاطر الذي يوصف بأنه “الرجل القوي في جماعة الإخوان”، بأنه محاولة من أيمن نور للوساطة بين “جبهة الإنقاذ الوطني”، والتي تضم الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي، وجماعة “الإخوان المسلمين” التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي.
وقال موسى إنه أبلغ الشاطر أن “هناك أموراً كثيرة يمكن أن يقوم بها الرئيس مرسي وحكومته في وجود المظاهرات التي معظمها سياسية، ومنها الأمور المتعلقة بخدمة المواطنين ومعايشهم”.
وأضاف موسى – الذي شغل موقع الأمين العام لجامعة الدول العربية، قبل أن يترشح لرئاسة مصر العام الماضي – أن “اللقاء كشف له عن خلافات شديدة في الرأي بين المعارضة وجماعة الإخوان الحاكمة”، حيث لم يتوصل إلى أي اتفاق مع الشاطر حول أي مما تم طرحه، مشيراً إلى أنه أبلغ نائب المرشد أنه يخشى على مصير مصر من السياسات القائمة، خاصة أن درجة الخبرة قليلة جداً بين صفوف الحكم.. وأن هناك مخاوف على الدولة المدنية واستقلال القضاء والاضطرابات في سيناء.
كما أكد موسى أن الشاطر لم يطالبه خلال اللقاء بتوقف الإعداد لمظاهرات 30 يونيو ، لكن تمت إثارة موضوع العنف الذي يمكن أن يحدث من جانب أي طرف في المؤيدين والمعارضين، وتم التأكيد على ضرورة تفهم غضب الناس وأن من حقهم أن يتظاهروا بعيداً عن أي دموية أو عنف.
30 يونيو.. مجرد تعبئة إعلامية
وحذر موسى الشاطر من أي صدام قد يحدث مع المتظاهرين من قبل مؤيدي الرئيس مرسي، قائلاً له “إنه خطر جداً.. وإنه من الضروري عدم تكرار الأحداث السابقة المؤسفة”، على حد قوله.
وأضاف موسى أن “الشاطر عبر له عن تفهمه لغضب البعض، رغم تأكيد أنه ليس جزءاً من الرئاسة وليس ضالعاً في الحكم كما يدعي البعض”.
وأوضح موسى أن “الشاطر يرى أن يوم 30 يونيو هو مجرد تعبئة إعلامية وأن هناك مبالغة في هذا”.
وأثار لقاء موسى بالشاطر انقساماً في صفوف قوى المعارضة وداخل “جبهة الإنقاذ” تحديداً، التي رفضت كل الاجتماعات والدعوات التي وجهها إليها الرئيس مرسي طيلة الشهور الماضية.
وقال موسى إنه “لا يخشى أي لوم بسبب لقائه بالشاطر”، مشيراً إلى أن “قبول الاجتماع معه يرجع إلى أنه كان فرصة لعرض وجهة نظر المعارضة، والاستماع إلى وجهة نظر القائمين على الحكم”.