في عيدها الوطني 95 سفارة جمهورية أذربيجان الصديقه تعلن احتفالها..واستمرار مسيرة التقدم لبلدها
علاقات أذرية – أردنية مميزة و ترجمة لتوجهات القائدين الملك عبدالله الثاني و الرئيس الهام حيدر علييف
عروبة الإخباري –
يسرني القول بأن هذا العام يتصادف احتفال جمهوريتنا بيومها الوطني الخامس والتسعون ، مع ذكرى عزيزة على قلب الشعب الأذربيجاني وهي مرور عشرين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية الأذربيجانية الأردنية.
وهنا أود القول بأن الشعب الأذربيجاني الذي يتميز بحضارته العريقة وتاريخه الأصيل وتنوع ثقافاته يحي هذه الذكرى في ظروف تشهد فيها البلاد نهضة حضارية شاملة في جميع المجالات ، بحيث أصبحت جمهورية أذربيجان نموذجا يحتذى به بين دول منطقة القوقاز وأسيا الوسطى.
وكما يبين التاريخ بأن الشعب الأذربيجاني قد أسس أول دولة ديمقراطية في الشرق الإسلامي عام 1918 ، وعلى الرغم من أن تلك الجمهورية لم تعش سوى 23 شهرا الا أن شعبنا قد استطاع أن يرسخ مبادئ الديمقراطية والحرية حيث نال استقلاله سنة 1991.
أن جمهورية أذربيجان قد واجهت خلال السنوات الأولى من حصولها على الاستقلال الكثير من التحديات تمثلت في صعوبة الانتقال من نظام إلى نظام أخر ، والتغيير من النظام الاشتراكي إلى اقتصاد السوق الحرّ كذلك عدوان جمهورية أرمينيا على جمهورية أذربيجان ، وبالرغم من مساعي الجانب الأذربيجاني لانهاء هذا الصراع لحل الأزمة بالطرق السلمية وصدور العديد من القرارات من قبل الهيئات والمنظمات الدولية الذي تطالب بانسحاب القوات الأرمينية من الأراضي المحتلة ، والحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي الأذربيجانية الا أنه وللأسف الشديد لم يتم التوصل إلى حل ملموس في النزاع القائم بين أذربيجان وأرمينيا ، وإننا في هذا المقام نؤكد بأن الشعب الأذربيجاني سوف لن يتخلى عن ترابه الوطني في أراضيه المحتلة واصراره لاستعادتها.
وبالرغم من هذه الأحداث الأليمة التي واجهتها البلاد ، فقد تمكنت أذربيجان خلال فترة وجيزة من إرساء دعائم الدولة الديمقراطية المنبثقة عن المصالح القومية ، وإجراء العديد من الاصلاحات الواسعة على مختلف المجالات السياسية ، والاقتصادية والاجتماعية ، والثقافية.
لقد جرت في البلاد تغييرات سياسية جذرية عن طريق بناء الدولة الحديثة ، وإقرار الدستور باستفتاء عام على مبدأ الحرية والمساواة والديمقراطية ، وسنت القوانين والتعددية السياسية التي تضمن استقرار البلاد.
وإنه نتيجة لسياسة الاصلاح الاقتصادي التي انتهجتها الدولة في البلاد من خلال التوجه إلى اقتصاد السوق الحر ، وتطبيق برنامج خصصة وتطوير القطاع الخاص وقطاعي الصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات الأخرى فقد حقق ذلك نتائجا ملموسة بازدياد تدفقات الاستثمار الأجنبي وتطوير مستوى المعيشة بالنسبة للشعب الأذربيجاني. وتعتبر أذربيجان من الدول التي احتلت مكانة متقدمة جدا في مجال تطوير الناتج المحلي الذي يتطور بوتيرة عالية خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة وإنه بناء على تقييم البنك الدولي فقد اعتبر الاقتصاد الأذربيجاني من أفضل اقتصاديات دول العالم ، حيث ارتفعت ميزانية الدولة أكثر من عشرين مرة خلال السنوات العشر الأخيرة ، حيث كانت خلال عام 2003 1.1مليار دولار ، ووصلت حاليا الى اكثر من 20%ملياردولار ، الى جانب ذلك انخفض مستوى الفقر في البلاد الى 6% بالمقارنة الى عام 2001 حيث كان 49% .
كما بلغ حجم الناتج المحلي الاجمالي الى ما يقارب 72.1مليار دولار ، حجم حجم الناتج المحلي الاجمالي للفرد 7.900 خلال عام 2012.
وبلغ اجمالي الاحتياطي من العملة بحيث ارتفع الى 50 مليار دولار بالمقارنة مع عام 2003 حيث كان 1.62مليار دولار.
لقد تمكنت أذربيجان من تاريخ استقلالها من إقامة علاقات طيبة ومتوازنة مع جميع بلدان العالم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، واحترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية.
أذربيجان اليوم تتمتع بجميع مزايا الدولة المستقلة ، فقد حصلت على اعتراف المجتمع الدولي باستقلالها وسيادتها وتمكنت من الدخول في عضوية العديد من المنظمات والهيئات الدولية المرموقة.
لقد احتضنت أذربيجان خلال الأعوام السابقة العديد من المحافل السياسية الدولية ، فقد كانت الدولة المضيفة لمؤتمرات وزراء الخارجية والسياحة للدول الاسلامية ، والعديد من المنتديات حيث كان أخرها منتدى جنوب القوقاز الذي شارك فيه العديد من الشخصيات السياسية والأدبية البارزة ، وتعد مشاركة جلالة الملكة نور الحسين ، ودولة السيد طاهر المصري بهذا المنتدى لاضافة قيمة للمنتدى. وخلال هذه الفترة سوف يعقد في أذربيجان اعمال الدورة الثانية للمنتدى الدولي لحوار الثقافات الذي يشارك فيه وفد وزارة الثقافة الأردنية برئاسة معالي السيد بركات عوجان وزير الثقافة.
تتميز جمهورية اذربيجان بإهمية جغرافية وسياسية للمنطقة كلها فهي تقع على تقاطع الطريق التي يربط الغرب والشرق واسيا واوروبا ، وتقع على الطريق الحريري التاريخي القديم.
إن أذربيجان تحرص على تطوير نهجها لتحديث سياستها الخارجية وتحقيق قفزة نوعية على نطاق تطوير التعاون مع الدول الخارجية لا سيما وأن أذربيجان قد تحولت في الفترة الأخيرة إلى معبر وممر يربط بين أوروبا والشرق الأقصى خاصة في مجال نقل الطاقة.
أما بالنسبة لعلاقاتها مع الشقيقة المملكة الأردنية الهاشمية فهي تشهد حاليا تطورا مستمرا و ملحوظا وتخطو خطوات واسعة وذلك يأتي بفضل وجود علاقات صداقة واخوة تربط بين قادتي البلدين الشقيقين ، واستنادا لوجود أرث ثقافي حضاري ديني مشترك يربط بين البلدين.
وإننا على يقين بأن الانجازات والنجاحات التي تم تحقيقها على مختلف مجالات التعاون بين جمهورية أذربيجان والمملكة الأردنية الهاشمية سوف تستمر في المستقبل بتزايد بفضل حرص البلدين على تطوير العلاقات ونشير كذلك الى أنه قد تم توقيع ما يقارب 34 اتفاقية بين البلدين في مختلف المجالات ، كما أنه قد تم الاتفاق بين الجانبين على عقد الاجتماع الثالث للجنة الحكومية المشتركة خلال شهر اكتوبر 2013 ، في مجال الاقتصاد والتجارة ، والتعليم ، والرياضة ، والمجال التقني.
ومن الجدير بالذكر أنه قد شارك وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على رأس وفد من الوزارة بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في البحر الميت خلال الفترة من 24-26 مايو 2013 ، وعلى هامش هذا المنتدى التقى معاليه مع نظيره معالي الوزير حاتم الحلواني وزير الصناعة والتجارة والتموين ووزير الاتصالات وتكنولوجيا بحثا معا كافة السبل الممكنة لتعزيز علاقات التعاون القائمة بين البلدين.
وأخيرا وليس آخرا ، أنتهز هذه الفرصة الطيبة التي تتزامن معها احتفالاتنا باحتفال الأخوة الأردنيين باليوم الوطني 67 للمملكة الأردنية الهاشمية ، وإنني بهذه المناسبة أتقدم للمملكة الأردنية الهاشمية مليكا وحكومة وشعبا بأسمى آيات التهنئة والتبريكات وأتمنى للشعب الأردني الشقيق بهذه المناسبة الوطنية المجيدة بدوام التقدم والسداد في ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية.