الحريق عند الجيران وها نحن نكتوي بالتأثير والأعراض التي ما زالت تهدد أمننا وسلامتنا بقوة..والمطلوب تبريد الواقع الأردني ومحاولة إبعاده بالقدر الكافي عن الاشتعال أو انتقال الشرر والحريق خاصة وأن الاجتهادات كلها صديقة ومعادية ومحايدة ترى امكانية كبيرة في سريان الحريق إلى الجوار والاقليم وربما قيام حرب أوسع..
حجم الاطفاء والتبريد قليل وغير فاعل حتى الآن، وسياسة النأي بالنفس قد لا تنفع وقد تصبح أشبه بسلوك النعامة التي تضع رأسها في الرمل فمثل هذه السياسة لها مستوجبات ومكونات وعوامل تمكن من النأي بالنفس وهذه السياسة لم تنجح في لبنان التي أخذ الوضع فيها يتفجر بسرعة بعد أن انخرط حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري حيث يرتبط مصير الحزب وبقائه مع بقاء النظام في سوريا وهذا الأخير بالنظام في ايران مما يكشف أن حلفاء النظام السوري موحدون وجاهزون للقتال معاً قادرين أو لنقل مستعدين للانخراط إلى جانب الثورة السورية أو دعمها فما العمل..ما هي الصورة التي نحن عليها الآن؟
من السلبيات أن شارعنا الأردني منقسم حول المأساة السورية ولكن هذا الانقسام ما زال التعبير عنه حتى الآن حضارياً ولفظياً لأن موقف الدولة الأردنية الرئيس ما زال يأخذ بسياسة النأي بالنفس وعدم التدخل الخارجي القادم من سوريا في شؤوننا سواء كان هذا التدخل من جانب النظام أم من جانب الثورة وهل نجد أنفسنا متدخلين وماذا يترتب على ذلك؟ وحتى هذا التدخل قد يكون ضمن صيغة دولية قادته إن لم يكن بمبادرة أردنية فقد ظل الأردن يحرص على أن لا يتصرف من جانبه تصرفاً أحادياً يظهره متدخلاً كما حدث من جانب لبنان الذي تدخلت بعض أطرافه في الحرب في سوريا كما فعل حزب الله في بلدة القصير وغيرها..
كيف يمكن أن نتقي الحريق السوري؟ هل بجهد أردني أم بمساعدة دولية؟ هل بصيغة دولية متوافق عليها؟ وما هي هذه الصيغة؟ وهل تحاول توظيف جغرافيتنا سلباً أم ايجاباً..
نحن في امتحان حقيقي فالنموذج اللبناني ماثل وهو خطير وقد انجر لبنان علناً إلى القتال عبر حزب الله في حين بقي لبنان الرسمي متفرجاً ومحذراً مما سيجعل لبنان كله يدفع الثمن..
أين نحن من هذا؟ هل سنواجه اعتداء سوريا من جانب النظام يأخذ شكل ضربات استباقية حين تجري قراءتنا بشكل خاطيء أو حين يجد النظام نفسه محشوراً من قوى دولية لا يعود يميز من خلال صيغتها العامة المواقف الأردنية سيما وأننا سنشهد مناورات الأسد المتأهب على ارضنا بعد فترة قصيرة وهذه المناورات قد تقرأ بطريقة مختلفة عن القراءة التي تقدمها..
لبنان تورط في الحرب في سوريا وعلى سوريا..فماذا عن دول الجوار الأخرى عن العراق، عن ايران، وهل شرط التورط أن يكون المتورط فاعلاً أولاً أو كردة فعل يمكن توفيرها وبعوامل ملتبسة على النحو الذي لم يفهم فيه حتى الآن من قصف الضاحية الجنوبية في بيروت بصاروخين ولماذا؟
وهل جاء ذلك رداً على خطاب حسن نصر الله التحريضي الواضح؟ كيف يمكن أن نستمر في سياسة النأي بالنفس؟ كيف يمكن أن نتقي ردة فعل النظام السوري اذا استفزته المشاريع الدولية وأن نتقي القوى المتطرفة المنخرطة في مقاومة النظام باسم الثورة..هل تستهدفنا؟ وهل علينا ان نستهدفها كجزء من حربنا على الارهاب؟…السيناريوات القادمة صعبة جداً وأكثرها سلبي وخطير وعلينا أن نعمل بجد لمحاصرة الحريق أياً كان مصدره وتفويت الفرصة عن اشتعال قشنا بتعزيز الداخل الأردني فلا نريد أن نصل إلى حالة اللهم لا نسألك رد القضاء وإنما اللطف فيه..فهل أصبح التحدي السوري قضاء؟
alhattabsultan@gmail.com