سلطان الحطاب/سوريا.. الرجل الجريح

تركت سوريا تنزف وما زالت ولم تقم الأطراف العربية أو الدولية التي تتصارع على سوريا وفي سوريا بإخلاء الرجل الجريح أو تضميد جراحة، بل إن بعض القوى الاقليمية تدخلت لتزيد الجرح اتساعاً ونزفاً وها هي سوريا تدمر نفسها وتتآكل من الداخل وينهار اقتصادها ويتشرد أكثر من سبعة ملايين من أبنائها ويزيد عدد من قتلوا عن (100) ألف وحوالي مليون جريح ومصاب فإلى متى..
ما زالت لعبة شد الحبل قائمة وما زالت سوريا نظاماً ومقاومة تطلق النار على نفسها بأيديها وبأيدي من يريدون أن يرثوها أو يتدخلوا في شؤونها..
والسؤال هل يفتح لقاء الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بارقة أمل لعودة الاستقرار إلى سوريا؟ هل هناك خطة جديدة يمكن أن تبنى على اتفاق جنيف الذي عقد في شهر حزيران يونيو العام الماضي ؟..هل يجري التوافق الدولي أم ان المسافات ما زالت بعيدة عن التوافق..
وزير الخارجية الايراني ما زال يرغب بالقتال إلى اخر جندي سوري في حين أعلن حزب الله رغبته في الدفاع عن سوريا المقاومة وهو يقصد النظام السوري لأن حزب الله والنظام السوري في مركب واحد وان سقوط النظام وتغيره يعني قطع الحبل السري الايراني عن حزب الله..
النظام السوري الذي هدد بحرق المنطقة ونقل الصراع إلى دول الجوار اذا ما استمر الوضع السوري في النزف وعدم وقف التمرد ضده أرسل أولى رسائله إلى بلدة الريحانية في الحدود التركية بتفجيرات لها أهداف تحذيرية وسواء اعترف النظام السوري بذلك أم لم يعترف فإن هذه العملية تخدم أهدافه وتستهدف اجبار خصومه على التوقف والاستدارة للعمل معه على وقف الهجمات وما حدث على الحدود التركية مرشح اذا ما استمر الوضع أو فشلت الجهود الدولية التي يمثلها مؤتمر آخر الشهر بين روسيا وأميركا ودول أخرى في احداث تفجيرات في دول الجوار لتتكامل الرسائل السورية..
النظام السوري تلقى أسلحة جديدة روسية استراتيجية وهذا ما دفع الولايات المتحدة لتشديد اهتمامها بضرورة ايجاد حل سياسي وإعادة فتح الحوار مع روسيا وذلك اثر ضغوط اسرائيلية جرى التعبير عنها بقصف ما قالت اسرائيل أنها عملية نقل اسلحة إلى حزب الله..
والسؤال من هي الأطراف التي لها مصلحة في اسقاط النظام ؟ ومن هي الأطراف التي لا تريد اسقاط النظام؟ ومن هي الأطراف التي تخشى ما بعد اسقاط النظام وبحسبة أولية فإن الأغلبية من الأطراف الاقليمية والدولية والمقصود الأغلبية الفاعلة وليس العددية ليس لها مصلحة في اسقاط النظام السوري وأول هذه الجهات هي اسرائيل التي عطلت اندفاع الولايات المتحدة الأمريكية وعديد من الدول القوية الاوروبية عن تسليح المعارضة السورية تحت حجج وذرائع أن هذه الأسلحة سوف تصل إلى يد الارهابيين والمنظمات المتطرفة ومن هنا جاء اختراع خطورة منظمة النصرة السورية واتخاذها ذريعة فالاسرائيليون تعاملوا مع نظام حفظ لهم أمن الجولان لأربعين سنة ليظل احتلالهم فيه مريحاً رغم ما سببه النظام من ازعاج في مواقع أخرى لكنهم أي الاسرائيليين لا يضمنون بديلاً مريحاً للنظام السوري ومن هنا بقي تحريضهم باتجاه أن يستمر نزف سوريا لتسقط قبل أن يسقط النظام وعندها يضربون كل العصافير بحجر واحدة فالخطر هو من سوريا الدولة والمكانة والدور..
اللافت للانتباه في معركة المراوحات على الرجل السوري الجريح هو في الموقف العربي الذي تراجع ولم يعد يذكر «لا في العير ولا في النفير» فالدول الكبرى تناقش وتختلف وتتفق في ظل غياب عربي مفجع لدرجة أن المبعوث الدولي الابراهيمي قبل ان يسمى من جانب المجتمع الدولي ( الأمم المتحدة) ورفض أن يسمى مبعوثاً للجامعة العربية..فأين العرب الذين تحمسوا بداية لتغيير النظام وزجوا بسوريا إلى الوحل..أين هم الأن من نزف سوريا؟..
alhattabsultan@gmail.com

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري